يمكن أن يكون الشعور بالتخلي عن الله أمرًا طبيعيًا، خاصة في الظروف الصعبة، ولكن يجب علينا الحفاظ على صلتنا به بثقة.
إن الشعور بالتخلي عن الله هو تجربة يمر بها الكثيرون في أوقات الضغوط النفسية، اليأس، والتحديات التي يواجهونها في حياتهم اليومية. إن الحياة ليست دائماً سهلة، وغالبًا ما تضعنا أمام عقبات تجعلنا نشعر بالعزلة أو عدم التوجيه. ومع ذلك، يقدم لنا القرآن الكريم الإلهام والتشجيع للتغلب على مثل هذه المشاعر. يُذكرنا القرآن، وهو مصدر هداية وإرشاد للمسلمين، بعدم فقدان الأمل في رحمة الله سبحانه وتعالى، حتى في الأوقات الأكثر صعوبة. في سورة الزمر، الآية 53، نجد رسالة قوية من الله: "يا عبادي الذين آمنوا، لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعًا." هذه الآية تعكس عظمة رحمة الله السابغة وقدرته اللامتناهية على مغفرة الذنوب ورفع الألم عن قلوب العباد. فمهما كانت الذنوب والخطايا التي ارتكبناها، هناك دائمًا فرصة للتوبة والعودة إلى الله، وهذا يدعونا لتأمل العواقب التي تترتب على استسلامنا لليأس. علاوة على ذلك، قد تعكس مشاعر التخلي عن الله فرصة لتقييم قوتنا وعلاقتنا معه. عند مواجهة التحديات، يتعين علينا أن نعود بقلوبنا إلى الله ونعتمد على رحمته divine. في سورة البقرة، الآية 286، يقول الله: "لا يكلف الله نفسًا إلا وسعها". هذه الآية تشير إلى أن كل تجربة نمر بها، مهما كانت صعبة، هي ضمن القدرة التي منحها الله لنا. وبالتالي، يمكننا فهم أن كل تحدٍ نواجهه يتطلب منا تحفيز قدراتنا والتوجه إلى الله للحصول على المعونة. إن الإيمان بقوة الله وقدرته على مساعدتنا ليس مجرد كلمات نرددها، بل هو أسلوب حياة يجب أن نتبعه. عندما نواجه صعوبات، هناك حاجة ملحة لتجديد إيماننا والبحث عن أسباب الاقتراب من الله. إن مواجهة الضغوط النفسية أو مشاعر اليأس يمكن أن تكون محفزًا لنا للتفكير في العلاقة التي تربطنا بخالقنا. وفي سورة الأنفال، الآية 61، يقول الله: "وإذا حييتهم بتحية فحيوا بأحسن منها". هذه الآية تحمل رسالة عميقة تعبر عن وجود الله معنا حتى في أصعب الأوقات. فحتى عندما نشعر بأن الله بعيد أو لا نستطيع رؤيته، فإنه يجب علينا أن نتذكر أنه بجانبنا في كل لحظة. فالإيمان بالله يجلب الطمأنينة والسكون داخل النفس، وهذا يساعد على تخفيف أعباء الحياة اليومية. الأصل في الإيمان هو توفير الأمل والتحفيز للتقدم في الحياة رغم الصعوبات. كما أن التجارب الصعبة يمكن أن تكون بمثابة طرق تؤدي إلى التغيير والنمو. إن الأشخاص الذين يتغلبون على التحديات هم أكثر عرضة لبناء شخصية أكثر قوة وثباتًا. فنحن بحاجة إلى أن نرى في الأوقات الصعبة فرصة للنمو والتطوير. إذن كيف يمكننا التغلب على مشاعر التخلي عن الله؟ أول خطوة يمكننا اتخاذها هي العودة إلى الصلاة والدعاء، حيث إن الصلاة تعتبر من أفضل وسائل التواصل مع الله. فعندما ندعو الله بإخلاص، نفتح قلوبنا لاستقبال رحمته، وندعوه أن يساعدنا في التغلب على مشاعر اليأس والغضب. ثانيًا، يجب أن نغذي عقولنا وقلوبنا بالمزيد من المعرفة الدينية. قراءة القرآن الكريم وفهم تدبر آياته يعزز من إيماننا ويمنحنا الثقة في رحمة الله وقدرته. ويمكننا أيضًا البحث عن هدي النبي محمد صلى الله عليه وسلم والاقتداء به في حياتنا اليومية. ثالثًا، من المهم أن نحيط أنفسنا بالبيئة الصحيحة. الروابط الاجتماعية الإيجابية مع الأصدقاء الذين يشاركوننا نفس القيم والإيمان تساعد في تعزيز عزيمتنا وتخفيف المشاعر السلبية. يجب علينا البحث عن المجتمعات التي تعزز من الإيمان وتشجع على الاقتراب من الله. وفي الختام، إن الشعور بالتخلي عن الله يمكن أن يكون تجربة طالما تحتاج للتسليم واللجوء إلى الله. يجب أن نستفيد من هذه المشاعر لإعادة تقييم حياتنا وتعزيز علاقتنا مع خالقنا. إن الله يعدنا بأنه معنا، ويجب علينا أن نستمر في السعي لبناء علاقة وثيقة معه وطلب مساعدته في جميع جوانب حياتنا.
في يوم من الأيام، شعر رجل بعذاب داخلي واشتكى لله من شعوره بالتخلي عنه. قرر زيارة مكان مقدس والصلاة هناك. في لحظة خاصة، شعر كما لو كانت كلماته تُسمع، وهدأ قلبه. أدرك أن الله كان دائمًا معه وأنه بحاجة إلى الاقتراب من الله لتجربة هذا السلام.