لماذا لا يهتدي بعض الناس على الرغم من الوعي؟

الهداية متعلقة بإرادة الله، وسبب عدم هداية بعض الأشخاص يعود إلى أسباب خلقها الأشخاص أنفسهم.

إجابة القرآن

لماذا لا يهتدي بعض الناس على الرغم من الوعي؟

يتناول القرآن الكريم مسألة هداية البشر وأسباب عدم هداية بعض الأشخاص من جوانب متعددة تتعلق بالإيمان والعمل الصالح، ومشيئة الله، واستعداد القلوب. لقد أشار القرآن عدة مرات إلى أهمية الهداية وكيفية تحقيقها، وذلك من خلال آيات تحمل معانٍ عميقة توضح لنا كيف أن الإيمان والعمل الصالح هما عاملان أساسيان في هداية الإنسان. في سورة البقرة، الآية 153، يقول الله تعالى: 'إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات كانت لهم جنات الفردوس نزلاً'. يتضح من هذه الآية أن الإيمان والعمل الصالح هما ركنان مهمان لا يمكن الاستغناء عنهما لتحقيق الهداية. فالإيمان هو أساس الدين، وهو ما يفتح الطريق أمام الإنسان ليقوم بالأعمال الصالحة التي ترضي الله وتؤدي به إلى الفوز في الآخرة. ورغم ذلك، نجد في كتاب الله آيات تشير إلى أن الهداية ليست متاحة للجميع، بل تتعلق بمشيئة الله، كما ورد في سورة الأنعام، الآية 125: 'ومن يرد أن يهديه يشرح صدره للإسلام'. تشير هذه الآية بوضوح إلى أن الله سبحانه وتعالى هو الذي يقرر من يُهدى ومن لا يُهدى، ولذلك نجد بعض الأشخاص الذين يمتلكون المعرفة والوعي بالأمور الدينية، إلا أنهم لا يهتدون. هذا يكشف لنا أن هناك أسبابًا وراء ذلك، مثل عدم رغبتهم في الهداية أو انغلاق قلوبهم. ثم تأتي مسألة الكبرياء والغفلة، وهما عاملان قد يمنعان البشر من قبول الهداية. فالكبرياء يمكن أن يعيق الإنسان عن الاعتراف بذنوبه والرجوع إلى الله، بينما الغفلة قد تجعله بعيدًا عن التفكر والتأمل في آيات الله. في كثير من الأحيان، نرى الأشخاص الذين يعيشون في ضلال على الرغم من وجود الدلائل الواضحة أمامهم، وهنا يظهر دور الله ومشيئته في إبعاد أولئك الذين لا يريدون الهداية حقًا. وعلاوة على ذلك، نجد في سورة النور، الآية 35، إشارة لنية الهداية عندما قال الله: 'الله نور السموات والأرض'. إن هذه الآية تحمل معنى عميقًا يشير إلى أن الله هو النور الذي يُرشد البشر إلى الحق، لكنه ليس كل من يمر بهذا النور يستفيد منه. فقط القلوب المستعدة والمتفتحة لهداية الله هي القادرة على الاستفادة من ضياء هذا النور. لذلك، فإن الهداية تتطلب استعدادًا داخليًا وطلبًا صادقًا من الله. كما أن القرآن يتناول قضايا متعددة تتعلق بشروط الهداية، إذ يشير إلى ضرورة العمل الصالح كتأثير رئيسي في نزول الهداية على القلب. فالآيات القرآنية تقدّم لنا صورة متكاملة حول كيفية الوصول إلى الهداية وكيف أن الله تعالى ينظر إلى قلوب العباد وإرادتهم. الهداية في حقيقته تعني العودة إلى الطريق المستقيم، والعمل على تحقيق مرضاة الله في كل جوانب الحياة، وهذا يتطلب إيمانًا حقيقيًا بوجود الله وقدرته على التغيير. ويمكن القول إن الهداية الإلهية هي مسألة متعلقة بمشيئة الله ولا تأتي إلا من خلال الطلب والنية الخالصة. إن الله يمتحن قلوبنا ويختبر رغبتنا في الهداية، وفي هذا السياق نجد أن بعض الناس يُعطَون فرصة للتوبة والرجوع إلى الله، بينما الآخرين قد يتم حجب الهداية عنهم بسبب كبريائهم أو غفلتهم. ولعل من أجمل ما جاء به القرآن هو تشجيع البشر على السعي نحو الهداية، وعدم التعالي أو الاستكانة. في النهاية، يجب أن نفهم أن الهداية ليست مجرد حالة سلبية أو نعمة تُعطى من قبل الله، بل هي جهد متبادل بين الإنسان وربه، حيث يُظهر العبد صدق نيته في الهداية من خلال الإيمان والعمل الصالح. وبالتالي، فإن الهداية هي دوماً تتحقق عن طريق الدعاء والتمسك بالكتاب والسنة، والسعي الدائم لفتح القلب لقبول الحق. هذا ما يمنح الإنسان الفرصة الحقيقية ليصبح من أهل الجنة، حيث النعيم الأبدي.

الآيات ذات الصلة

قصة قصيرة

في يوم من الأيام، كان هناك رجل يدعى سليم يمشي في الحديقة. كان يفكر في حياته وسر لماذا لم يهتدِ رغم علمه بالحقائق الدينية. فجأة، لاحظ أطفالًا يلعبون وضحكاتهم تملأ المكان. أدرك سليم أنه يتوق إلى بساطة وصداقة تلك اللحظات, قرر أن يقترب من الله ويصلي لفتح قلبه. بعد ذلك، شعر بمزيد من السلام والهداية، مدركًا أن الهداية الحقيقية تكمن لدى الله.

الأسئلة ذات الصلة