الله على علم بالنوايا الخفية للإنسان ، وقد تم الإشارة إلى ذلك بوضوح في القرآن.
في القرآن الكريم، يتجلى علم الله الواسع والشامل بكل ما يتعلق بالنوايا والأفكار البشرية. لا شك أن الله عز وجل هو العليم بكل ما في الصدور، وهو القادر بأسمائه الحسنى وصفاته العليا أن يدرك كل خفية في قلوب الناس. تتكرر الإشارات إلى هذه المعرفة الإلهية في العديد من الآيات القرآنية، حيث تتناول مختلف الجوانب التي تعكس العلاقة الوثيقة بين الخالق ومخلوقاته، مما يعكس صورة دقيقة لكيفية فهم الإنسان لنفسه ولعمله. من أبرز هذه الآيات، قوله تعالى في سورة آل عمران: "قل: إن تخفوا ما في صدوركم أو تبدوه يعلمه الله". تعكس هذه الآية بوضوح المعرفة الواسعة لله، وتؤكد أن نوايا البشر وأفكارهم ليست خفية عليه مهما كانت الظروف أو الأحوال. إن الآية لا تقتصر على مجرد علم الله بما بداخل الإنسان، بل تشير إلى أن هذا العلم له تأثير عميق على سلوك الإنسان وأعماله. تركز هذه الآية بشكل خاص على أن كل ما يُخفيه الإنسان – سواء كان ذلك من الأفكار أو الأعمال – يُعَلَّم من قبل الخالق. يُظهر ذلك أهمية النية في الأعمال والأقوال، حيث أن الله لا يقف عند حدود الظاهر، بل يتخطى إلى باطن الأمور. إن قصد القلب هو ما يعكس قيمة الفعل، ويجعل من الأعمال الطيبة مقبولة أو مرفوضة. وفي سورة البقرة، نجد آية تشير إلى "وما يخفى من قول أو عمل"، مما يؤكد نفس المعنى. إن هذه الآيات تعكس بوضوح أن الله يعلمه ويعرفه، مما يعني أن كل إنسان مُراقب من قبل الله. هذه المعرفة الإلهية تساهم في خلق وعي إنساني بأهمية الحفاظ على نقاء النوايا. فعندما يؤدي الأفراد الأعمال الخيرية، يجب عليهم التأكيد على أن هذه الأعمال خالصة لله، وإلا فإن العمل قد يفقد قيمته في نظر الله. إن تأثير هذه المعرفة الإلهية يمتد ليشمل كل جوانب حياة الأفراد. فور إدراك الإنسان لمدى علم الله بكل شيء، يزداد حرصه على تصحيح نواياه وتوجهاته. إن الفهم العميق لهذا المفهوم يساعد الأفراد على تجاوز السلبية والسعي نحو الخير، والتفاني في الأعمال الصالحة التي تسهم في رفع درجاتهم عند الله. وفي سياق الحديث عن نية الإنسان، نجد أن العلماء قالوا: "الأعمال بالنيات". هذا القول يشير إلى أن النية هي الأساس الذي تُبنى عليه الأعمال، أي أن خشوع النية وصدقها يحدد جدوى الفعل. إن الأعمال قد تصبح مجرد مظاهر خالية من القيم عندما تفتقر إلى النية الصادقة. لذا، فإن الله ينظر إلى القلوب وما تخفيه من مشاعر وأفكار، مما يعزز من أهمية هذا العنصر في الأعمال. لذلك، عند القيام بأي عمل، يجب علينا أن نتذكر هذه الآيات القرآنية التي تشير إلى أن الله تعالى هو العالم بمكنونات القلوب. يجب أن تكون كل ما نفعله بنية صادقة وقصد خالص. إن هذه المعرفة تعزز من مسؤولية الفرد وتجعله أكثر إدراكًا لفعله، مما يدفعه للارتقاء بنفسه والسعي للخير. في مجمل القول، إن علم الله بالنوايا والأفكار يصلح أن يكون دعوة للتأمل والنظر في ما يدور بخلد الإنسان. إن الله عز وجل يدعونا إلى الحفاظ على الطهارة والنقاء في النية، لأن ذلك هو مفتاح القبول عنده. لذا، لنحرص جميعًا على تصحيح نوايانا، ولنذكر دائمًا أن أعمالنا ستكون محاسبة بناءً على ما كان في قلوبنا. إن الله عز وجل يرانا ويعلم خفايا نفوسنا، وطاعة له تعني العمل بنية صادقة فيما يرضيه. هذا الوعي العميق بعلم الله يجعلنا نسعى لتحقيق الأفضل في حياتنا، حيث يكون العمل محاطًا بنية صادقة تحظى برضا الله. وختامًا، ينبغي على كل مسلم أن يعي هذه الحقائق وينتبه إلى نواياه ودوافع أفعاله، لأن الله تعالى يراقب كل شيء، ويعلم ما تخفيه الصدور. لذا لنكن مخلصين في أعمالنا، ولنحرص على أن تكون نياتنا خالصة لله وحده.
في يوم من الأيام ، كان هناك رجل يُدعى سجاد كان دائمًا يسعى لتنقية نواياه. في يوم من الأيام ، أثناء التأمل ، أدرك أنه على الرغم من جهوده ، إلا أن الله دائمًا على علم بنواياه. منذ ذلك اليوم قرر سجاد أن يؤدي كل عمل بنية صادقة ومن أجل الله. هذا التحول في حياته لم يرفع روحه فحسب ، بل حسّن أيضًا علاقاته مع الآخرين.