يمكن اعتبار الظلم في العالم اختبارًا من الله لنا.
في القرآن الكريم، يعرض مفهوم الاختبارات والابتلاءات كوسيلة للتعرف على إيمان الأفراد وتقيمه. يقول الله تعالى في سورة البقرة، الآية 155: "وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَ الْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ ۗ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ". هذه الآية تذكرنا أن الحياة مليئة بالتحديات والاختبارات، وهذا أحد الأمور التي يختبر بها الله إيمان وصبر عباده. إن الابتلاءات جزء لا يتجزأ من حياة الإنسان، حيث تمر كل أمة وكل فرد بمراحل من السعادة والشقاء. وعندما نجد أن هناك بلاءً، يكون الهدف منه هو اختبار قدرة الفرد على التحمل والصبر. إذًا، الاختبار هنا هو فرصة لإظهار الإيمان الحقيقي. فالابتلاءات لا تعني دائماً الصعوبات الكبرى، وإنما قد تشمل تجارب يومية نواجهها في حياتنا، من قلة في المال، أو فقدان شخص عزيز، أو حتى شعور بالقلق والخوف. الظلم والاضطهاد من بين التصورات المرة التي يكافح بها البشر في هذا العالم. إن تجربة الظلم تعتبر تجربة قاسية، ولكن من خلالها نتعلم الكثير عن أنفسنا وعن قوة إيماننا. يُذكّرنا الله في القرآن بأن الجميع سيواجه التحديات، فليست الحياة مجرد أحلام جميلة بل تحتوي أيضًا على صعوبات، وعلينا أن نكون مستعدين لذلك. على وجه التحديد، جاء في سورة آل عمران، الآية 186: "إِنَّكُمْ سَتُبْتَلَوْنَ فِي أَمْوَالِكُمْ وَ أَنفُسِكُمْ وَ لَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَ مِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذًى كَثِيرًا ۖ وَ إِن تَصْبِرُوا وَ تَتَّقُوا فَإِنَّ ذَٰلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ". يُحذرنا الله في هذه الآية أننا سنواجه تحديات ومصاعب في الحياة، ولكن التأكيد على الصبر والتقوى كاستراتيجيات يجب أن نتبناها أمر بالغ الأهمية. في هذا السياق، يظهر أن هناك علاقة وثيقة بين الصبر والنجاح في مواجهة الابتلاءات. فالصبر هو وسيلة للتكيف مع المصاعب وإيجاد الحلول المناسبة لها. وهذا ما يُظهر قوة الإيمان. فالشخص الذي يمتلك إيماناً عميقاً يمكنه أن يتجاوز العقبات التي تواجهه. قد تتأتي الابتلاءات بأشكال متعددة، منها فقدان وظيفة، أو معاناة من مرض، أو حتى عدم التوفيق في الأمور اليومية. كما يمكن أن نلاحظ أن بعض الأفراد يواجهون اختبارات أكثر قسوة من غيرهم، وهذا يعود إلى تقدير الله سبحانه وتعالى لكل فرد وما يتحمله. إن الله يعلم ما في قلوبنا، ولذا فإن تلك الابتلاءات قد تكون وسيلة لتقوية إيماننا وتجعلنا نعود إليه. عندما نُبتلى، يجب أن نتذكر دوماً أن هذه الاختبارات ليست سوى جزء من خطة أعلى، خطة يعلم الله وحده أهدافها. ولذلك، فإن العديد من الناس يجدون في بركات الله حتى في أوقات المصاعب، حيث يجد البعض قوة الدفع نحو النجاح في تلك الأوقات. هذا ما يجعلهن أمراً إيجابياً، قد توقع السلبية في البداية. إن التعامل مع الابتلاءات يتطلب أعلى درجات الوعي الروحي والعقلي. فالبعد الروحي يُعتبر من أهم جوانب التجربة. إذ يجب على الفرد أن يسعى لتحقيق القرب من الله من خلال العبادة، والصلاة، وقراءة القرآن، والاستغفار. عندما نُبرز الصبر ونتمسك بالدعاء، فإننا نظهر إيماننا ويقيننا بأن الله سبحانه وتعالى هو القادر على تغيير الحال. هذا الفهم العميق يضعنا في موضع أقوى في مواجهة تجارب الحياة. في الواقع، الصبر والتقوى هما زاد الرحلة في هذه الحياة. في النهاية، يمكن فهم الظلم في العالم كاختبار من الله لقياس إيماننا وصبرنا. ويُظهر تاريخ البشرية أن التحديات يمكن أن تكون دافعاً نحو الخير والنمو الروحي، لذلك ينبغي علينا أن نتحلى بالإيمان والصبر في جميع الأحوال. فكل ابتلاء نتعرض له هو فرصة للتعلم، والتطور، والاقتراب من القلب الطاهر والنفس الصبورة. ويأتي الصبر كوسيلة لتحقيق النصر الداخلي والخارجي، ومن ثم يصبح مصدر قوة، وليس ضعفاً. ختامًا، علينا أن نفهم أن الابتلاءات ليست نهاية الطريق، بل هي جزء من رحلة الحياة، رحلة مفعمة بالدروس والعبر إذا ما نظرنا إليها بعين الإيمان والثقة بالله. يجب أن ندرك أن الصبر هو مفتاح النجاة، وأن الإيمان الحقيقي يظهر في أوقات الشدة.
في يوم من الأيام ، كان رجل في طريقه إلى السوق ويتأمل في الظلم والاضطهاد في الحياة. تساءل: "لماذا يوجد الكثير من الظلم؟" في تلك اللحظة ، رأى رجلًا يساعد الآخرين رغم أنه تعرض للظلم. سأله: "لماذا تواصل مساعدة الآخرين رغم كل هذا الظلم؟" أجاب الرجل: "لأنني أعلم أن هذا العالم قد يكون اختبارًا من الله ، ويجب أن أثبت صبري وثباتي." قد غيّر هذا الرد منظور الرجل وأقرّر أن يظهر صبره من خلال مساعدة الآخرين.