لماذا نشعر أحيانًا أن الله قد نُسينا؟

شعور بأننا نُسينا من الله ينشأ من غياب الذكر والوعي به. تذكر الله والدعاء في الأوقات الصعبة يجلب السلام ويقوي صلتنا به.

إجابة القرآن

لماذا نشعر أحيانًا أن الله قد نُسينا؟

في عالم مليء بالتحديات والصعوبات، يعاني الكثير من الأفراد من مشاعر الوحدة والإهمال في أوقات مختلفة من حياتهم. هذا الشعور، الذي قد يكون مثقلًا بالألم، يتطلب منا أن نراجع أنفسنا ونتواصل مع الخالق بصيرورة أعمق. إذ أن البشرية تسعى دوما للبحث عن الأمان والسكينة، ويتعاظم ذلك البحث في أوقات الأزمات. لذا فإن التواصل مع الله تعالى وطاعته، والابتعاد عن الشكوك، يشكلان عناصر حيوية لتحقيق الاستقرار النفسي والعاطفي. يقول الله تعالى في كتابه العزيز "فاذكروني أذكركم" [البقرة: 152]. تشير هذه الآية المباركة إلى أهمية ذكر الله والاتصال به بشكل مستمر. لا ينبغي أن يقتصر ذكر الله على الأوقات السعيدة، بل يجب أن يكون جزءًا من حياتنا اليومية، خاصةً عندما نشعر بأننا في أضعف حالاتنا. إن ذكر الله يمنحنا شعورًا بالأمان، ويعيد الأمل إلى قلوبنا، ويعزز من مقدرتنا على مواجهة التحديات. تأمل في قصة مريم وعيسى (عليهما السلام) في سورة مريم، التي تعكس وسائل العناية الإلهية حتى في أوقات الأزمات. فقد واجهت مريم تحديات كبيرة، ومع ذلك، كانت تتلقى الدعم والرعاية من الله. إذًا، فإن الدروس المستفادة من هذه القصة تعلمنا كيفية التعامل مع الصراعات بانفتاح وإيمان. فإذا نظرنا إلى الصعوبات من منظور روحي، بإمكاننا تعديل مفهومنا للألم والابتلاء وتحويلها إلى تجارب غنية تعمق إيماننا. عندما نمر بمواقف صعبة، نجد أنفسنا أحيانًا نبتعد عن ذكر الله. ربما يكون ذلك بشكل واعٍ أو غير واعٍ. فمشاغل الحياة اليومية قد تجعلنا نشعر وكأننا بعيدان عن رحمة الخالق. لكن الحقيقة التي يجب أن نتذكرها هي أن الله دائم القرب منا، دائمًا متمركز حولنا كحضن دافئ يمكننا اللجوء إليه في وقت الضعف. في الأوقات التي نشعر فيها بالوحدة أو الفقد، يجب أن نستشعر أهمية التأمل والذكر. يمكن أن يكون ذكر الله حيًا من خلال تلاوة القرآن، الصلاة، الدعاء، أو التسبيح. كل هذه الأفعال تعيد لنا الروح وتعيد بناء العلاقة بيننا وبين الله. إن الأعمال الإيمانية تعزز من إيماننا، وتربطنا بخالقنا، وتذكرنا بأننا لسنا وحدنا في هذا العالم. إن الارتباط بالله وتقوية الإيمان به يشكلان دعائم قوية لمواجهة الأزمات. فالكثير من الناس يواجهون مشاعر الحزن والقلق، ولكن بالإيمان والدعاء، يمكننا أن نجد الضوء في نهاية النفق. "إن مع العسر يسرا" [الشرح: 6] تقدم لنا رسالة قوية تشير إلى أن كل شدة تحمل في طياتها الفرج. وهذا يؤكد أن الإيمان لا يكتمل إلا عندما نكون على دراية بقدرة الله وكرمه. ذكر الله ليس مجرد كلمات تقال، بل هو طريقة لحياة متوازنة ومليئة بالسكينة. إن القرب من الله يمكن أن يغير نظرتنا للعالم ويمنحنا الشجاعة لمواجهة التحديات. كلما زاد تواصلنا مع الله، كلما زادت قدرتنا على تحمل الأزمات، وتواترت العزيمة والأمل في قلوبنا. إلى جانب هذا الارتباط الروحي، نحن أيضًا محاطون بأحبابنا وأصدقائنا الذين يمتلكون دورًا كبيرًا في مساعدتنا خلال الأوقات الصعبة. إن وجودهم بجانبنا هو تجسيد لرعاية الله ورحمته. فالدعم المعنوي الذي نتلقاه من الآخرين يساعد في تسهيل عبورنا للأوقات القاسية. فليست المساعدة دائمًا مادية، بل إن الكلمة الطيبة والاهتمام الصادق يمكن أن يحدثا فرقًا كبيرًا. في نهاية المطاف، ينبغي علينا أن ندرك أننا نملك أداة قوية يجب أن نستخدمها في الأوقات الصعبة، وهي ذكر الله. علينا تعزيز الاتصال بالخالق والاعتراف بأهميته في كل لحظة من لحظات حياتنا. فكلما اقتربنا من الله، كلما أعدنا بناء الثقة في أنفسنا وفي قدرته العظيمة. علينا أن نثق بأن الله لا ينسى عباده، وأنه دائمًا بجوارنا، يشهد علينا ويسمعنا. في الأوقات التي قد نشعر فيها بأننا منسيون، لنستدعي ذكر الله ونستشعر رحمته وسلامه الداخلي. إن الإيمان والعمل الصالح الخطوات الضرورية التي تقودنا إلى الله وتدعمنا في مواجهة كل تحدٍ نتعرض له.

الآيات ذات الصلة

قصة قصيرة

كان هناك رجل يدعى علي شعر بالوحدة وسط مصاعب حياته. قرر أن يتذكر الله ويدعوه كل يوم من داخله. تدريجياً ، وجد سلامًا عميقًا في قلبه وأدرك أن الله كان دائمًا قريبًا منه. جعلته هذه المشاعر لا يشعر بالوحدة مرة أخرى.

الأسئلة ذات الصلة