لإضاءة حياتنا بالقرآن، يجب أن نركز على فهم الآيات والعمل بها، مع التأكيد على الاستمرارية في قراءة القرآن والتفكر فيه.
القرآن الكريم، كمعجزة إلهية، يمكن أن يكون بمثابة نورٍ يضيء حياتنا. منذ أكثر من 1400 عام، حُفظ هذا الكتاب العظيم من التغيير والتبديل، ليظل طريقاً للهدى والرشاد. وفي عصر السرعة والتكنولوجيا الذي نعيشه اليوم، قد تبدو أهمية القرآن أكبر من أي وقت مضى، إذ يحتاج الناس إلى الإيمان، والأخلاق، والتوجيه السليم. لكي يتحول القرآن إلى قوة موجهة حقًا في حياتنا، لابد من التركيز على بعض الجوانب الأساسية التي تساعدنا على استيعابه وتطبيق تعاليمه في حياتنا اليومية. أولاً، يجب أن نسعى لفهم عميق للآيات القرآنية. إن القراءة الفهم والتفسير السليم للقرآن يمثل خطوة أولى نحو التأمل في المعاني والاستخلاص من الدروس والعبر. تُعتبر السور والآيات مصدرًا للعلم والحكمة، وهي تتناول جميع جوانب الحياة. على سبيل المثال، في سورة آل عمران، الآية 103، يأمرنا الله: 'وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا'؛ هذه الآية تدعو إلى الوحدة والترابط بين المؤمنين، مشيرة إلى أهمية الجماعة والعمل سوياً لتحقيق الأهداف المشتركة. فالوحدة تعتبر سلاحاً قويًا في مواجهة التحديات والصعوبات. الجانب الثاني هو العمل بتعاليم القرآن. ليس كافيًا أن نقرأ الآيات كهواية أو لأداء العبادة فقط؛ بل ينبغي علينا أن نبذل جهدًا حقيقيًا لتطبيق المبادئ القرآنية على حياتنا اليومية. فالقرآن يتحدث عن قواعد الأخلاق والعدل وحسن التعامل مع الآخرين، وقد جاء في سورة البقرة، الآية 2: 'هذا الكتاب لا ريب فيه، هدى للمتقين'؛ مما يعني أنه باتباع أوامر القرآن، يمكننا إيجاد الطريق الصحيح وتقويم سلوكياتنا وأفعالنا. فإن تطبيق ما نقرأه في الحياة يجعلنا نعيش معاني الآيات، ونستشعر بعمق جمال الرسالة القرآنية. الجانب الثالث يتمثل في الالتزام بقراءة القرآن والتفكر فيه باستمرار. إن تخصيص وقت كل يوم لدراسة القرآن، وتخصيص أوقات معينة للتفكر في معانيه، لا يعزز فقط فهمنا بل يقربنا أيضًا من الله عز وجل. إن قراءة القرآن ليست مجرد واجب بل هي عبادة تقربنا إلى الخالق، وتكسبنا السلام الداخلي والطاقة الإيجابية. كما أن التأمل في معاني الآيات يساعدنا على التغلب على المصاعب ويعطينا الأمل في الأوقات الصعبة. وأخيرًا، يجب أن نسعى إلى طلب المساعدة من الله لفهم القرآن بشكل أفضل والعمل به. إن دعاء الله عز وجل لفهم القرآن يعد دعاءً مهمًا، فهو الذي يُنزل العبر والحكمة على من يشاء من عباده. في سورة المؤمنون، الآية 97، يقول الله: 'رَبِّ هَبْ لِي قَلْبًا سَلِيمًا وَفَهْمًا جَيِّدًا'؛ يُظهر ذلك أهمية طلب الفهم الصحيح والتوجيه من الله. فعندما نبني رابطًا روحانيًا قويًا مع القرآن، ونجسد مبادئه في حياتنا، نستطيع تحويله إلى نورٍ ساطع لحياتنا. كما نستطيع الاستفادة من الوقت الذي نخصصه لقراءة القرآن من خلال التفكر في معانيه. فعندما نكون في خلوة مع القرآن، نتاح لنا الفرصة لاستقبال النور الإلهي في قلوبنا وعقولنا. وبالتالي، نستطيع اتخاذ قرارات أفضل في حياتنا، مسترشدين بتعاليم القرآن وأحكامه. في هذا السياق، نجد أن تحديات الحياة اليومية تتطلب منا مرونة وقرارات حكيمة. وعندما نستند إلى تعاليم القرآن، نتمكن من مواجهة تلك التحديات بقوة وثقة. وعندما تتجلى تعاليم القرآن في سلوكنا اليومي، نصبح مثالاً يُحتذى به للآخرين. لذلك، ينبغي علينا جميعًا أن نعمل على تحقيق هذه الأهداف في حياتنا. فلنبدأ من الآن، ولنحث أنفسنا على تخصيص وقت أكثر للقراءة والتأمل في آيات القرآن. فلنجعل من القرآن رفيقًا لنا، وفي كل مرة نقرؤه أو نتذكره، دعونا نبذل جهدًا لاستيعاب رسالته العظيمة وتطبيقها في سلوكياتنا اليومية. لنعد إلى القرآن، إذ هو مفتاح النجاح في الدارين. فهو الطريق المنير، الذي يقودنا نحو الحقيقة، والسلام الداخلي، والتواصل مع الله.
في يوم من الأيام، قرر محسن التركيز أكثر على فهم القرآن. من خلال قراءة الآيات والتفكر فيها، أدرك أن الحياة يجب أن تكون في إطار الإرشاد الإلهي. بدأ تطبيق هذه التعاليم في حياته اليومية وبدأ يلاحظ تدريجيا تغييرات إيجابية في سلوكه وسلامه الداخلي. شعر أن القرآن قد ساعده حقا في العثور على نور الأمل والإرشاد في حياته.