القرآن يقدر الحكماء والمفكرين عالياً ، مشجعاً التفكير في الخلق.
يتناول القرآن الكريم بوضوح أهمية الحكمة والتفكير في حياة الإنسان، حيث يشدد على ضرورة استغلال العقل والتأمل في كل ما يحيط بنا من مظاهر الكون. تظهر هذه العبارة في عدة آيات، مما يدل على مكانة الحكمة في الإسلام. في سورة آل عمران، الآية 191، يقول الله تعالى: "إن في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب"، مما يعني أن التأمل والتفكر في عظمة الخالق يدعونا إلى الهدوء والسلام النفسي، وكذلك إلى فهم قدرة الله وعظمته. فالأولياء هم الذين يتحلون بالحكمة وينظرون إلى الأمور من زوايا متعددة، مما يساعدهم على تنمية إيمانهم ويعمق شعورهم بتقديس الله. علاوة على ذلك، نجد في سورة محمد، الآية 19، نصًا يتحدث عن أهمية المعرفة والوعي: "فاعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك". تشير هذه الآية إلى أن الحكمة والتفكر يقودان إلى إدراك الحقيقة، التي هي عبادة الله والفهم العميق لعظمته. كما يظهر العبارة المتعلقة بالحكمة باستمرار في القرآن، مما يعكس ترابطاً وثيقاً بين الحكمة والاعتراف بالخطأ والطلب من الله المغفرة، وهي عملية ضرورية لتنمية الروح. في سياق متصل، تتطرق سورة النمل، الآية 40، إلى دور الحكمة والمعرفة في التفوق على باقي الكائنات. تروي القصة المعروفة للنبي سليمان، الذي مُنح حكمةً عظيمةً، وكيف أنه كان قادراً على فهم لغة الطيور والحيوانات. هذه القصة تجسد القيمة الكبيرة للحكمة، حيث تظهر كيف أن الحكمة ليست مجرد ملكة عقلية، بل هي القدرة على فهم العلاقات والارتباطات العميقة بين جميع خلق الله. كما يتبين من القصة أن الحكمة تؤهل الشخص ليكون قادراً على اتخاذ قرارات صائبة تفيد مجتمعه. من ثم، نرى أن القرآن الكريم يولي أهمية كبيرة للمفكرين الحكماء. ينمي الفكر النقدي ويشجع المؤمنين على التعلم وفهم ما يحدث حولهم. فالحكمة تُعتبر منارة تُضيء دروب المعرفة وتساعد الأفراد على استيعاب مجريات الحياة المعقدة. بشكل عام، يتضح من النصوص القرآنية أن الفكر والتأمل هما ركائز أساسية لبناء شخصية متوازنة قادرة على مواجهة تحديات الحياة. تتوالى الآيات القرآنية في التأكيد على أهمية الحكمة. فعلى سبيل المثال، يقول الله تعالى في سورة لقمان، الآية 12: "وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ". هنا، نرى أن الحكمة تُعتبر نعمة من الله، فهي مرتبطة بالشكر والامتنان. تدل هذه الآية على أن الحكمة تؤدي إلى إدراك النعم التي منحها الله للإنسان، وتعزز فكرة توجيه الشكر لله. إلى جانب ذلك، يوضح القرآن أهمية العمل بالحكمة. في العديد من الآيات، يشدد على أن الحكيم هو الذي يتصرف بعقل ومنطق، ويعمل على تحقيق الخير في حياته وحياة من حوله. فالحكمة ليست مجرد فكرة نظرية، بل هي مُمارسة حقيقية تُظهر في الأعمال اليومية. فقال تعالى في سورة البقرة، الآية 269: "يؤتي الحكمة من يشاء ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيراً كثيراً"، مما يعكس أهمية الحكمة ونتائجها المباركة. إذا نظرنا إلى الحكمة من منظور أوسع، نجد أنها تتجاوز الأبعاد الفردية، حيث تساهم في بناء المجتمعات. المجتمعات التي تحترم الحكمة وتستخدمها في تقرير المصير هي مجتمعات أكثر انسجاماً وتعاوناً. فتطبيق الحكمة في الحوكمة واتخاذ القرارات يعكس تأثيرها الإيجابي على حياة الأفراد والمجتمعات. بمعنى آخر، تعزز الحكمة السلم والتفاهم بين الأفراد، وتساعد في حل النزاعات وتعزيز الوحدة. في ختام هذا الموضوع، نستنتج أن القرآن الكريم يقدم لنا رؤية شاملة لأهمية الحكمة والتفكير في الحياة. إن دعوة الله للمؤمنين إلى التفكر في خلق السموات والأرض تشير بوضوح إلى أهمية التفكير كمفتاح لفهم أعمق للوجود. الحكمة تمثل الطريق إلى الإيمان الصادق، والمعرفة، والعمل الصالح. ومن ثم، فإن مسعى المؤمن يجب أن يكون دائماً نحو اكتساب الحكمة وتطبيقها في حياته اليومية، لأنها تمنح الحياة معنى وهدوءًا، وتفتح أمام الإنسان آفاقًا جديدة في فهم ذاته والعالم من حوله.
في يوم من الأيام ، كان عالم يسير في الغابة متأملاً في آيات القرآن. فجأة ، واجه شجرة قديمة وعالية تصل إلى السماء بشكل جميل. أدرك أن خلق الله يعبر عن حكمته وعقله. قرر أن يخصص بعض الوقت كل يوم للتأمل في الخلق ومخلوقات الله. من خلال هذه الممارسة ، وجد شعورًا أعمق بالسلام والقرب من الله.