يمكن العثور على السعادة الحقيقية في هذا العالم فقط من خلال ذكر الله والامتثال لأوامره.
السعادة هي هدف يسعى إليه الجميع في حياتهم، ويسعى كل إنسان للوصول إليها، حيث تُعدّ مصدرًا للطمأنينة والراحة النفسية. يؤكد الكثير من الفلاسفة وعلماء النفس أن السعادة شعور داخلي يتجاوز المظاهر الدنيوية والمال، فالسعادة الحقيقية هي توازن نفسي وروحي يمكن تحقيقه من خلال مجموعة من القيم والمبادئ. ومن هنا يبرز دور الدين الإسلامي الذي يقدم لنا نظرة شاملة عن السعادة ومعناها الحقيقي. إن الإسلام يُشدد على أهمية العلاقة الروحية بالله، والتي تعد المفتاح الأساسي لتحقيق السعادة. يكمن هذا الأمر في النصوص القرآنية الكريمة التي توضح أن الابتعاد عن ذكر الله يؤدي إلى مشاعر الضيق والألم. يقول الله سبحانه وتعالى في سورة طه، الآية 124: "ومَن أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا"، وهذا يعكس كيف أن الربط الروحي يعزز من شعور السعادة في الحياة. عندما نتحدث عن السعادة من منظور النبي محمد صلى الله عليه وسلم، نجد أنه كان يعالج المظاهر السلبية الموجودة في مجتمعه ويحثّ أتباعه على التركيز على الأخلاق والقيم الإنسانية. لقد كان مثالًا يُحتذى به في الصبر والمرونة، حيث واجه تحديات كبيرة في دعوته ولكنه لم يفقد الأمل. تجسد سعادته في قربه من الله واتباعه لتعاليمه، مما جعل دعوته نورًا هاديًا للبشرية في السعادة الحقيقية. وفي سورة البقرة، الآية 155، نجد ذكرًا لمفهوم الابتلاءات حيث يقول الله: "ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات". تشكل هذه الابتلاءات جزءًا لا يتجزأ من الحياة، والتي من خلالها تنمو قيم مثل الصبر والثبات. فالصعب الذي نواجهه يضيف إلى نضوجنا الشخصي والروحي، وبالتالي يزيد من إحساسنا بالسعادة. ولتعزيز هذه السعادة، يُعتبر اللجوء إلى الله في أوقات الصعوبات أمرًا حيويًا. إن الدعاء هو وسيلة فعالة للتقرب من الله والتخفيف من الأعباء النفسية. تُظهر سورة البقرة أيضًا أنه يمكننا الاستعانة بالصبر والصلاة في مواجهة المصاعب، حيث يقول الله: "واستعينوا بالصبر والصلاة إن الله مع الصابرين". هذه الآية تؤكد أن الاعتماد على الله يجلب السعادة والراحة وسط التحديات. لتحقيق السعادة، تحتاج إلى إيجاد توازن بين جميع جوانب حياتك. يجب على المسلم أن يُولي اهتمامًا للجوانب الروحية والاجتماعية والنفسية والجسدية. يمكن للسعادة أن تكمن في إيجاد هذا التوازن، فلن تكون السعادة مُقيدة بالمال أو المظاهر، بل تتجلى في رضاء الله والامتثال لأوامره. وديننا الحنيف يحث على التفكير الإيجابي والتفاؤل بالمستقبل. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "تفاءلوا بالخير تجدوه". هذا القول يعكس ضرورة أن نكون إيجابيين في أفكارنا وسلوكياتنا، فاليأس غير مقبول في الإسلام. بل يدعو المسلم إلى السعي لتحقيق أهدافه بالتوازي مع إستحضار رضا الله في كل ما يقوم به. السعادة ليست غاية تنتهي عند الوصول إليها، بل هي رحلة يجب أن نستمتع بها على رغم التحديات والعقبات. فربطنا بالصلاة وذكر الله، يجعلنا ندرك أن اللحظات التي نقضيها في عبادتنا وقربنا من الله هي مصدر سعادتنا الحقيقية. يتجلى ذلك في انطلاق روح السعادة من قلوبنا، الأمر الذي يُشعرنا بالراحة والطمأنينة. من المهم أن نتذكر دائماً أن السعادة الحقيقية تنبع من العلاقة القوية بالله وفهم دورنا في الكون. إن تعاليم الدين الإسلامي تقدم لنا Guidance في الرحلة نحو السعادة، مؤكدين أن السعادة ليست في المال أو المظاهر الدنيوية، بل هي في القرب من الله وشكره على نعمه. لنستمر في السير على ذلك الطريق، ونثق بأننا سنصل حتمًا إلى حياة مليئة بالسرور والطمأنينة التي لطالما ينشدها الإنسان في فسحة حياته.
في يوم من الأيام ، كان هناك رجل اسمه حسام يتأمل في السعادة الحقيقية. لقد حقق جميع مزايا ونعيم هذا العالم لكنه لا يزال يشعر بعدم الرضا. قرر في يوم من الأيام أن يستمع إلى قلبه وفكر: 'ربما يجب أن أركز أكثر على ذكر الله وأبذل جهدًا لتعزيز صلتي به.' أصبح حسام أكثر اجتهادًا في صلاته وعبادته ، وبمرور الوقت شعر بسلام أعمق وسعادة حقيقية في حياته. أدرك أن السعادة كانت في داخله وأنها يمكن أن تتحقق من خلال الاعتماد على الله والانتباه إليه.