النية الصحيحة ضرورية لقبول الأعمال ، حيث تحدد ما إذا كان يمكن للمرء أن يحصل على مكافآت من الله.
في القرآن الكريم، يُعدُّ التأكيد على أهمية النية ركيزة أساسية وفصلاً حيوياً في قبول الأعمال. فبلا أدنى شك، البواعث والدوافع التي تقف وراء الأفعال تُحدّد قيمتها الشرعية وقبولها من الله سبحانه وتعالى. واحدٌ من أهم النصوص القرآنية التي تبرز هذه الحقيقة تقع في الآية السابعة من سورة آل عمران التي تقول: "إن الله يفتح لهم أبواب الرحمة وأبواب المغفرة." هذه الآية تعبر بوضوح عن الرؤية القرآنية التي ترى أن الأعمال الصالحة تعتمد في الأساس على وجود نية صحيحة وصافية. فالقلب النقي هو الذي يكون مضيئاً بنور الإيمان، مما يسمح له بانتقاء الأعمال الصالحة وغير القابلة للقبول. بصفة عامة، تؤكد الشريعة الإسلامية أن الفرد لا يمكنه أن يتوقع أي ثواب أو مكافأة من الله إذا كانت نيته غير صافية. ذلك بحسب الأحاديث النبوية التي تُشير إلى هذه المسألة بوضوح. فقد ورد عن النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) أنه قال: "الأعمال تعتمد على النيات". هذا الحديث يعطي دليلاً جلياً على أنه ينبغي أن تكون النوايا متسقة مع السعي وراء أجر الله. بمعنى آخر، حتى لو أظهر شخص ما أعمالاً صالحة من شتى الأنواع، فإنه من غير الممكن قبول ذلك الفعل إذا لم تكن نواياه خالصة وموجهة نحو الله. كما أن القرآن الكريم يعكس هذه الحقيقة بشكل متسق عبر مختلف السور. ففي سورة البقرة، في الآية 265، يأتي ذكر الله لأهمية النية الطيبة في الأعمال النبيلة حين يقول: "مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل." هذه الآية تنبه إلى أن النية ليست مجرد أمر جانبي، بل هي جوهر العمل ذاته. فالمؤمن الذي ينفق ماله في سبيل الله، إنما يفعل ذلك بدوافع طيبة تعبّر عن صدق إيمانه ونواياه. كذلك، يُظهر القرآن بالتأكيد أن النية يجب أن تكون خالصة من أي شائبة، وأن تسعى لتحقيق الأهداف الإيجابية والمطروحة التي تعود بالفائدة على الفرد والمجتمع على حد سواء. إن الأعمال التي تُنجز متوجهةً إلى أهداف سامية تعود بالنفع على البشرية تعتبر من الأعمال العظيمة في نظر الله، شريطة أن تكون مصحوبة بنوايا طيبة. وعلى مدار التاريخ الإسلامي، نجد أن الصحابة والتابعين كانوا يدركون قيمة النية، بل وكانوا يتنافسون في تزيين قلوبهم بنوايا الخير. فالتاريخ الإسلامي غني بالأمثلة، تلك التي تُظهر كيف أن النية قد تحوِّل الأعمال العادية إلى أعمال عظيمة. لذلك، نحن مدعوون جميعاً للتأمل في هذه النقطة وتطبيقها في كل جوانب حياتنا. تمكن المسلمين من بناء مجتمعات قائمة على أساس النية الطيبة، من خلال تشجيع الآخرين على التفكير في دوافعهم وأفكارهم. فبدون نية، كما أوضحنا، فإن العمل يصبح بلا قيمة. لذا، النية تعتبر روح الأعمال، وبدونها، لن تكون لأي جهد لبشر من قيمة أو قيمة. عند إعادة التفكير في أعمالنا اليومية، يجب أن نسأل أنفسنا: لماذا نقوم بذلك؟ ما هو الهدف وراء أفعالنا؟ هل نحن نبتغي بذلك وجه الله تعالى؟ من هنا، تنبع أهمية النية، فهي القاعدة التي يُبنى عليها كل فعل في حياة المسلم. كما أنه من الضروري التأكيد على أن النية ليست مجرد واجب شكلي، بل هي حالة فكرية وشعورية مرتبطة بالتصميم القلبي في السعي نحو الأفعال الصالحة. وبما أن النية لها تأثير بالغ على قبول الأعمال، يجب على كل مسلم أن يسعى لتطهير قلبه وتنمية بواعثه لتكون في سبيل الله تعالى. فالأعمال التي تتجذر في نية صادقة ستكون بمثابة شجرة مباركة، تزيد من الثواب والأجر ومغفرة الله ورحمته.لذلك يجب أن نحرص على استمرارية تجديد نوايانا والعمل على تحسينها، فهي التي تعطي معنى لحياتنا وتربطنا بالخالق ومقاصده. إن النية تتحول إلى إضاءة داخلية تشجعنا على السير في طريق الخير، وبذلك نُلهم الآخرين لنكون أكثر إيجابية ونشر تلك الروح في المجتمع. عندما نعي أن النية لها دور أساسي في تقييم الأعمال، سيصبح هدفنا بناء حياة قائمة على القيم والمبادئ الإسلامية الحقيقية. في الختام، إن الرسالة الأساسية التي يجب أن نأخذها بعين الاعتبار هي أن النية الصادقة هي السبيل الفعال لتحقيق القبول من الله وأن الأعمال ليست مجرد حركات ظاهرية، بل هي مدعومة بروح النية الخالصة.
في يوم من الأيام كان هناك شاب يُدعى علي يعيش في بلد. كان علي يبحث عن الحقيقة وقبول أعماله. كان دائمًا ينوي في قلبه أن كل عمل صالح يقوم به كان في سبيل الله. ذات يوم أثناء مساعدته لرجل مسن محتاج ، تذكر آيات القرآن وقرر أن يحافظ على نيته نقية. بمجرد أن ركز على نيته ، شعر بسعادة دافئة تنتشر في قلبه. أدرك علي أن نيته لعبت دورًا في قبول أعماله ، وفي كل مرة كان يقوم فيها بمهمة بإخلاص ، أصبحت حياته أكثر إشراقًا.