يمكن أن ينشأ الشعور بالبعد عن الله من الانشغالات والغفلة، لكن ذكره يمكن أن يعيد لنا السلام.
الشعور بالبعد عن الله هو تجربة طبيعية لأي مؤمن، وقد يصاحب هذا الشعور العديد من التساؤلات والأفكار التي تدور في ذهن المؤمن. في عالم مليء بالانشغالات والمشاغل اليومية، قد نجد أنفسنا أحياناً بعيدين عن الله، وذلك بسبب الأسباب المختلفة التي تعيقنا عن ذكره والتفكر فيه. من هنا، لابد من فهم كيفية التغلب على هذا الشعور وتعزيز العلاقة مع الله. ## أسباب الشعور بالبعد عن الله يمكن تلخيص أسباب الشعور بالبعد عن الله في عدة نقاط رئيسية: 1. الانشغالات الحياتية: قد يمتلئ يوم المؤمن بالمشاغل الحياتية متعددة الاتجاهات، سواء كانت عملية أو أسرية أو اجتماعية. هذه الانشغالات يمكن أن تأخذ منا الكثير من الوقت والجهد، مما يجعلنا نغفل عن ذكر الله. 2. غفلة عن ذكر الله: قد يحدث أحياناً أن ينشغل المؤمن بأمور الدنيا وينسى الدعاء أو الصلاة، مما يؤدي إلى حالة من الفتور الروحي. فتجاهل ذكر الله قد يؤدي إلى الإحساس بالتباعد عنه. 3. قضاء الوقت في الأمور الدنيوية: إن قضاء الكثير من الوقت في أنشطة غير نافعة قد يشغل القلب والعقل عن التفكير في الله. العالم المادي يفرض تحديات وتجارب قد تجعل الإنسان يشعر بالانفصال والبعد الروحي. ## أهمية ذكر الله يؤكد الله على أهمية ذكره في القرآن الكريم، حيث يقول: "ألا بذكر الله تطمئن القلوب" (سورة الرعد، 28). تُظهر هذه الآية العظيمة أننا عندما نشعر بالتعب أو القلق أو الضياع، فإن الحل يكمن في العودة إلى الله من خلال الذكر والدعاء. إن ذكر الله يعيد للقلوب السلام والسكينة، وهو بمثابة دواء لكل جرح روحي. بالإضافة إلى ذلك، تأتي سورة البقرة، الآية 152، لتؤكد هذه الحقيقة: "فاذكروني أذكركم". هذه الآية تشدد على أهمية الحفاظ على العلاقة مع الله من خلال الذكر، خاصة عندما نشعر بالانفصال. فهي تذكرنا بأن الله دائمًا بجوارنا ويحن إلى عودتنا إليه. ## كيفية التغلب على مشاعر البعد عن الله يمكن التخفيف من مشاعر البعد عن الله من خلال مجموعة من الممارسات والعبادات التي تعزز التواصل الروحي وتنمي العلاقة مع الخالق: 1. الصلاة: تعتبر الصلاة واحدة من أهم طرق التعبير عن الارتباط بالله. أداء الصلوات الخمس يومياً يعزز العلاقة بين المؤمن وربه ويذكّره باستمرار بوجود الله في حياته. خلال الصلاة، يمكن أن يتواجد الإنسان في حالة من الخشوع والتأمل، مما يجعله يشعر بقرب الله. 2. قراءة القرآن: قراءة القرآن هي وسيلة أخرى لتقوية العلاقة مع الله. آيات القرآن مليئة بالتوجيهات والإلهامات التي تذكر الإنسان بعظمة الخالق واهتمامه بعباده. من خلال التأمل في معاني الآيات، يمكن أن نعيد التواصل مع الله وندرك قدرته وحكمته في حياتنا. 3. الدعاء: يلعب الدعاء دورًا أساسيًا في تعزيز الإيمان والشعور بالقرب من الله. عندما ندعو الله، نحن نعبر عن احتياجاتنا وأماني قلوبنا، وهذا عملياً يعمق الارتباط الروحي. الدعاء هو مخاطبة القلب للخالق، وهو لحظة استغفار واستغاثة يجب أن تكون جزءاً من حياتنا اليومية. 4. التفكر والتأمل: يجب أن نخصص وقتًا للتفكر في آيات الله وعظمته. التأمل في الكون، في خلق الله من حولنا، يمكّننا من إدراك عظمته ويعوا فينا جوانب الروحانية. ## إنشاء عادات يومية عندما نتحدث عن إحياء العلاقة مع الله، يعد إنشاء عادات يومية من أهم الخطوات اللازمة. يجب أن نخصص وقتًا يومياً لأداء الصلوات، قراءة القرآن، والانخراط في الدعاء. إن هذه العادات تساعد على الحفاظ على الارتباط القوي مع الخالق، وتمنع مشاعر الانفصال. كما يمكن الجمع بين هذه العادات وبين الأنشطة اليومية الأخرى، مثل تشجيع الأهل والأصدقاء على المشاركة في الذكر معًا. تطوير مجموعة من الأنشطة الروحية يمكن أن يسهم في تقوية العلاقة مع الله. ## الخاتمة في نهاية المطاف، إن الشعور بالبعد عن الله هو شعور يمكن التغلب عليه من خلال ممارسة بعض العبادات والذكريات الدينية. مع الأخذ في الاعتبار أهمية الذكر والدعاء والصلاة، يمكننا بناء علاقة قوية مع الله تجلب السكينة والسلام إلى قلوبنا. من المهم أن نتذكر أنه كلما شعرنا بالبعاد، فإن الطريق إلى العودة له أسهل مما نتخيل، وعلينا فقط أن نتحلى بالعزيمة ونسير نحو الله بقلب صادق. إن الله يريد منا أن نعود إليه، وعلينا أن نستجيب لهذه الدعوة.
في أحد الأيام، شعر شاب يُدعى أمير بالقلق وشعر أنه بعيد عن الله. تذكر آيات القرآن وقرر تخصيص وقت يومي للدعاء وذكر الله. بعد أيام قليلة، شعر أمير بسلام أكبر ولاحظ على الفور أنه استعاد قربه من الله. أدرك أنه في كل مرحلة من مراحل الحياة، عندما يغفل عن ذكر الله، فإنه سيقع في الغفلة، لكن من خلال تذكير نفسه والعودة إلى الدعاء، يمكنه تحقيق الهدوء مرة أخرى.