الله يعلم بكل معاناة الإنسان بما في ذلك الأحزان الخفية وهو دائمًا بجانبنا.
في القرآن الكريم، يتحدث الله عز وجل بصورة واضحة عن علمه الواسع وقدرته على الوعي بجميع جوانب حياة الإنسان، بما في ذلك آلامهم وصراعاتهم. من خلال الآيات القرآنية، نستطيع أن ندرك أن الله لا يجهل شيئا من حالنا، بل هو على علم بكل صغيرة وكبيرة تلمس قلوبنا وتعصف بأرواحنا. ## آيات تعكس علم الله بالإنسان وآلامه ### سورة المزمل في سورة المزمل، يوضح الله كيفية مراقبته لعباده. في الآية رقم 20، يقول الله: "إن ربك يعلم أنك تقوم أقل من ثلثي الليل ونصفه وثلثه وطائفة من الذين معك." هذه الآية تعبر عن مدى اهتمام الله بأدق تفاصيل حياتنا وأفعالنا الروحية. فهو يعلم كم من الوقت نخصصه للتعبد والذكر، ويعلم جهدنا حتى في الساعات التي يغمرها الظلام. هذه الآية تُسَلِّط الضوء على الصعوبات التي قد يواجهها المؤمنون في ظروف متنوعة. فعندما يحاول الشخص التعبّد في صلاة الليل، قد يعاني من التعب أو الخوف أو حتى الوحدة. لكن الله، بصفته العليم، يُشعرنا بأنه ملازم لنا في تلك اللحظات العصيبة، يشجعنا ويمنحنا القوة للاستمرار. ### سورة البقرة وصية أخرى تقدمها آيات القرآن المؤمنين في سورة البقرة، حيث يقول الله في الآية 153: "استعينوا بالصبر والصلاة إن الله مع الصابرين." هذه العبارة تحمل في طياتها تأكيدًا على ضرورة اللجوء إلى الله والسعي إلى الحصول على العون منه حينما تشتد الضغوطات. الصبر هنا ليس مجرد تحمل الألم، بل هو موقف قوي يتطلب إيمانًا راسخًا بأن الله معنا في كل خطوة. إن الألم الذي نشعر به ليس مجهولًا بالنسبة لله، فهو يعلم متى نحتاج إلى الدعاء، ومتى تستدعي الأمور أن نكون صامدين. الله يوضح لنا أن وجوده معنا هو مصدر طمأنينة في قلوبنا، وأنه سيساعدنا على تجاوز كل الصعوبات. ### سورة الأنعام وفي سورة الأنعام، يأتي الله العظيم ليؤكد لنا في الآية 60 أنه يعرف "ما خفي" و"ما أُعلن." هذا التصريح المهم показывает أن الألم الذي نخفيه في قلوبنا، والآلام التي نخشى الإفصاح عنها، معروفة ومعلومة لله. فهو يدرك خفايا الأرواح، وجروحها، وأحزانها. ## أهمية الإيمان في الأوقات الصعبة عندما نقع في دوامة من الصعوبات والآلام، قد نشعر بالوحدة أو الهزيمة. لكن القرآن يشجعنا على أن نحول آلامنا إلى وسيلة للتقرب إلى الله. من خلال الدعاء والصلاة، نستطيع أن نجد الراحة التي نسعى إليها. يجدر بنا أن ندرك أن المشاكل التي نواجهها في الحياة قد تكون بمثابة امتحانات أو تذكيرات من الله لنا بأهمية الإيمان والصبر. بهذه الطريقة، نذهب مباشرة إلى المصدر الذي يمكن أن يكون عونًا حقيقيًا لنا في الأوقات الصعبة. من خلال فهمنا لعلم الله اللامحدود، نتعلم كيف نتعامل مع مشاعرنا ونجد السكون في فوضى الحياة. ## دعوة للتأمل الآيات الكريمة التي تم ذكرها تدعونا للتفكر والتأمل في دور الله في حياتنا. فكلما زاد وعينا بعلم الله وسلطانه، زادت قدرتنا على مواجهة الصعوبات. نرى في القرآن النداء لنا للاستعين بالله في مختلف الأوقات، وهذا يُظهر لنا كيفية تعامل الله معنا في كل لحظة. ## خلاصة يمكننا أن نستنتج من هذه الآيات أن آلام الإنسانية الخفية لا تغيب عن نظر الله أبدًا. هو العليم، القريب، الذي يستمع إلى دعواتنا ونجوانا في خلواتنا. فلنكن دائمًا على ثقة بأن الله معنا في كل الأوقات، وألا نتردد في اللجوء إليه في الأوقات الصعبة. وثقتنا به تجلب لنا السكينة والاطمئنان، وتجعلنا نواجه آلامنا بشجاعة وقوة. فلنستمر في السعي نحو الصبر في صلواتنا وثقتنا بأن الله دائمًا معنا.
في يوم من الأيام ، كان رجل جالسًا في السوق وكان الحزن واضحًا على وجهه. سأله أصدقاؤه عن سبب قلقه. بينما كانت الدموع في عينيه ، قال الرجل: 'لا أحد يعلم بما يجري في قلبي.' في تلك اللحظة ، اقترب منه عالم ديني وقال: 'أهِّن نفسك! الله يعلم بأي شيء في قلبك. هو يرى صبر وثبات عبده ويكون بجانبه.' عندما سمع هذه الكلمات ، اطمأن قلب الرجل وادرك أنه لم يكن وحده أبدا.