لا يرى البشر بعض النعم بسبب عدم الشكر والغفلة.
مقدمة: في القرآن الكريم، يتكرر الحديث عن مفهوم الشكر وأهميته في حياة الإنسان. الشكر هو الاعتراف بنعم الله والامتنان لها، وهو سلوك إيجابي يساعد الإنسان على تعزيز علاقته بربه. في هذا المقال، سنتناول مفهوم الشكر وعواقب عدم الاعتراف بالنعم كما ورد في آيات القرآن الكريم. سنستند إلى بعض الآيات مثل آية سورة إبراهيم وآية سورة النحل وآية سورة يوسف، لنستخرج منها الدروس والعبر المتعلقة بالشكر. مفهوم الشكر: الشكر هو فعل يتطلب الوعي والإدراك بالنعم التي أنعم الله بها على الإنسان. وعندما نتحدث عن الشكر، نستطيع أن نرى أنه يتجاوز مجرد الكلمات ليصبح سلوكًا حقيقيًا يعكس الامتنان العميق. في القرآن الكريم، يتم التأكيد على أهمية الشكر باعتباره وسيلة للارتقاء بالروح الإنسانية. الآية الأولى التي سنستشهد بها هي آية سورة إبراهيم، الآية 7: "وَإِذْ أَذَنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ ۖ وَ لَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ". هذه الآية توضح أن الله يعد بمزيد من النعم لمن يشكر، في حين أن عدم الشكر قد يؤدي إلى عقاب. تظهر هذه الآية بوضوح أن الاعتراف برحمة الله والنعم يفتح أبوابًا جديدة للبركات، بينما التجاهل والإهمال يؤديان إلى نقص هذه النعم وعواقب خطيرة. أما بالنسبة لآية سورة النحل، الآية 18: "وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا"، فهذه الآية تشير إلى عظمة نعم الله وكثرتها. يبدو من الواضح أنه ليس بإمكاننا عد النعم التي منحها الله، وهذا يتطلب من الناس التقدير والاهتمام أكثر بالهدايا التي وهبها الله لهم. إن عدم الوعي بالنعم يعود أحيانًا إلى انشغال الناس أو عدم تقديرهم لما لديهم. إن الشكر يعتبر نافذة لإدراك النعم، وعندما نبدأ في شكر الله، نجد أنفسنا مدفوعين لنرى أكثر من ما قد يغفل عنه الآخرون. الشكر يجعل قلوبنا مليئة بالامتنان، مما يعزز شعور السعادة والراحة النفسية. في سورة يوسف، الآية 56 يقول الله: "وَكَذَٰلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ". هذه الآية توضح أن الله يمنح نعمًا محددة لأولئك الذين يُظهرون استحقاقًا. يوضح هذا المفهوم كيف أن الجهد الشخصي والثقة في الله تُساهم بشكل مباشر في الحصول على النعم. الشكر كعملية تفكير: يمكن اعتبار الشكر كعملية تفكير مستمرة تتطلب من الفرد مراجعة حياته يوميًا. من خلال التركيز على الجوانب الإيجابية في الحياة، يمكن للفرد أن ينمي شعور الامتنان ويعزز من قدرته على رؤية النعم المحيطة به. يعتبر الشكر جسرًا للتواصل بين الإنسان والله، حيث يُظهر تقدير الإنسان لمحبة الله ورحمته في حياتهم. وهكذا، فإن الأخف من الشكر قد يُؤدي إلى عدم الاعتراف بالنعم، مما يؤثر سلبًا على النفس والعلاقات. عندما نغض البصر عن النعم، نجد أنفسنا معزولين عن الفهم الأعمق لطبيعة الحياة وأهدافها. كيف يمكننا تعزيز الشكر في حياتنا؟ هناك عدد من الطرق التي يمكن أن تساعدنا في تعزيز مفهوم الشكر في حياتنا. من أهمها: 1. تدوين النعم: يمكن أن تساعد كتابة يوميات الشكر في تعزيز الوعي بالنعم حولنا. عند مراجعة الأشياء التي نحن ممتنون لها، سنكون أكثر قدرة على تقدير ما لدينا. 2. الإشراك مع الآخرين: التعبير عن الشكر للآخرين يعزز من علاقاتنا الاجتماعية. من المهم أن نُظهر امتناننا للناس الذين يدعموننا ويقفون بجانبنا في مسارات الحياة. 3. التأمل والذكر: يمكن أن تكون لحظات التأمل والذكر وسيلة عظيمة لتعزيز الشعور بالشكر. قد تساعدنا هذه اللحظات في الوقوف أمام الله وتعزيز الاتصال الروحي. ختامًا: في النهاية، يجب أن نتذكر أن الشكر ليس مجرد كلمات نرددها، بل هو أسلوب حياة. يجب علينا أن نسعى لندرك نعمة الله ونظهر امتناننا بطرق ملموسة. الشكر يمكن أن يغير نظرتنا للحياة ويُعزز من شعورنا بالسعادة والرضا. من خلال تصحيح نظرتنا إلى النعم في حياتنا، يمكننا بالفعل تحويل تجاربنا اليومية إلى فرص للتواصل مع الله والنمو الروحي. إن الشكر هو مفتاح الفتح، فمن شكر الله سُمح له بأن يزيده من فضله.
في يوم من الأيام ، كان هناك رجل يدعى علي يمشي في الشارع عندما لاحظ شجرة مشمش جميلة. تذكر أنه لم يذق هذه الفاكهة من قبل. جعلته هذه الفكرة يتساءل لماذا يتجاهل أحيانًا النعم. قال لنفسه إنه إذا مارس الشكر ، سيكون قادرًا على رؤية هذه النعم والاستفادة منها. عاد إلى منزله وقرّر قضاء بضع دقائق كل يوم في الشكر والدعاء إلى الله من أجل النعم.