الشباب فرصة للتعلم والنمو ويجب استغلالها بحكمة.
الشباب هو أحد أهم مراحل الحياة التي يمر بها الإنسان، حيث يمثل فترة من الحيوية والنشاط والتطور. تعتبر مرحلة الشباب وقتًا حاسمًا في تشكيل هوية الفرد واعتقاداته، بالإضافة إلى توجيه أفكاره وأهدافه المستقبلية. إن القرآن الكريم، كتاب الله العظيم، يؤكد على أهمية هذه المرحلة وضرورة استغلالها بشكل صحيح ومثمر. ففي الكثير من آيات الذكر الحكيم، نجد إشارات واضحة تدعو الشباب إلى تحمل المسؤوليات والقيام بالأعمال الصالحة. يتوجب على الشباب في بداية طريقهم التعامل مع الحياة بحكمة وفهم عميق لطبيعة التحديات التي يواجهونها. إن من الضروري للفرد في هذه الفترة الحرجة أن يسعى لتكوين رؤية واضحة لمستقبله، والعمل على تحقيق أهدافه. فالتخطيط لمستقبل يتطلب إصرارًا وعزيمة، وهنا يأتي دور القرآن الكريم الذي يرشدنا إلى الطرق المثلى لتحقيق طموحاتنا. آية مهمة تتناول هذا الموضوع نجدها في سورة آل عمران، حيث يقول الله تعالى: "إن تصبكم حسنة تسوؤهم وإن تصبكم سيئة يفرحوا بها" (آل عمران: 120). هذه الآية تذكرنا بأنه يجب علينا أن نعيش مرحلة الشباب بأفضل السلوكيات والمواقف، لأن كل عمل نقوم به سيكون له آثار مستمرة، ليس فقط في هذه الدنيا وإنما أيضًا في الآخرة. فالإنسان في شبابه يتمتع بقدر كبير من الطاقة والأمل، ويجب عليه استغلال هذه الطاقة في القيام بأعمال صالحة تعود بالفائدة عليه وعلى مجتمعه. علاوة على ذلك، نجد في سورة لقمان، الآيات 13 إلى 20، تقديم نصيحة عظيمة من لقمان الحكيم لابنه، حيث يأمره بالتحلي بالإيمان والثقة بالله، وبمعاملة والديه بالإحسان. فالأخلاق الحميدة والعلاقات الصحيحة مع الآخرين هي من أهم القيم التي يجب أن يتحلى بها الشباب. فالتعامل الحسن مع الأهل والأصدقاء والمجتمع بشكل عام يعكس شخصية الفرد ويدل على نضجه الفكري والعاطفي. يُظهر التعامل الطيب العلاقات الإنسانية السليمة والتي هي عامل أساسي في تكوين المجتمعات المتماسكة. بالتالي، يجب أن يسعى الشباب لتعزيز علاقاتهم بالآخرين والعمل على تحسين مهارات التواصل والعلاقات الإنسانية. وفي مرحلة الشباب، يتواجد وقت كافٍ للتعلم والنمو، وهو وقت مثالي للبحث عن المعرفة وتوسيع آفاق المعرفة. فالشباب يجب أن يحيطوا أنفسهم بالعلم والمعرفة، حيث أن الحصول على التعليم الجيد والمناسب يسهم في بناء مجتمع متعلم وواعي. في هذا السياق، يقول الله تعالى في سورة المؤمنون، الآية 12: "ولقد خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج نبتليه فجعلناه سميعًا بصيرًا". هذه الآية تشير إلى القيمة العظيمة للإنسان، وتؤكد أن كل فرد لديه القدرة على تحقيق الأهداف والطموحات. لذا، من المهم أن يستفيد الشباب من وقتهم بشكل كامل، ليس فقط لصالحهم، بل أيضًا من أجل صالح الآخرين ومجتمعهم. فعندما يشارك الشباب في الأنشطة الاجتماعية، والتعليمية، والثقافية، إنما يسهمون في بناء مجتمع قوي ومترابط. المشاركة الفعّالة في القضايا المجتمعية تعزز من روح التعاون والتعاطف بين الأفراد. الشباب هم القوة الدافعة نحو التغيير الإيجابي، ولديهم القدرة على إحداث تأثيرات ملحوظة. إن الشباب هم أمل المستقبل، ومن خلالهم يمكن بناء مجتمعات أكثر قوة وتماسكًا. لذا ينبغي على الأجيال الشابة أن تتحمل المسؤولية وتقوموا بدورهم الفاعل في أحد أهم محاور المجتمع. يجب أن يتجه الشباب نحو العمل الجماعي، والمشاركة في الأعمال التطوعية، وتحمل المسؤوليات التي تعزز من تطورهم الشخصي وتجعلهم عناصر فاعلة في مجتمعاتهم. علاوة على ذلك، يُظهر لنا التاريخ أن العديد من القادة والمفكرين أسسوا مسيرتهم في سن مبكرة. لذا فإن استغلال فترة الشباب بحكمة يمكن أن يُحدث تغييرًا كبيرًا على المستوى الشخصي، والمجتمعي، والإنساني. ينبغي على الشباب تقبل التحديات التي يواجهونها، والعمل على تجاوزها بإرادة وعزيمة قوية. إن التحديات ليست سوى فرص للنمو والتحسين، والشباب هم الأكثر قدرة على التغلب عليها. في الختام، يجب أن نتذكر أن الشباب ليسوا فقط المستقبل، بل هم أيضًا الحاضر. لذا فإن استثمار طاقاتهم وأفكارهم في الخير، وتعليمهم قيم الأخلاق، ومبادئ التعاون، هو واجب علينا جميعًا. إن المرحلة التي يعيشها الشباب مليئة بالفرص والتحديات، ونحن بحاجة إلى توجيههم نحو الطرق الصحيحة والرشيدة للاستفادة منها. فلنقف جميعًا مع الشباب، ونساعدهم على تحقيق إمكاناتهم، وضمان مستقبلٍ أفضل للجميع. إن الشباب هم الثروة الحقيقية لأي أمة، ويجب أن نعتني بهم ونؤمن بقدراتهم على صنع التغيير.
في يوم من الأيام ، كان علي شابًا متحمسًا ومتحفزًا. كان دائمًا يرغب في تحقيق أقصى استفادة من شبابه وكان يسعى للنجاح في حياته. ذات يوم ، أخبره صديق له أنه يجب عليه أن يقضي المزيد من الوقت في التسلية. فكر علي للحظة ثم تذكّر فجأة آيات القرآن. قرر تخصيص المزيد من الوقت للتعلم ومساعدة الآخرين إلى جانب التسلية. ولذلك بدأ بقراءة الكتب المفيدة والمشاركة في البرامج الثقافية والاجتماعية. لاحقًا ، أدرك كيف يمكن أن تغير هذه القرارات الصغيرة حياته وتمنحه المزيد من السلام والرضا.