الناس يفرون من ذكر الله بسبب الغفلة، والارتباطات الدنيوية، وخوفاً من المسؤوليات.
الكثير من الناس يفرون من ذكر الله لأسباب متنوعة ومعقدة. تعتبر هذه الظاهرة من الأمور التي تستحق الدراسة والتأمل، حيث إن العلاقة بين الإنسان وربه هي من أهم العلاقات التي يجب أن تكون في حياة الفرد. يمكن أن يكون أحد الأسباب الرئيسية لهذا الفِرار هو جهل الحقيقة عن الله وغفلة عن آياته. في العديد من الأحيان، يجد الإنسان نفسه بعيدًا عن ذكر الله بسبب انشغالات الحياة اليومية، مما يؤدي إلى غفلة كبيرة عن واجباته الدينية. يستشهد القرآن الكريم في هذا السياق بالعديد من الآيات التي تذكر الناس بضرورة التوجه إلى الله في كل الأحوال، وعدم الاقتصار على دعائه في أوقات الشدة فقط. في سورة يونس، الآية 23، يقول الله: "وَ إِذَا مَسَّ الإِنسَانَ ضُرٌّ دَعَانَا لِجَنبِهِ أَوْ قَاعِدًا أَوْ قَائِمًا فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُ ضُرَّهُ مَرَّ كَأَلَّمْ يَدْعُنَا إِلَى ضُرٍّ مَسَّهُ". تُظهر هذه الآية أن بعض الناس لا يتذكرون الله إلا عندما يواجهون المشاكل. في هذه اللحظات العصيبة، يلجؤون إلى الله ويتضرعون إليه، ولكن عند زوال المشكلة، يعودون إلى غفلتهم تمامًا وينسوا ذكر الله. سبب آخر يساهم في فرار الناس من ذكر الله هو تعلقاتهم الدنيوية. إن الاستغراق في حب المال والمكانة الاجتماعية قد يجعل الإنسان ينشغل عن عبادة ربه وذكره. في سورة آل عمران، الآية 14، يقول الله: "زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَ الْبَنِينَ وَ الْقَنَاطِيرُ الْمُقَنطَرَةُ مِنَ الذَّهَبِ وَ الْفِضَّةِ وَ الْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَ الْأَنْعَامِ وَ الْحَرْثِ ۚ ذَٰلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَ اللّٰهُ عِندَهُ حُسْنُ الْمَئَابِ". توضح هذه الآية بشكل جميل كيفية انشغال الرغبات الدنيوية عن الله، وتحذر من مغبة الاندماج في هذه الشهوات التي تقود إلى النسيان. علاوة على ذلك، يمكن أن يكون الخوف من عواقب الأوامر الإلهية أو عدم القدرة على قبول مسؤوليات الإيمان أيضًا من العوامل المساهمة في هذا الانفصال. في سورة المؤمنون، الآية 73، جاء: "يا أيها الذين آمنوا آمنوا بالله ورسوله وأنفقوا مما جعلكم خلفاءه". هذه الآية تشير إلى أن الإيمان ليس مجرد كلمات تُقال، بل هو عمل ونوايا صادقة يجب أن تتجسد في حياة الشخص. على الرغم من وجود عوامل كثيرة تدفع الناس بعيدًا عن ذكر الله، فإن الاتجاه المتزايد إلى التوبة والرجوع إلى الله يكون دائمًا موجودًا أيضًا. العديد من الناس يدركون في وقت ما، سواء كان في لحظات أزمة أو في شعور بالفراغ، ضرورة العودة إلى الله وذكره لتجديد إيمانهم وتعزيز علاقتهم به. في هذا السياق، يمكن أن يكون التوجه نحو العبادة والاستغفار من الأسباب التي تعيد الناس إلى طريق الحق. إن الاستمرار في ذكر الله وتلاوة القرآن وتفهم الآيات الإلهية وتطبيقها في الحياة اليومية يمكن أن يكون من أهم السبل لتحقيق السلام الداخلي والتوازن النفسي. ففي كل مرة يُقبل فيها العبد على ذكر ربه، يشعر بأنه قريب منه، ومن ثم يزداد إيمانه ويقل فراره من ذكره. أيضًا، يعتبر العلم والمعرفة عن الله أحد الوسائل الفعالة لإزالة الغفلة وعلاج الانفصال. فعندما يعرف الإنسان المزيد عن صفات الله وأسمائه الحسنى، وكيف أنه رحيم وواسع المغفرة، سيكون أكثر ميلًا للتوجه إليه والاستعانة به في حياته. من خلال هذه الملاحظات، نجد أن هناك أسبابًا متنوعة ومعقدة تساهم في فرار الناس من ذكر الله، ولكن هناك أيضًا دواءً لهذا الفرار. إن التقرب إلى الله وذكره في كل الأوقات، وخاصة في الأوقات الصعبة، يمكن أن يخلق علاقة أعمق وأكثر صدقًا بين الخالق والمخلوق. باسم الله، دعونا نتذكر أن ذكر الله هو مصدر السعادة والطمأنينة، وأنه يجلب النور إلى القلوب المظلمة، ويمنح الأمل في الأوقات العصيبة. إن الفرار من ذكر الله هو فرار من السعادة والسكينة، فعلينا أن نسعى جاهدين للعودة إلى طريق الحق، والتوجه إلى الله بكل إخلاص وإيمان.
في يوم من الأيام، وجد رجل نفسه يتأمل في الله في وقت متأخر من الليل. بعد تذكر التحديات في حياته، قرر أن يسعى لتعزيز ارتباطه بالله. بعد مرور بعض الوقت، شعر بسلام وسعادة أكبر، مدركًا أن الهروب من الله يؤدي فقط إلى المزيد من القلق والقلق. في النهاية، استنتج أن ذكر الله هو طريق إلى السلام والسعادة.