نعم ، يمكن أن يكون الإنسان وسيلة لتوجيه الآخرين وهذه واحدة من مسؤولياته.
نعم، إن الإنسان يمكن أن يكون وسيلة فعالة لتوجيه الآخرين نحو الخير والحق. فالتوجيه والهداية من أهم مسؤوليات المسلمين، وقد تناول القرآن الكريم هذا الموضوع في عدة آيات تشير بأهمية دور المسلم في إرشاد الآخرين. فالسير على طريق الهداية ليس مجرد اختيار بل هو واجب إيمان يتطلب من كل مؤمن أن يعمل على نشر الخير والمبادئ الإسلامية في المجتمع. في سورة آل عمران، الآية 104، نجد دعوة واضحة من الله للمؤمنين: "وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ ۖ وَأُولَـٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ". توضح هذه الآية أن هناك واجباً جماعياً على المسلمين لكي يعملوا معاً من أجل نشر الخير والعطاء. إن واجب الدعوة إلى الخير ليس مقتصراً على بعض الناس، بل يشارك فيه الجميع بشكل أو بآخر. فكل مسلم يمكن أن يكون له دور في توجيه الآخرين، سواء كان ذلك من خلال الكلام، الفعل، أو حتى من خلال القدوة. وفي سورة المائدة، الآية 67، نجد توجيهاً مباشراً للنبي محمد (صلى الله عليه وسلم): "يَا أَيُّهَا الْرَّسُولُ بَلِّغ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ ۖ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ". هنا نجد أن مسؤولية التوجيه والهداية ليست خاصة بالنبي (ص) فحسب، ولكنها تمتد أيضًا إلى جميع المؤمنين. وبالتالي، يجب على كل فرد أن يتحمل عبء توصيل حقائق الدين وتعاليمه إلى الآخرين. إن الهداية والتوجيه ليسا مهمة سهلة، إذ يتطلب الأمر صبراً ومرونة وفهمًا عميقًا للناس وأوضاعهم. ففي بعض الأحيان، قد يواجه المسلمون تحديات عند محاولة تصحيح ما هو خطأ أو نقل الرسالة الدينية. لذا يصبح من الضروري أن يتمتعوا بأسلوب لطيف ومحترم في التوجيه، مما يعكس مبادئ الإسلام الحقيقية. وفي سبيل تحقيق ذلك، يمكن أن يساهم الأفراد في نشر المعرفة عن الدين من خلال التعلم والبحث الجاد، حتى يتمكنوا من نقل المعلومات الصحيحة للآخرين. ويجب أن يتم التركيز على تعليم الناس المبادئ الأساسية للدين الإسلامي، مثل العدل، والرحمة، والمحبة، والتسامح. فتعلم هذه القيم وتطبيقها في الحياة اليومية يسهم في تغيير المجتمعات نحو الأفضل. علاوة على ذلك، نرى أن الهداية عمل يتطلب إخلاص النية وتوجه القلب إلى الله. إذ إن التوجيه لا يأتي من الإنسان بمفرده، بل هو نتيجة لمساعدة الله وإرادته. يقول الله تعالى في كتابه الكريم: "إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّـهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ" (القصص: 56). هنا نشاهد أن الهداية هي أمر إلهي، وأن القلب الذي ينجذب نحو الخير والهداية هو من فضل الله القادر. لذلك، يجب علينا أن نتوجه دائماً بالدعاء إلى الله لطلب الهداية لأنفسنا وللآخرين. إن للأعمال الصالحة دورها في توجيه الآخرين، حيث أن أفعال الناس أبلغ من أقوالهم. فالتصرفات الطيبة والنية الصافية يمكن أن تؤثر بشكل كبير في من حولنا. لذلك، يجب أن نسعى جميعاً لتحقيق سلوكيات إيجابية تعكس تعاليم الإسلام، حتى نكون قدوة حسنة للآخرين. فكل واحد منا يمكن أن يكون سفيراً للإسلام من خلال أعماله. إن بناء مجتمع يكون فيه التعاون على البر والتقوى هو أساس الحضارة الإسلامية. فإذا اجتمع المسلمون على الخير، وأرشدوا بعضهم بعضاً، سيتحقق ذلك التوجيه المنشود. وهذا يعتمد على تفهم المسلمين لواجباتهم ومهامهم في نشر الخير والإيجابية. إن الهداية ليست شيئاً محدوداً بفترة زمنية، بل هي رحلة مستمرة تتطلب مجهوداً دائماً. لذلك، ينبغي لمن يقومون بتوجيه الآخرين أن يتحلوا بالصبر والإصرار، وأن يتقبلوا النقد والإصلاح كجزء من العملية. وقد نجد في سيرة النبي (صلى الله عليه وسلم) الكثير من الأمثلة على كيفية التعامل مع الأفراد ورفع مستواهم الإيماني. خلاصة القول، إن توجيه الآخرين هو مسؤولية عظيمة وقيمة نبيلة في الإسلام. يجب أن يسعى كل مسلم ليكون شعلة منارة تنير دروب الآخرين، وأن يتذكر دائماً أن هذه المهمة ليست فقط واجباً بل هي تجسيد للإيمان وعمل صالح يُقدم في سبيل الله. وفي النهاية، علينا أن نعتقد بأن الهداية هي بيد الله، وعلينا فقط أن نبذل قصارى جهدنا لتكن لدينا النية الصادقة والعمل الصالح في هذا السبيل.
في يوم من الأيام ، اقترب شاب يدعى إحسان من معلم كبير في الإسلام وسأله: "كيف يمكنني مساعدة الآخرين في الهداية؟" أجاب المعلم: "من خلال الأعمال الصالحة وتعليم الحقائق الدينية ، يمكنك تحقيق الخير وإرشاد الآخرين. الخطوة الأولى هي أن تسير في الطريق الصحيح بنفسك ، ثم من خلال طرح الأسئلة وتوجيه أصدقائك يمكنك قيادتهم نحو الخير." تأثر إحسان وقرر مساعدة الآخرين من خلال أن يكون قدوة.