الله راض عن العبيد المؤمنين والصالحين ، وللحصول على رضاه يجب أن نشارك في الأعمال الصالحة.
إن رضى الله تعالى هو غاية يسعى إليها كل مؤمن، فهو الطريق الذي ينير لنا دروب الآخرة ويمنحنا السعادة الحقيقية في الدنيا والآخرة. في آيات القرآن، نجد أن الله سبحانه وتعالى يعبر دائمًا عن رضاه عن إيمان وأفعال عباده الصالحين، ويؤكد ذلك نصوص عديدة تشدد على أهمية الأفعال القلبية والعملية التي تعكس صدق الإيمان. إن الله، بقدرته العظيمة، قد وضع لنا معايير واضحة لنعرف من خلالها سواء كنا من عباده الصالحين أو لا. في سورة البقرة، الآية 177، تتضح لنا معالم الإيمان الحقيقي من خلال ما يذكره الله من ضرورة الإيمان به وباليوم الآخر، إلى جانب ضرورة الإنفاق في سبيل الله والأعمال الصالحة. يقول الله تعالى: "لَيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَن آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى المالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَوٰةَ وَآتَى الزَّكَوٰةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَـٰئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ". هنا نجد أن الأعمال الصالحة هي ثمرة الإيمان، وأن رضى الله يمكن أن يتحقق من خلال العمل بتلك المفاهيم. لكن المسألة المهمة التي تتطلب التركيز هنا هي كيف يمكننا تعزيز الإيمان واليقين في علاقتنا مع الله كما جاء في الآيات. فإن السعي إلى تعزيز الحب واليقين في علاقتنا معه يعد من الأمور الأساسية لنيل رضاه. فلتكن أعمالنا مخلصّةً لله، ولنسعَ جاهدين لإرضاءه من خلال أدائنا للطاعات والعبادات. العمل الصالح لا يتوقف عند حدود فقط، بل يجب أن نكون واعين لكل تفاصيل حياتنا اليومية. وفي سورة آل عمران، إذ يتحدث الله تعالى عن حبّه لعباده، يلفت انتباهنا في الآية 31 حيث يقول: "قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ". هذا يظهر جليًا أن حب الله ورسوله يمكن أن يكون سببًا مباشرًا لرضا الله تعالى عن عباده. فثمة علاقة وثيقة بين الحب والطاعة والإيمان، ومن يتمسك بتعاليم الرسول صلى الله عليه وسلم ويظهر حبًا له سيسعد برضى الله. علاوة على هذا، نجد في سورة المائدة، الآية 54، وعدًا جميلًا من الله لمن يسعى إليه بإخلاص. يقول الله: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَٰلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ". إنه وعد من الله بأن المؤمنين الذين يخلصون في طلب رضاه سيكون لهم من النعم والرحمات ما لا يوصف. لكي نحصل على رضى الله، يجب أن نكون حريصين على تأدية الأعمال الصالحة والاقترب منه بطريقة فعالة. فالصلاة والدعاء والصدقة وترك الذنوب من أسمى الأعمال التي تقربنا إلى الله وتجعلنا ممن ينالون رضاه. لن تقتصر كل هذه الأعمال على العبادة فقط، بل يجب أن تدخل مفاهيم الأخلاق والنية الصادقة في كل ما نقوم به. فالمؤمن الحق هو الذي يراقب أفعاله ويتجنب المعاصي، ويتوجه إلى الله بدعاء مخلص، معتمدًا عليه في كل أموره. وفي النهاية، ينبغي لكل مؤمن أن يعي أن الله سبحانه وتعالى وعد دائمًا بمراقبة أعمالنا. وبهذا، فمن يتوجه إلى الله مخلصًا وحريصًا على رضاه، سيجد نفسه قريبًا منه. لذا، دعونا نتذكر دائمًا أن الطريق إلى رضى الله مليء بالتحديات، ولكن بحسن النية والإخلاص في الأعمال، يمكننا أن نكون من عباده الصالحين الذين ينالون رحمته وفضله. لنحرص على أن تكون حياتنا مليئة بالحب، والصلاة، والذكر، والإحسان إلى الآخرين، لكي نحقق رضى الله في كل ما نقوم به.
سعيد ، شاب يبحث عن معنى رضى الله في حياته. كان يذهب كثيرًا إلى المساجد ويقرأ القرآن. في يوم من الأيام ، أثناء تلاوة آية من القرآن تتحدث عن الأعمال الصالحة ومحبة الآخرين ، قرر أن يساعد المحتاجين أكثر وأن يكون لطيفًا. بعد فترة ، شعر بشعور جيد في داخله ، مدركًا أن رضى الله يأتي من نواياه النقية والصالحة.