لماذا لا يمنحنا الله أحيانًا ما نرغب فيه؟

الله أحيانًا يمنع الأشياء لاختبار إيماننا وصبرنا، وما نرغب فيه قد لا يكون مفيدًا لنا.

إجابة القرآن

لماذا لا يمنحنا الله أحيانًا ما نرغب فيه؟

في القرآن الكريم، نجد الكثير من المفاهيم الغنية والدروس العميقة التي يمكن أن تساعدنا على فهم سبب عدم منح الله لنا في بعض الأحيان الأشياء التي نرغب بها. إن هذه المسألة ليست مجرد مسألة طلب ورغبة، بل تتعلق بعلاقة أعمق بين العبد وربه، وفهم مقاصد الله وحكمته في الحياة. ولذلك، سنستعرض في هذا المقال بعض الآيات التي تتناول هذا الموضوع، وسنحلل بعض الأسباب التي تجعل الله سبحانه وتعالى قد يختار عدم منحنا ما نريد. أولاً، علينا أن نفهم أن الله سبحانه وتعالى هو الرحمن الرحيم، وأن رحمته ومحبته تتجاوز جميع طلباتنا ورغباتنا. فقد جاء في القرآن في سورة البقرة، الآيات 155-157، يقول الله تعالى: 'وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ ۗ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ'. هذه الآية تشير إلى أن الله سبحانه وتعالى قد يختبرنا في مجالات مختلفة، تشمل الخوف والجوع ونقص الأموال. فالصعوبات والابتلاءات هي جزء من الحياة، وكثيرًا ما تسهم في تكوين شخصيتنا وتقوية إيماننا. ومن هنا يمكن القول إن أحد الأسباب التي قد تجعل الله ينكر بعض الأشياء هو اختبارنا وتجربتنا. فالله يريد منا أن نثبت في إيماننا ونصبر أمام التحديات. وعندما نكون في حالة من الضيق أو الألم، يمتحننا الله حتى نعرف مقدار إيماننا وقوة صبرنا. فالصبر هو علامة من علامات الإيمان، وهو من الصفات المحمودة التي يجب على المسلم أن يتحلى بها في جميع مناحي حياته. على سبيل المثال، قد يرغب شخص ما في تحقيق شيء معين، ولكن حين يتحقق له الأمر قد يكتشف أنه لم يكن في صالحه. وهذا ما أشار إليه الله سبحانه وتعالى في سورة المائدة، الآية 101، حيث قال: 'يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِن تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ...'. هذه الآية تذكرنا بضرورة التحفظ في طلب الأشياء، فبعض الطلبات التي نراها جيدة قد تحمل في طياتها عواقب سلبية لا ندركها. إلى جانب ذلك، يجب أن نعلم أن مشيئة الله وحكمته تتجاوز فهمنا. فلدى الله علم واسع يعرف به ما هو نافع لنا وما هو ضار، وما قد لا ندركه نحن كبشر. لذلك، فإن تأخيرات طلباتنا أو منعها قد يكون له الحكمة الكبرى في كثير من الأحيان. المهم هو أن نُسلم لأمر الله وندرك أنه يعلم ما هو الأفضل لنا في كل الأوقات. فلنأخذ على سبيل المثال قصة نبي الله يوسف، الذي تعرض للسجن ظلمًا، ولكنه في النهاية خرج ليصبح عزيز مصر وحقق أهدافه بفضل حكمة الله. قد تأتي الأمور في وقت لاحق لتحقيق الخير والمصلحة. فعندما نتأمل في الأمور من منظور زمني أوسع، قد نجد أن الأمور التي كنا نرغب فيها في وقت معين قد تكون غير مناسبة لنا في ذلك الوقت، ولكن في وقت لاحق قد يأتي الخير الذي هو من وراء تلك التأخيرات. أيضًا، يمكننا أن ننظر إلى مواقفنا اليومية حيث ننظر إلى بعض النعم والبركات على أنها صغيرة أو غير مهمة، بينما هي تعكس رحمة الله وفضله علينا. ففي بعض الأحيان، قد نركز على ما ينقصنا ونتجاهل النعم العديدة التي نحن فيها. إن الشكر هو مفتاح الفرج، وعندما نشكر الله على ما لدينا، قد يحدث تغيير جذري في حياتنا. في النهاية، يكون حديثنا حول مفهوم "لماذا لا يمنحنا الله ما نريد" حديثًا متشعبًا. إن الأمر يتعلق بفهمنا لحكمة الله ورحمته. نحن نعيش في عالم يتمتع بالحرية الفعلية، ولكن في هذه الحرية توجد مشيئة الله التي تسير كل شيء. إن الرضا بقضاء الله، سواء في منحنا ما نريد أم في عدم منحنا، هو جزء من إيماننا وثقتنا به. لذلك يلزم علينا دائمًا السعي للتقرب إلى الله بالدعاء والطاعة، مع العلم بأن ما يقرره لنا قد يكون هو الخير المطلق. لنتعلم كيف نصبر على الأقدار، ولنؤمن بقدرة الله على تغيير الأحوال، ودائمًا نذكر أنفسنا أن كل شيء يسير وفق حكمة عظيمة يعرفها الله وحده. وفي ختام هذا المقال، فإن لیس هناك أسمى من أن نكون عبادًا صابرين، صادقين في إيماننا، وموحدين في الطاعة لله سبحانه وتعالى. لنقم دائمًا بالجعل في قلوبنا الرغبة في قبول ما قسمه الله لنا، ولنجعل من حياتنا نموذجًا للتفاؤل والأمل، مستندين على إيمان قوي بالله ورحمته.

الآيات ذات الصلة

قصة قصيرة

في يوم من الأيام، دعا عادل إلى الله، طالبًا منه أن يحقق أمنياته. بعد مرور بعض الوقت وإدراكه أن طلباته لم تُلبَّ، شعر بالإحباط. ومع ذلك، عند تأملاته في آيات القرآن، فهم أن الله يعمل لمصلحته، وأن الأمنيات غير المحققة قد تكون لصالحه. قرر أن يكون صبورًا وأن يثق في الله.

الأسئلة ذات الصلة