الوسوسة هي نتيجة الصراع بين الطبيعة البشرية والطاعة للأوامر الإلهية ، حيث يلعب الشيطان دورًا كبيرًا.
الوسوسة هي مجموعة من الأفكار أو المشاعر السلبية التي تهاجم عقل الإنسان، وتعتبر هذه الظاهرة شائعة بين الأفراد المتدينين. وقد تكون الوسوسة مدفوعة بالرغبات والأفكار الأنانية التي تنبع من الطبيعة البشرية. إن الكائن البشري بطبيعته عرضة للضعف، وهذا الضعف يمكن أن يجعله عرضة للمؤثرات الخارجية، وخاصة تلك المتعلقة بالوساوس التي قد تدفعه إلى الشك والانحراف عن الطريق المستقيم. في القرآن الكريم، يقوم الله عز وجل بتوجيه المؤمنين ويُذكرهم بأن الشيطان هو عدو ظاهر للإنسانية، فهو يسعى جاهدًا لإغراء المؤمنين لارتكاب المعاصي والخطايا من خلال الوساوس والإيحاءات. تدعو الآيات القرآنية المؤمنين إلى ضرورة الحذر من هذه الوساوس والإيحاءات الخبيثة. مثلاً، في سورة البقرة، آية 208، يقول الله تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُواتِ الشَّيْطَانِ; إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ." هنا، نجد دعوة واضحة للمؤمنين للانقياد إلى الله والالتزام بالتعاليم المقدسة والابتعاد عن طريق الفكر السلبي والوساوس. إن هذه الآية تؤكد أن الخضوع لأوامر الله واستحضار الإيمان هو السبيل الأقوى للتصدي لمشاعر الشك والوسوسة. علاوة على ذلك، نجد أن سورة الأنعام، آية 121، تشير إلى أن الشيطان له السيطرة على الذين لا يؤمنون، ويحثهم على الانحراف عن الطريق المستقيم. يقول الله تعالى: "وَلَا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ; وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوْحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ...". من خلال هذه الآية، نجد أن الله يشدد على أهمية الذكر، وأن عدم ذكر اسم الله هو سبيل للفسق والضلال. إن الوسوسة تعد نتيجة طبيعية للصراع داخل النفس البشرية بين الرغبات الدنيوية والطاعة للأوامر الإلهية. الشخص الذي يسعى للابتعاد عن هذه الوساوس ينبغي عليه أن يتوقع صراعاً داخلياً، حيث أن إبليس والشيطان يسعيان إلى التأثير عليه وتحقيق أهدافهما عن طريق إغوائه. وبناءً على ذلك، يجب على الأفراد المتدينين أن يكونوا حذرين وأن يتعرفوا على الوساوس عندما تظهر لهم. يحتاج الأفراد المتدينون إلى الاعتماد دائماً على الله عز وجل، والإيمان بأن الآيات القرآنية مليئة بالمغزى والتوجيه التي يمكن أن تساعدهم في التغلب على الوساوس. في سورة آل عمران، آية 175، يقول الله: "إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياءه، فلا تخشوهم واخشوني إن كنتم مؤمنين." هذه الآية تحث المؤمنين على الاستجابة للنداءات الإلهية وتجعلهم يشعرون بالأمان عند الاتكال على الله. فالإيمان الثابت بالله يمكنه أن يحرر القلب من الخوف والوساوس، وبالتالي يجلب السكينة إلى النفس. كما أن السير في طريق الله يتطلب من الأفراد الجهد والمثابرة في مواجهة الوساوس. إن مواجهة الوسوسة ليس أمراً سهلاً، ولكنه يتطلب الصبر والثبات. يجب علينا أن نتذكر دائماً أن الشيطان يهدف إلى التشكيك في إيماننا ودفعنا نحو الخطايا، ولكن بالإيمان واللجوء إلى الله وتنفيذ التعاليم الدينية بشكل صحيح، يمكن مواجهة هذه الوساوس. من الضروري أيضًا أن يكون للمجتمع دور في دعم الأفراد المتدينين في مواجهة الوساوس. يجب أن يكون المجتمع مكانًا يسوده الإيمان والدعم الروحي، حيث يمكن للناس أن يتبادلوا النصائح والخبرات في التعامل مع الوساوس. تعليم الأفراد كيفية التعرف على الوسوسة وكيفية التغلب عليها هو جزء مهم من بناء مجتمع قوي ومؤمن. في الختام، الوسوسة هي جزء من تجربة الحياة الإنسانية، وهي محنة يواجهها الكثيرون، ولكن بالإيمان والدعم والمثابرة والثقة بالله، يمكننا أن ننجح في التغلب على هذه التحديات. يجب أن نتذكر دائمًا أن الله هو الموجه والمرشد، وأن نصوصه الشريفة توفر لنا الإلهام والقوة اللازمة لمواجهة الوساوس. بالتالي، يجب أن نسعى دائماً للابتعاد عن الوسوسة ونتوجه نحو الله بالتوبة والتضرع، فهو سبحانه وتعالى القادر على تغيير القلوب وتنقية النفوس.
في يوم من الأيام ، كان عادل في وضع صعب مع الكثير من التجارب الصعبة التي تثقل قلبه. تذكر آيات القرآن التي كانت تدعوه دائمًا لتذكر الله والابتعاد عن الوسوسة. قرر عادل أن يتغلب على هذه الوسوسة بالإيمان. تذكر آية من سورة آل عمران التي تقول: "اتقوا الله" ، وهذه العبارة أعطته الأمل والقوة. من خلال التوكل على الله ، تمكن من التغلب على مشاكله والعثور على السلام في حياته.