إن الشعور بالبعد عن الله ناتج عن الغفلة والخطيئة وصعوبات الحياة؛ من خلال ذكر الله، يمكن للمرء أن يشعر بالقرب منه مرة أخرى.
إن مشاعر البعد عن الله تعد من أبرز ما قد يواجهه الإنسان في حياته، وهذه المشاعر قد تنشأ لأسباب متعددة ذكرت في القرآن الكريم. فالله سبحانه وتعالى قد خلق الإنسان وجعله عرضة للتقلبات النفسية والعاطفية، وخير مثال على ذلك هو شعور البعد الذي قد يعاني منه البعض. في هذه المقالة، سنناقش بعض الأسباب الرئيسية التي تؤدي إلى هذا الشعور، وكيف يمكن التغلب عليه من خلال الاقتراب من الله سبحانه وتعالى والتعمق في ذكره. أحد الأسباب الرئيسية للشعور بالبعد عن الله هو الغفلة وعدم الانتباه لذكره. في سورة الرعد، الآية 28، يقول الله تعالى: "أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ". هذه الآية تعكس أهمية ذكر الله في حياة الإنسان، حيث إن ذكر الله يغذي الروح ويملأ القلب بالطمأنينة والسلام. ولكن عندما ينشغل الإنسان عن ذكر الله بسبب مشاغل الحياة اليومية، يبدأ الإحساس بالفراغ والبعد يتحكم فيه. ولا شك أن انشغال الإنسان بأمور الدنيا وعدم الالتفات إلى ذكر الله هو ما يزيد من هذا الشعور. علاوة على ذلك، عندما يخطئ الإنسان ويبتعد عن الطريق المستقيم، يتفاقم شعور الفراق والبعد. فقد ورد في سورة البقرة، الآية 174، انتقاد الله سبحانه وتعالى لأولئك الذين يعمدون إلى تغطية آياته ويمضلّون بشأن الحق والباطل. فتجاهل الحق والإصرار على الخطأ يؤدي بالضرورة إلى بُعد عن الله، لأن الإنسان هنا يرفض التوجّه إلى الحق ويختار الضلال. ومن هنا، كان من المهم أن يسعى الإنسان دوماً إلى معرفة الحق والالتزام به لتفادي هذا الشعور السلبي. والجدير بالذكر أن نقص الجدول الزمني المنتظم للعبادة وذكر الله أيضاً يعد عاملاً مهماً في هذا المجال. في سورة المدثر، الآية 7، جاء التأكيد من الله أن الإنسان يجب أن يسعى بكل قوته لأداء الواجبات؛ وهذا يشمل الواجبات الروحية والعبادات. فإذا كان يوم الإنسان مثقلاً بالهموم دون وجود وقت مخصص للعبادة، فإن ذلك يعكس نقصاً في العلاقة بالله، مما يظهر أثره في شعور الإنسان بالفراغ الروحي. بالإضافة إلى ما سبق، يمكن للعقبات والمحن التي يواجهها الإنسان في حياته أن تؤدي إلى شعور بالبعد عن الله. في سورة البقرة، الآية 155، يقول الله: "وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ ۗ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ". هذه الآية تبيّن أن الابتلاءات جزء من الحياة، وهي اختبار من الله، فمن خلال تلك الابتلاءات قد يشعر الإنسان بالوحدة والبعد عن الله. ولكن في الحقيقة، هذه اللحظات العصيبة هي فرصٌ للعودة إلى الله وطلب العون منه، حيث ينبغي على الإنسان في الأوقات الصعبة أن يتذكر الله ويتوجه إليه بالدعاء والذكر. إن الشعور بالبعد عن الله ليس إلا نتيجة للغفلة والخطيئة، وتحديات الحياة. ولكن الأمل دائماً موجود، فبالعودة إلى ذكر الله وتعزيز الإيمان، يمكن أن يتمكن الإنسان من الشعور بقرب الله مرة أخرى. لذا، يجب على كل إنسان أن يسعى جاهدا لتحقيق هذه القرب وتطوير العلاقة مع الله، وهذا يبدأ بالالتزام اليومي بذكره وتخصيص وقت للصلاة والتأمل في آياته. وفي النهاية، يمكننا أن نستنتج أن مشاعر البعد عن الله قد تكون نتيجة طبيعية للاحتكاك بالعالم الخارجي ومشاغل الحياة، لكن عبر التعمق في العبادة والذكر والتوجه إلى الله بالدعاء، يمكن تحويل هذا الشعور إلى شعور بالعزة والقوة. علينا أن نتذكر دائماً أن الله قريب من عباده، و"إنني قريب أجيب دعوة الداعي إذا دعان" كما ورد في القرآن. لذا، يجب أن نسعى للمحافظة على تلك العلاقة الحميمة مع الله، مما سيمكننا من تجاوز بصعوبة أي شعور بالبعد قد نتعرض له.
في يوم من الأيام، شعر رجل يدعى علي بالبعد عن الله. أدرك أنه مؤخرًا لم يهتم بالعبادة وذكر الله. قرر تخصيص ساعة كل يوم لتذكر الله. بعد عدة أيام، شعر بسعادة أكبر وقرب من الله. تعلم علي من هذه التجربة أن ذكر الله يمكن أن يهدئ القلب ويرفع الروح.