التوكل على الله والإيمان بالقضاء والقدر الإلهي هما توصيتان قرآنيتان للتغلب على الخوف من المستقبل.
القرآن الكريم: كتاب هداية البشر يعتبر القرآن الكريم الكتاب الرئيسي في الإسلام، وهو يمثل هداية للبشرية جميعًا. في الآيات القرآنية الكريمة، نجد الكثير من التوجيهات والإرشادات التي تدعو المؤمنين إلى التوكل على الله والثقة به. فالتوكل يعتبر أحد الأسس الهامة التي تبني علاقة المؤمن بربه، حيث أن المسلم يتعلم من خلال القرآن أن الإيمان بالله والتفويض إليه هو السبيل الحقيقي للطمأنينة والراحة. إحدى أهم الحلول التي يذكرها القرآن الكريم للتغلب على الخوف من المستقبل هي الإيمان بالقضاء والقدر الإلهي. يؤكد الله في كتابه العزيز أن كل شيء قد قدره مسبقًا، وأنه لا داعي للقلق بشأن ما لم يحدث بعد. في سورة آل عمران، الآية 139، يقول الله للمؤمنين: "وَلا تَحْزَنْوا وَلَا تَحْزَنُوا". هنا، نجد في هذه الآية دعوة عظيمة للطمأنينة، حيث أن الله يذكرنا بأننا لن نكون وحدنا في الأوقات الصعبة، بل هو معنا دائمًا. كما أن الله يطمئن عباده في سورة الأنفال، الآية 24، بقوله: "اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ". في هذه الآية، نجد دعوة قوية للرد على دعوة الله ورسوله، والتركيز على الثقة التامة فيهم. إن استجابة المؤمن لدعوة الله ورسوله لا تعزز إيمانه فحسب، بل تمنحه أيضًا السلام الداخلي والاطمئنان بأن الله هو السند والعضيد في الأوقات العصيبة. علاوة على ذلك، في سورة البقرة، الآية 286، نجد تأكيدًا آخر على أن الله تعالى لا يكلف نفسًا إلا وسعها: "لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا". إن فهم هذه الحقيقة يساعد المؤمن في تجاوز الشعور بالخوف من المستقبل، حيث يمكنه أن يؤمن بأن الله سيعينه في التحديات والمشاكل التي قد تواجهه. إن هذه الآيات تزرع الأمل والإيجابية في نفوس المؤمنين، مما يساعدهم على مواصلة الحياة بسلام وثقة. القرآن الكريم يعتبر مصدرًا للطمأنينة في حياة المسلم، وهو يدعو المؤمنين إلى الاعتماد على الله في كل الأمور. وعندما نواجه صعوبات أو تحديات، يجب علينا أن نتذكر أن الله يسير معنا في كل خطوة، وأنه دائمًا موجود ليعيننا ويحقق ما هو خير لنا. في ظل الضغوطات اليومية والمشاكل التي قد تواجه الأفراد، قد يكون الخوف من المستقبل شعورًا طبيعيًا. لكن، مع التوكل على الله والإيمان بقدره، يمكن للمؤمن أن يجد القوة والشجاعة لمواجهة هذه الصعوبات. فالنبي محمد صلى الله عليه وسلم كان قدوتنا في كيفية التعامل مع المخاوف والتحديات، حيث كان دائمًا متوكلًا على الله ومؤمنًا بأن كل شيء يجري بتقدير الله الحكيم. وكذلك نجد أن العديد من المسلمين على مر العصور قد اتخذوا من القرآن الكريم مرجعًا لهم في مواجهة الأزمنة الصعبة، واحتوى الكثير منهم على قصص من حياة الأنبياء وكيف تمكنوا من التغلب على المخاوف بالمثابرة والإيمان. يمكننا أن نتعلم من هذه القصص كيف أن الاعتماد على الله والثقة بخطته لنا يمكن أن يجعل المستقبل أكثر إشراقًا، مهما كانت التحديات التي قد تواجهنا. لذا، يجب على كل مؤمن أن يتحلى بإيمان قوي، يتجسد في التوكل على الله والثقة بما هو قادم. وبذلك يصبح المستقبل بالنسبة له فرصة للتقدم والازدهار بدلاً من كونه مصدرًا للخوف والقلق. إن التحلي بالثقة والتوكل الكامل على الله يفتح آفاق جديدة من الأمل والطموح، ويشجعنا على السعي نحو النجاح. ختامًا، يجب أن نعيد التأكيد على أهمية التوكل على الله والإيمان بقدره في حياتنا اليومية. فالمؤمن الحق هو الذي يستعن بالله في كل أموره، ويتقبل ما يقدره الله له برضا وثقة. وعندما نتبنى هذا السلوك، سنكتشف أن الخوف من المستقبل سيتلاشى، وسيحل محله شعور بالأمان والطمأنينة، مما يمكننا من مواجهة الحياة بكل شجاعة وإيمان.
كان هناك رجل يدعى علي كان قلقًا بشأن مستقبله. كان يتساءل عما إذا كان سيتمكن من التغلب على مشاكله بشكل جيد. يومًا ما ، زار عالمًا دينيًا وسأله عن الإرشاد في هذا الشأن. قال له العالم بنظرة لطيفة: "يجب أن تتوكل على الله وتؤمن بقضائه وقدره." من ذلك اليوم فصاعدًا ، حاول علي أن يستمر في حياته بالتوكل على الله وتعلّم من كل ما مر به. تدريجياً ، أدرك أن القلق بشأن المستقبل كان مجرد عبء إضافي على عاتقه ، وأن الإيمان بالله جلب له السلام.