الله يعرف قلوبنا ونواحيها ويستجيب لدعوات عباده.
إن الله - عز وجل - عالم بكل شيء، بما في ذلك أصغر الحركات والمشاعر لعباده. إن ذلك يظهر عظمة الله - سبحانه وتعالى - واهتمامه بكل ما يتعلق بخلقه، بعلمهم وأحوالهم. فلقد خلق الله الإنسان لذلك ليكون متعلّقًا به، مقبلًا عليه في كل وقت، طالبًا رحمته وكرمه. في القرآن الكريم، يتم الإشارة بوضوح إلى أن الله - سبحانه وتعالى - حاضر في كل وقت ومكان، وله أذن صاغية لدعوات ونواح عباده. إن شعور الإنسان بالضياع أو الألم، يسوقه إلى اللجوء إلى الله، وذلك لأنه يعلم أن الله أحنّ عليه من أي شخص آخر. على سبيل المثال، في سورة مريم الآية 7، يعد الله النبي زكريا، قائلاً إنه سمع دعاءه ونوحه: "إنني أخاف الموت بسبب كذبهم". تُظهر هذه الآية أن حتى قلق القلب الإنساني مألوف لله. فالله لا يكتفي بالاستجابة للدعوات الظاهرة، بل يعلم ما يجول في النفوس وما يعانيه العباد من قلق وآلام، فهو القريب الذي يسمع الأنين في الصدور. إن هذه الآية تحمل في طياتها رسالة قوية لكل من يشعر بأنه وحيد أو بعيد عن الله؛ فالله قريبٌ من قلبه، يسمع أنينه ويعلم معاناته. علاوة على ذلك، في سورة الأنفال، الآية 24، جاء: "إنما يستجيب الذين يسمعون"، مما يدل على سماع واستجابة دعوات ونواح العباد. إذًا، من الضروري أن نكون مستعدين لتلقي استجابة الله، التي قد تأتي بطرق متنوعة، سواء كانت فورية أو قد تستغرق بعض الوقت. الله تعالى أدرى بمصالح عباده، ومن ثم، فإن استجابته لا تأتي دائمًا كما نتوقع، بل تأتي في الوقت المناسب وبالشكل الذي فيه الخير. بالإضافة إلى ذلك، في سورة البقرة، الآية 186، يقول الله: "وإذا سألك عبادي عني فإنني قريب أجيب دعوة الداعي إذا دعان". تُظهر هذه الآية أن الله يستجيب لدعوات ونواح عباده، مما يُعبر عن رحمته وكرمه. إن العبد عندما يدعو الله، يكون كمن يجذب لنفسه رحمة واسعة، فهو في ذلك اللحظة يقطع أي شعور بالوحدة ويشعر بالقرب من خالقه. وعندما يدعو الله، فليكن قوي الإيمان والصبر، لأن الله يحب من يدعوه بصدق ويثق في رحمته. إن النطق بالدعاء ليس فقط بالألفاظ، بل يأتي أيضًا من صميم القلب. كثيرًا ما نجتمع لنرفع أكفنا بالضراعة، سائلين الله ما نتمناه، لكن الأمر الحقيقي يعود إلى النية والطهارة التي يحملها القلب عند الدعاء. من المهم أن نتذكر أن الله - سبحانه وتعالى - لا ينظر إلى صورنا، ولا إلى ألواننا، بل ينظر إلى قلوبنا، طهرها وإخلاصها. إن الدعاء عبادة عظيمة تشارك في تعزيز الإيمان، فإن كل مرة نشعر فيها بالضعف ونعود إلى الله بالدعاء، نعيد إشعال جذوة الإيمان في قلوبنا. لعل من أبرز الآيات التي تعكس قرب الله من عباده هي تلك التي يذكر فيها: "وإذا سألك عبادي عني فإني قريب". إن هذه العبارة تجعل كل مؤمن يشعر بأن الله إلى جانبه، في الأوقات السعيدة والحزينة. إن الله ليس بعيدًا عنا، بل هو دائمًا قريب، يسجل كل دعوة، ويستجيب لها. هذا القرب يُظهر القدرة الهائلة للرحمة الإلهية، فالرغبة في الدعاء تنبع من حاجة الإنسان إلى الرب، وفهمه لمدى احتياجه له. عندما نقرأ في القرآن الكريم، نجد الكثير من القصص التي تبرز رحلة الأنبياء والأولياء في الدعاء والتضرع لله. لقد واجهوا جميعًا تحديات وصعوبات، ولكنهم لم يفقدوا الأمل في رحمة الله. ولا شك أن هذه التجارب التي مرّوا بها كانت عبارة عن دروس قيمة لنا، لأننا نحتاج في كلّ لحظة من حياتنا إلى الله، وهذه الحاجة لا تتوقف أبدًا. إن الدعاء هو وسيلة العبد للتواصل مع ربه، وهو طريق لتحقيق الطمأنينة والسعادة. لذا، في أي مكان كنت، وفي أي حالة، فإن الله يسمع قلوبكم ويعرف نواحكم وآلامكم. إن كل شعور بالحزن أو القلق يجب أن يتحول إلى دعاء، فكلما تقدمت بخطوة نحو الله، اقتربت منه أكثر. إن تعرف الله على كل شيء يجعلنا نعيش حياة مطمئنة، حيث أننا نعلم أنه مع كل خطوة نخطوها، فهو يراقبنا ويرعى أشواقنا وأمنياتنا. في ختام مقالتنا، ننصح كل من يقرأ هذا أن يجعل الله أولاً في حياته، وأن يدعوه دائمًا في السراء والضراء، فلكل من يُقبل على الدعاء ينال الرحمة والمغفرة. دعوة الله ليست مجرد فعل نؤديه، بل هي طريقة للحياة، فهي تجعلنا قادرين على مواجهة كل التحديات بالثقة والأمل. ادع الله بإخلاص، وتذكر أنه قريب يغفر الذنوب ويمحو الآلام.
كان هناك رجل يدعى أمير يشعر بالوحدة في قلبه. كان يدعو الله وينوح. ذات يوم أثناء صلاته، شعر أن الله يسمع صوت قلبه. في ذلك اليوم، نهض من صلاته بقلب مليء بالأمل وأدرك أن الله كان دائمًا بجانبه.