الاستعاذة بالله وذكره من أفضل طرق الحفاظ على النفس من وساوس الشيطان.
إن القرآن الكريم يعد من أعظم الكتب السماوية التي أنزلت على البشرية، وقد جاء ليكون هداية وشفاءً للناس من الضلال والجهل. فيه تبيان واضح لحقائق الحياة، ومنها حقيقة الشيطان وعداوته للبشر. يقول الله تعالى في محكم آياته: "إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوًا" (فاطر: 6)، وهو تأكيد على ضرورة الوعي لهذه العداوة وعدم الاستهانة بها. فالشيطان يسعى جاهدًا لخداع الإنسان وإغرائه ليبعده عن طريق الحق والهداية، وينبغي علينا كمسلمين توخي الحذر من وساوسه الخبيثة. لذا، كيف يمكننا حماية أنفسنا من هذه الوساوس وكيف يمكننا مكافحة إغراءات الشيطان؟ إن الإجابة على هذا السؤال تتطلب منا العودة إلى التعاليم الإسلامية السمحة التي وضعتها الشريعة. واحدة من أهم الوسائل التي يمكن الاعتماد عليها في محاربة إغراءات الشيطان هي الإلتجاء إلى الله، فهو الحامي والمجيد الذي يُغفر الذنوب ويُرد عنعباده السوء. ذكرت الكثير من الآيات القرآنية أهمية ذكر الله تعالى، ومن بين هذه الآيات، قوله في سورة الرعد: "ألا بذكر الله تطمئن القلوب" (الرعد: 28). هذه الآية تدل على أن الإطمئنان والسكينة يأتيا من ذكر الله، والذي يُساعد المسلم على التغلب على الهموم والوساوس التي قد تتراءى له من الشيطان. فسرعان ما يشعر الإنسان بالراحة النفسية حينما يذكر الله ويردد أسمائه الحسنى. علاوة على ذلك، نجد في سورة البقرة آية تشير مباشرة إلى أهمية الإيمان في حماية النفس من الوساوس: "الله ولي الذين آمنوا، يخرجهم من الظلمات إلى النور" (البقرة: 257). هذه الآية توضح أن المؤمنين الذين يتوكلون على الله، يُنعمهم بدعمه وحفظه، فيخرجهم من الظلمات التي يمثلها الشيطان إلى نور الإيمان والهدى. إن إقامة علاقة مستمرة مع الله من خلال الصلاة والدعاء تُعتبر من الوسائل الفعالة في حماية النفس من الشيطان. ويدلنا القرآن على أهمية هذه العبادات. ففي سورة المائدة، يُشير الله إلى خطة الشيطان الخبيثة بقوله: "إنما يريد الشيطان أن يُوقع بينكم العداوة والبغضاء، وأن يصدكم عن ذكر الله" (المائدة: 91). يُظهر هذا النص القرآني كيف أن الشيطان يسعى لبث الفرقة والاختلاف بين الناس، ليبعدهم عن ذكر الله، وهذا يبرز أهمية التذكير بالله وأداء الواجبات كالصلاة. الصلاة هي أحد العبادات المركزية في الدين الإسلامي، وتلعب دورًا مهمًا في توثيق العلاقة بين العبد وربه. من خلال الصلاة، يُمكن للمؤمن أن يُعبر عن ضعفه وحاجته إلى الله، ويطلب منه الحماية من الشيطان ومن كل شر. إن أداء الصلاة في وقتها والانتظام فيها يُساعد المؤمن على التمسك بطريق الحق ويعمل كحاجز ضد وساوس الشيطان. كذلك، ينبغي علينا أن نتذكر أهمية الدعاء في حياتنا اليومية. الدعاء هو وسيلة للطلب والافتقار إلى الله، وهو بمنزلة سلاح فعّال في مواجهة الشيطان. يقول الله تعالى إن الدعاء هو عبادة، وفي آية أخرى أكد على قول: "ادعوني أستجب لكم" (غافر: 60). فلا ينبغي أن نغفل عن هذه العبادة العظيمة التي تجلب لنا النفع والخير. إن الخشوع أثناء أداء العبادات، سواء كانت صلاة أو دعاء، يُعطي طابعًا خاصًا لهذه العبادات ويعزز من تأثيرها. إن الصلاة الخاشعة والدعاء بإخلاص يجعلان القلب متصلًا بالله، مما يُخفف الهموم ويوفر الحماية للمؤمن من شرور الشياطين. إضافة إلى ما تقدم، ينبغي علينا العمل على الاستغفار والتوبة إلى الله. فالتوبة هي من أعظم أسلحة المؤمنين لكسر قبضة الشيطان. «إن الله يحب التوابين» (البقرة: 222). بفعالية الاستغفار، يُمكن لنا أن نطهر قلوبنا من الذنوب والمعاصي، والتي هي من أكبر الأسباب لتأثير الشيطان علينا. في الختام، يتضح أن القرآن الكريم يقدم لنا كمسلمين عدة طرق ووسائل تحمينا من وساوس الشيطان. يجب أن نتذكر دائمًا أننا جند الله وأن علينا أن نتبع نور القرآن والسنة. إذن، يجب علينا الالتزام بذكر الله، الصلاة، الدعاء، الاستغفار، والتوبة، لنكون في مأمن من كيد الشيطان ووساوسه. ولا تنسوا أن الإيمان هو الدرع الحصين الذي يحمي المؤمنين من شرور الشيطان ورفقائه.
كان هناك شاب يدعى أمير يتجول في شوارع المدينة وأحيانًا يتعرض لوساوس الشيطان. ولكن من خلال ذكر الله واستدعاء اسمه ، وجد السلام وشعر أن الشياطين تدور حوله لكنهم لا يستطيعون التغلب عليه. في يوم من الأيام ، أثناء تجواله في الحديقة ، قرر أن يلجأ إلى الله وأن يطلب منه حمايته من الإغراءات. بعد ذلك، أدرك أمير أن روحه وجدت سلامًا عظيمًا، وأن الشيطان لا يمكنه مطلقًا خداعه.