عدم الهداية لبعض الأفراد ناتج عن الكفر وغياب الرغبة في الإيمان، حيث أن الهداية في يد الله.
تُعد الهداية والضلال من المواضيع المهمة التي تناولها القرآن الكريم، حيث وضح الله سبحانه وتعالى الأسباب التي تجعل بعض الأفراد غير مهتدين رغم وجود الوسائل والدلائل التي تدعوهم إلى الإيمان. نستعرض في هذا المقال أهم الأسباب وراء عدم هداية بعض الأفراد وفقاً لما ورد في الآيات القرآنية. أحد الأسباب الرئيسية التي تطرقت لها آيات القرآن الكريم هو عدم الإرادة والرغبة في الإيمان. فالقرآن يؤكد بوضوح أن بعض الأشخاص يتجاهلون الحقائق الواضحة ويرفضون الإيمان، حيث يُشير الله في سورة البقرة، الآيات 6 و 7، إلى هذه الحقيقة بقوله: "إنَّ الذين كفروا سواءٌ عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون". فهذا يدل على أن هناك قلوباً مُقفلة لا تُريد أن تنفتح على الهداية، وهذا يعود إلى عدم رغبتهم في السماع لما يُعرض عليهم من الحق. إن الإنكار هو أحد الأسباب التي تجعل الأفراد بعيدين عن الهداية. فالذي ينكر الحقائق ويُكذب بها لا يمكن أن يهتدي، حيث أن الفطرة السليمة تدل على وجود خالق واحد. لكن الكفر يعمي البصر والبصيرة، كما تشير العديد من الآيات في القرآن. وفي سورة آل عمران، الآية 86، يقول الله: "فأنت من الذين كفروا". مما يدل على أن كفر الشخص يُعطي صورة واضحة عن عدم استجابته للحق. ويأتي دور المشيئة الإلهية في تحديد هداية الأفراد، حيث تُظهر الآيات أن الهداية لا تأتي إلا بإرادة الله. سورة النمل، الآية 46، تقول: "إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء". إذًا، الهداية هي مسألة مشيئة إلهية لا يد للمخلوق فيها، فإذا أراد الله أن يهدي شخصاً ما، فسيوجد من يهتدي حتى وإن لم يكن لديه الرغبة في ذلك بشكل ظاهر. إضافةً إلى ذلك، يجب أن نشير إلى أن الهداية تتطلب جهداً فردياً وتعزيز الإيمان في القلب. فإن الإنسان يحتاج إلى أن يبذل جهداً ليُقوي إيمانه ويجعل قلبه منفتحًا لتقبل الحق. فبعض الناس، رغم إدراكهم للحق، يختارون السير في طريق الضلال، وهذا يتطلب منهم تغييراً جذرياً في قلوبهم وأفكارهم. وفي سياق هذه النقاط، نجد أن الغفلة عن ذكر الله وتذكيره من الأسباب المهمة في ضياع الهداية. عندما يبتعد الإنسان عن الله ويغفل عن ذكره، فإن قلبه يصبح قاسياً وغير مستعد لتقبل دعوات الهداية. لذلك، ينصح الأفراد بالتوجه إلى الله وذكره، والتدبر في آياته لتكون لهم سبباً في الهداية. وعلينا أن نتذكر أن الخيارات الزائغة للناس وعدم رغبتهم في الهداية ليست عذراً. فكل فرد مسؤول عن اختياراته، ويجب عليه أن يسعى إلى معرفة الحق والبحث عنه. فهذا البحث يمكن أن يقود إلى الهداية الحقيقية التي تُنقذ الفرد من الضلال والإنحراف. ختامًا، الهداية ليست مسألة سهلة. تحتاج إلى جدية من الشخص ورغبة حقيقية في الإيمان، بجانب ذلك هي نعمة وهبة من الله سبحانه وتعالى. كما أن البشرية تميل إلى الضلال أكثر من الهداية، إلا من رحم الله. لذلك يحتاج كل فرد إلى مراجعة نفسه والعمل على تحسين علاقته بالله، من خلال الصلاة، والذكر، وقراءة القرآن، حتى يهدي الله قلبه إلى الحق. بالتالي، الهداية تتطلب إرادة وصدق في القلب ورغبة حقيقية في الإيمان، حيث أن تلك العوامل تُعتبر من المفاتيح الأساسية التي تفتح أبواب الهداية أمام الأفراد. ولا ينبغي أن ييأس أي شخص من الهداية، فكلما تقرب إلى الله سبحانه وتعالى، كانت فرصته أكبر للحصول على الهداية وتحقيق السعادة الحقيقية في الدنيا والآخرة.
في يوم من الأيام ، كان رجل يعود إلى منزله عندما قابل شابًا بدا مكتئبًا. سأل الرجل الشاب: 'لماذا تبدو حزينًا جدًا؟' أجاب الشاب: 'أبحث عن الطريق الصحيح ، لكنني دائمًا في حالة ارتباك.' قال له الرجل بلطف: 'الهداية في يد الله ، ولكن يجب أن يكون لديك قلب نقي ومنفتح لتكون مُهتديًا. كلما كنت قادرًا على مناجاة الله ، فلا تبتعد عنه وانتظر فتح أبواب رحمته.' عاد الشاب إلى منزله وهو يحمل أملًا جديدًا.