محبة الله موجودة دائمًا ، لكن الذنوب قد تخلق بُعدًا عن رحمته.
إن محبة الله من أعظم النعم التي أنعم بها علينا في هذه الحياة. فمحبة الله تعتبر بمثابة النور الذي ينير دروبنا ويساعدنا على تجاوز التحديات والصعوبات التي نواجهها. وقد وردت العديد من الآيات القرآنية التي تتحدث عن محبة الله وسبل الحصول عليها، مما يجعلنا نتأمل في معنى تلك المحبة وكيفية التأكد من أننا نتمتع بها. في البداية، يجب أن نفهم أن محبة الله ليست مرتبطة فقط بأفعال معينة، بل هي نتيجة لإيماننا العميق وعلاقتنا به. فالإيمان هو الأساس الذي يبنى عليه كل شيء. لذلك، نجد في القرآن الكريم أن الله سبحانه وتعالى يربط محبته لعباده بالإيمان. كما ورد في سورة البقرة الآية 165: "وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللَّهِ أَندَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ". من خلال هذه الآية، يتضح أن محبة الله يجب أن تتفوق على أي حب آخر، وأنه لا ينبغي لأحد أن يضع ولاءه وحبه لأحد سواه. ومع ذلك، ليس كل شيء ميؤوس منه. فالله رحيم وغفور، ويعلم ماذا يجري في قلوب عباده. ذنوبنا، رغم أنها قد تسبب لنا شعورًا بالبعد عن رحمة الله، إلا أن القرآن يشدد على أهمية التوبة والرجوع إليه. فالتوبة ليست فقط مجرد كلمات تقال، بل هي فعل ينبع من القلب يرتبط بالندم الحقيقي على الأفعال السابقة. يقول الله في سورة الزمر، الآية 53: "قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنْتُمْ اتَّقُوا رَبَّكُمْ ۖ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ ۖ وَأَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةٌ ۖ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ". هذه الآية تذكرنا بأن الله ينتظر منا نية صادقة وعزيمة على الإصلاح. فهو يفتح لنا أبواب رحمته مهما طالت بنا السنين. علاوة على ذلك، يبين القرآن الكريم أن الذنوب لا تُلغي محبة الله، بل تخلق حاجزًا بين العبد وربه. فإذا تمكن الشخص من التغلب على تلك الحواجز عن طريق التوبة النشاط والإصلاح، فإن محبة الله ستظل هناك، تنتظره من جديد. إذًا، بالله الذي لطالما غفر لعباده، فإن محبته ليست كالأشياء الآنية التي تتبخر، بل هي مصدر دائم يدعو الإنسان للعودة والتوبة. إن المحبة الإلهية تتطلب منا عملًا وشعورًا تجاه الآخرين، وعدم الوقوع في المعاصي. فهي محبة لا تُقارن بأي شيء آخر. على المبتغي أن يدرك أن الله يراقبه، ويعرف ما في نفسه. لذلك، يجب أن نكون حذرين في تعاملنا وأفعالنا، لأن المحبة تأتي بالعمل والإيمان والخوف من الله. لا يخفى علينا أن المحبة قد تتجلى في أمور حياتنا اليومية. فالله يدعو إلى الطاعة والإحسان وطلب المغفرة. في ساعات الصباح الأولى، عندما نتجه إلى أعمالنا، يجب أن نتوجه إلى الله بالدعاء والطلب. وعندما نضع خططنا اليومية، ينبغي أن نتذكر أن محبة الله تتطلب منا الالتزام بالأخلاقيات والقيم الحميدة. من المواضيع المهمة أيضًا هو أن محبة الله تعكس في تعاملاتنا مع الآخرين. فالمؤمن الحق هو الذي يُظهر حبًا ورعايةً لمن حوله، ويعمل على نشر الخير في العالم. فالتعامل الحسن مع الآخرين هو دليل واضح على محبة الله في القلب. وكما يُقال: "من لا يُحب في الله، لا يُحب الله فيه". ختاماً، إن فهم علاقة الإنسان مع الله ومع مفهوم المحبة الإلهية يحتاج إلى تأمل عميق. فنحن دائمًا في حاجة إلى العودة إلى الله، وإلى تذكير أنفسنا بأن محبة الله ليست بعيدة عن متناول يدنا. فبمجرد أن نأتي بقلوبنا وتوبتنا الصادقة، نجد رحمة الله تستقبلنا وتعيدنا إلى طريق الحق. لذا، لا تفقد الأمل، فباب التوبة مفتوح دائمًا، ومحبته باقية وثابتة.فالتوبة الصادقة والعمل على تحسين النفس هو السبيل لبقاء علاقة متميزة مع الله، ومحبة يدوم أثرها في قلوبنا.
في يوم من الأيام ، شعر رجل يُدعى أحمد بالندم على ذنوبه وسعى للعثور على طريق للخلاص. قرر الذهاب إلى المسجد والصلاة هناك. عندما كان في سجوده ، شعر أن محبة الله ورحمته أقرب إليه. بعد ذلك ،بدأ أحمد حياة جديدة بتوبة صادقة وأدرك أنه بالإيمان الحقيقي ومحبة الله يمكن تعويض الذنوب.