يمكن أن ينبع الشعور بالنفور من الإيمان من صعوبات الحياة وضغوط اجتماعية ونقص في الصداقة مع الله.
في القرآن الكريم، يشير العديد من الأسباب المختلفة إلى لماذا قد يشعر بعض الناس بالنفور من الإيمان. يعتبر مسألة الإيمان من أهم القضايا التي تواجه الأفراد في حياتهم اليومية. يتضمن هذا الإيمان التوجهات الروحية والأخلاقية التي تشكل شخصية الإنسان وسلوكه. ومع ذلك، نجد أن بعض الناس قد يبتعدون عن هذا الإيمان لأسباب عدة، بعضها يعود إلى الصعوبات التي يواجهونها في حياتهم اليومية. من بين هذه الأسباب، يمكن أن تكون الاختبارات والمشاكل التي يواجهها الأفراد في حياتهم اليومية عائقًا أمام إيمانهم. قال الله تعالى في سورة آل عمران، الآية 186: "إننا سنختبركم بأموالكم وأنفسكم. وأبشر الصابرين." هذه الآية تظهر بوضوح أن الإيمان يتم اختباره في أوقات الشدائد. الاختبارات التي يمر بها الناس، سواء كانت مالية أو صحية أو عائلية، قد تشتت انتباههم عن الإيمان وتسبب لهم شعورًا بالنفور منه. إن بعض الأفراد يشعرون بأن الإيمان لا يوفر لهم الدعم الكافي خلال الأوقات الصعبة، مما يؤدي إلى فقدان الثقة في الله وفي دينه. وقد تشير الدراسات إلى أن الإنسان في أوقات الشدائد يبحث عن المساعدة والدعم، وإذا لم يجد ذلك في الإيمان، قد يتحول إلى مصادر أخرى، مما يسبب له النفور من الدين. علاوة على ذلك، نجد في سورة المائدة، الآية 54، قوله تعالى: "يا أيها الذين آمنوا، من يرتد منكم عن دينه - سيأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه..." هذه الآية توضح أن التراجع عن الإيمان يمكن أن يعني فقدان العلاقة مع الله. بالتالي، فإن الأسباب التي تؤدي إلى النفور من الإيمان قد تتضمن ضعف الإيمان نفسه، أو الانشغال بالمسائل الدنيوية التي قد تلهي الناس عن روحية الإيمان. كما أن الضغوط الاجتماعية والثقافية تلعب دورًا كبيرًا في هذه القضية. فالشخص الذي ينشأ في بيئة سلبية، أو مناهضة للدين، قد يجد من الصعب قبول الإيمان بسبب تأثير هذه البيئة. بمعنى آخر، إن العوامل الاجتماعية تلعب دورًا مباشرًا في تشكيل وعي الفرد وإيمانه. إضافة إلى ذلك، في عصرنا الحالي، نجد أن وسائل الإعلام الحديثة والضغوط الناتجة عن التواصل الاجتماعي يمكن أن تؤثر بشكل كبير على طريقة تفكير الأفراد. فالكثير من الناس يتعرضون لمحتويات سلبية تظهر الدين بصورة سلبية، مما يؤدي بدوره إلى تراجعهم عن الإيمان. إن رؤية الدين بشكل سلبي في بعض الأحيان قد تؤدي إلى النفور منه، خاصة في أوساط الشباب الذين يبحثون عن تحديد هويتهم. الاستسلام للضغوط الاجتماعية أو التأثيرات الثقافية يمكن أن يقود إلى التراجع عن القيم والمبادئ الدينية. وعلاوة على ذلك، إن بعض الأفراد يمكن أن يواجهوا عملية تحصيل العلم الديني بشكل سطحي، مما يجعلهم يشعرون بعدم الارتباط الشخصي مع دينهم. عندما لا يختبر الأفراد عمق الإيمان وفوائده الحقيقية، من الممكن أن يتجهوا نحو الشعور بالنفور. من الجدير بالذكر أن النفور من الإيمان لا يعني بالضرورة أن الإنسان يتخلى عن الدين بشكل كامل، بل يمكن أن يتجلى بشعور الشخص بالانفصال عن المعتقدات أو الشعور بالذنب بسبب عدم الالتزام. في هذه الحالة، يجب أن يتجه الأفراد إلى فهم أعمق لدينهم، والتفاعل مع مجتمعات متماسكة تعمل على تعزيز القيم الروحية. على سبيل المثال، التوجه إلى المجتمعات الدينية المساعدة يمكن أن يقدم الدعم للتغلب على الصعوبات. ثم إن تعزيز الوعي الشامل حول فوائد الإيمان والإيجابيات المرتبطة به يمكن أن تساعد الأفراد على تجاوز مشاعر النفور. نشر المعرفة الصحيحة حول الدين يمكن أن يسهم بشكل كبير في إعادة بناء الثقة في الإيمان. لذلك، يجب على المجتمع أن يعمل على تعزيز الوعي حول أهمية الإيمان في حياة الأفراد. في الختام، هناك العديد من العوامل التي قد تؤدي إلى نفور الأفراد من الإيمان، بما في ذلك الاختبارات الحياتية، الضغوط الاجتماعية والثقافية، وضعف الإيمان نفسه. ومع ذلك، يمكن التغلب على هذا النفور من خلال تعزيز الفهم الإيجابي للدين وتقديم الدعم للأفراد المنخرطين في مجتمعات دينية نشطة. إن الإيمان يحتاج إلى عمق ورعاية لتحقق السلام الداخلي والشعور بالانتماء. إن مواجهة هذه التحديات تتطلب جهدًا جماعيًا من مختلف فئات المجتمع لتعزيز قيم الإيمان وترسيخها في النفوس.
في يوم من الأيام ، كان هناك رجل يُدعى حميد كان يواجه العديد من التحديات في الحياة. لقد ابتعد عن الإيمان وملأته الشكوك. ومع ذلك ، في يوم من الأيام ، بينما كان يمشي إلى منزله ، عثر على القرآن وقرأ آياته ، ويدرك أن المحن هي جزء من اختبارات الله. من خلال العودة إلى الإيمان والسعي للاقتراب من الله ، شعر حميد بسلام أكبر وتمكن من التغلب على تحدياته.