يمكن أن تنشأ مشاعر عدم الجدوى غالبًا من الابتعاد عن الله وغياب الاتصال بالهدف الحقيقي للحياة.
تعتبر مشاعر عدم الجدوى من المواضيع المهمة التي قد يواجهها الكثير من الناس في حياتهم. هذه المشاعر تنشأ لعدة أسباب، وقد تكون مرتبطة بالابتعاد عن الإيمان والعلاقة مع الله، حيث يعاني الأشخاص الذين يبتعدون عن الحقائق الإلهية من مزيد من الصعوبة في إيجاد معنى لحياتهم. يتناول القرآن الكريم هذا الموضوع بشكل عميق ويقدم لنا إشارات واضحة عن أهمية الإيمان في شعورنا بالجدوى. في سورة الزمر، تقول الآية 36: 'أَمَّنْ هَدَاهُ اللَّهُ فَهُوَ عَلَى هُدًى كَمَنْ أَضَلَّهُ اللَّهُ؟'، حيث توضح هذه الآية أن الحصول على الهداية الإلهية يمكن أن يمنح الحياة معنى أكبر. والإنسان الذي يسير على الصراط المستقيم ويستمد إيمانه من الله، يشعر بالامتلاء والاطمئنان الداخلي، على عكس من انحرف عن الطريق المستقيم. الآية الكريمة في سورة البقرة، آية 155، تؤكد أن الحياة مليئة بالتحديات والاختبارات التي تهدف إلى اختبار إيماننا: 'وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ...'، مما يغرس فينا فكرة أن هذه التحديات ليست سوى وسيلة لتذكيرنا بالله وتوجيهنا نحو العودة إليه في أوقات الضيق. فعندما نواجه الأزمات، يجب علينا أن نتذكر أن الله هو الحاضر دائمًا وأنه يقف إلى جانبنا في كل لحظة من حياتنا. وعن أهمية التعلم والنمو من التجارب التي نمر بها، يقول الله في سورة الانشراح، آية 17: 'إن الدروس التي نتعلمها في الحياة ستدفعنا دائمًا نحو النمو والتقدم، ولا مكان لليأس في قلب المؤمن.' هذه العبارة تعدّ واحدة من أهم الأسس التي تجعل من الصعب على المؤمن أن يستسلم لمشاعر عدم الجدوى. فكل تجربة، سواء كانت إيجابية أو سلبية، تحمل في طياتها دروسًا قيمة تدفعنا نحو تحقيق الأهداف والرؤية الصحيحة للحياة. هناك العديد من الأسباب التي قد تؤدي إلى هذه المشاعر، مثل فقدان الأمل، أو الكآبة، أو مشاعر الفشل الشخصي. وقد يشعر البعض بأنهم غير قادرين على تحقيق أحلامهم أو أنه لا يوجد معنى حقيقي لما يقومون به في حياتهم اليومية. هذا الشعور يمكن أن يكون نتيجة لضغوط الحياة المتزايدة، أو فقدان العلاقات الاجتماعية، أو البدء في التأمل في مسألة الموت والغاية من الحياة. في مثل هذه الأوقات، من المهم العودة إلى الإيمان بالله والتفكر في تعاليم الدين. الصلاة، والذكر، وقراءة القرآن يمكن أن تكون وسائل فعّالة للتغلب على هذه المشاعر السلبية. فحضور الله في حياتنا يعطيها معنى وهدفًا؛ فكل خطوة نخطوها نحو الله تبعدنا عن مشاعر اليأس والقلق. كذلك، من الضروري على الفرد أن يتعامل مع هذه المشاعر بطريقة إيجابية. فبدلاً من أن يشغل تفكيره بالشعور بعدم الجدوى، يمكنه أن يفكر في كيفية تحسين نفسه ومواجهة التحديات التي تعترضه بشكل أفضل. يمكن أن يكون البحث عن معاني جديدة في الحياة، مثل النجاح المهني، أو الريادة، أو العمل التطوعي، مجالات لتعزيز الإحساس بالقيمة والجدوى. على الجانب الآخر، يجب أن تكون لدينا نظرة شاملة للحياة. فالتحديات التي نواجهها في حياتنا ليست سوى جزء من الرحلة. فالحياة مليئة بالتقلبات، وكل لحظة من السعادة والألم تساهم في تشكيل شخصيتنا وتطويرنا. هذا هو ما يُسمى بالنمو من خلال التجربة. فلا تعتبروا التحديات مؤشرات على الفشل، بل فرص للتعلم والنمو. في النهاية، يمكن أن تكون مشاعر عدم الجدوى علامة على الابتعاد عن الحقائق والأخلاق. ولكن تذكّروا أن الإيمان بالله وطلب المساعدة منه هو مفتاح تجاوزه. كما يعزز الإيمان الشعور بالارتباط والهدف ويجلب السعادة حتى في أصعب اللحظات. لنجعل من الإيمان إطارًا يقودنا نحو تحقيق المعنى الحقيقي للحياة، ونتذكر أن الحياة نفسها هي اختبار يحمل في طياته العديد من الدروس والعبر. فلنحرص على أن تكون قلوبنا مليئة بالأمل والإيمان، ولنسمح لأنفسنا بالتقدم والنمو في جميع جوانب حياتنا.
في يوم من الأيام ، كانت مريم غارقة في صعوبات حياتها وشعرت بعدم الجدوى. قررت أن تتذكر الله وتصلي في قلبها. بعد فترة ، شعرت بالسلام في قلبها وأدركت أن المشكلات كانت مجرد مرحلة في الحياة وساعدتها على الاقتراب من الله.