يجب على الشباب استغلال شبابهم في العبادة وخدمة المجتمع.
يولي القرآن الكريم أهمية كبيرة لاستغلال الفرص في حياة الشباب، حيث ينبثق من تعاليمه القيمة ضرورة استخدام الوقت بطرق مثمرة. الشباب هم عماد المجتمع وأساس نجاحه، ومن هنا تأتي أهمية توجيههم نحو العبادة والعلم والعمل الصالح. تتجلى هذه المفاهيم في العديد من الآيات القرآنية التي تدعو إلى استغلال الوقت والموارد المتاحة بشكل صحيح. في سورة لقمان، الآية 13، يأمر الله لقمان الحكيم أن يوصي ابنه بأهمية الحق والحث على الشكر. يقول الله في هذه الآية: " وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ" (لقمان: 13). هنا، يدفعنا الله إلى أهمية اعتماد الحق وعندما ينشأ الشباب على مفاهيم الحق والشكر، فإنهم يستطيعون استغلال أوقاتهم في العبادة والأعمال الصالحة. من خلال هذه الآيات، نتأكد من أهمية استغلال الفرصة في حياة الشباب، حيث أن الوقت هو أغلى ما يملكه الإنسان. الشباب كثيرًا ما يتصورون أن لديهم وقتًا كافيًا للاستمتاع والانغماس في التفاهات، ولكن في حقيقتهم، فإنهم يهدرون فرصًا قيّمة لتطوير ذواتهم. وهذا أمر يتنبه إليه القرآن في سورة العصر، إذ يقول الله: "وَالْعَصْرِ إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ" (العصر: 1-3). تتناول هذه السورة أهمية العمل الجاد والسعي في الخير، مع التأكيد على ان المجتمع في حالة خسارةٍ إذا لم يسعَ أفراده للعلم والعمل الصالح. على الشباب أن يقضوا وقتهم في طلب العلم والمشاركة في الأنشطة الاجتماعية وتعزيز علاقتهم مع الله. فمن الأولويات أن يسعى الشاب لتعليم نفسه وتوسيع معرفته عبر قراءة الكتب، والإستماع إلى المحاضرات، وحضور الدروس. التعليم هو السلاح الذي يحارب به الشباب الجهل، ويؤهلهم ليكونوا قادة المستقبل. بالإضافة إلى ذلك، يجب على الشباب المشاركة في الأنشطة الاجتماعية، مثل التطوع في المنظمات الخيرية والمشاركة في الفعاليات المحلية التي تخدم المجتمع. ويمكن هنا استحضار آية من سورة الرحمن، حيث يقول الله: "فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ" (الرحمن: 13). تذكرنا هذه الآية بنعم الله العديدة التي منحنا إياها وأنه يجب علينا أن نكون ممتنين وأن نستخدم هذه النعم في خدمة الآخرين. فالشكر لا يظهر فقط باللسان، بل بالأفعال أيضًا. وبالتالي، يجب على الشباب استغلال نعم الله في تقديم المساعدات للآخرين وفي العديد من الأنشطة التي تتضمن العمل مع المجتمعات المحتاجة. كما يجب علينا أن ندرك أن الشباب بحاجة إلى التوجيه والإشراف من قبل الكبار، فالتربية السليمة تساهم في تشكيل شخصياتهم المستقبلية. لذا، يجب على الآباء والمربين أن يُبرزوا للشباب أهمية الاستفادة من الفرص المتاحة، وإرشادهم إلى كيفية اتخاذ القرار الصحيح. فمثلاً، يمكن للمربين توفير بيئات تعليمية وتشجيع الشباب على تحقيق التوازن بين التعليم والأنشطة الترفيهية. أخيرًا، يجب أن ندرك أن استغلال الشباب بشكل صحيح يتطلب الإقرار بهذه النعم وتقدير الوقت مع تقديم الخدمة للآخرين. الإنجازات التي يمكن أن يحققها الشباب، عندما يستثمرون وقتهم وجهودهم في مساعدة الآخرين، لا تقدر بثمن. ففي الزمن الذي نعيشه، يزيد التفوق الروحي والعملي من ازدهار المجتمعات ويحل الأزمات المختلفة. عندما يستفيد الشباب بشكل صحيح من وقتهم لنموهم الروحي والبدني، يمكن أن يصبحوا أعضاء ناجحين ومفيدين في المجتمع في المستقبل. لذلك، ينبغي علينا كفرصة، أن ننتبه لهذه الرسائل الربانية ونجعلها جزءًا لا يتجزأ من حياتنا. وعلينا أن نعي جيدًا أن الوقت هو العنصر الأكثر أهمية في بناء مجتمعات متقدمة وقادرة على مواجهة تحديات العصر الحديث. فلنبادر جميعًا لنكون قدوة في استغلال الفرص، سواء بأنفسنا أو من خلال توجيه الشباب نحو المسار الصحيح.
كان هناك شاب يدعى رضا عاش بأحلام كبيرة. كان دائماً يتحدى نفسه ولكنه لم يعرف كيف يستفيد من شبابه. ذات يوم، تحدث إلى شخص بالغ قال له: "إن شبابك هو أفضل وقت للتعلم والنمو. استخدم هذا الوقت بشكل حكيم وقدم الخدمة للآخرين." اتبع رضا هذه النصيحة وكرّس نفسه للتعليم ومساعدة الآخرين. تدريجياً، وجد أن حياته أصبحت مليئة بالمعنى والهدف.