يتناول القرآن القدر ويؤكد أن الحياة تتشكل وفقًا لمعرفه الله وإرادته.
تناول القرآن الكريم موضوع القدر والقضاء، وهو مفهوم عميق ومعقد في الإسلام. إن القدر يعني أن كل ما يحدث في حياتنا، سواء كان خيرًا أو شرًا، هو مقدر من قبل الله سبحانه وتعالى. يتجلى هذا المفهوم بشكل واضح في آيات متعددة من القرآن، حيث تؤكد على علم الله المسبق بكل شيء. فالقدر هو إرادة الله، بينما القضاء هو تطبيق هذه الإرادة. بمعنى آخر، القدر هو ما كتبه الله علينا، والقضاء هو ما يحدث في واقعنا. إحدى الآيات المعروفة التي تتناول موضوع القدر والقضاء هي الآية 22 من سورة الحديد: "ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها". في هذه الآية، تتضح لنا حقيقة أن كل الأحداث التي نمر بها، بغض النظر عن طبيعتها، قد كُتبت مسبقًا في لوح محفوظ. إن هذه الفكرة تعكس كيف أن حياة الإنسان ليست عشوائية، بل هي مدبرة من قبل خالق عظيم يعرف ما هو أفضل لنا. وبالإضافة إلى ذلك، تأتي الآية 59 من سورة الأنعام لتشير إلى أن "وعنده مفاتيح الغيب لا يعلمها إلا هو". هذه الآية تذكرنا بأن الله وحده يعلم ما يخفى عنا وكيف تسير الأمور في المستقبل. لذا، فإن فهم القدر والقضاء يدعونا إلى التواضع والاعتراف بأننا، كبشر، لا نستطيع إدراك كل شيء، وأن هناك أمورًا تظل خارج نطاق فهمنا. إن الإيمان بأن كل شيء في الحياة هو تحت سيطرة الله يمنحنا شعورًا بالراحة والأمان. يتعزز مفهوم القدر والقضاء في الفكر الإسلامي من خلال العديد من الأحاديث النبوية. فعن ابن عباس رضي الله عنه قال: "إن الله قد كتب مقادير الخلائق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة". هذه المقولة توضح لك كيف أن فكرة القدر مرتبطة بشكل وثيق بإيمان المسلمين بسبق علم الله بكل شيء. ليس فقط الأحداث الكبرى، بل حتى التفاصيل الصغيرة في حياتنا تعتبر جزءًا من هذا القدر. إن الإيمان بالقدر والقضاء يتطلب منا، كمسلمين، الصبر والرضا. فعندما نواجه صعوبات أو مصائب، يجب أن نتذكر أنها ليست عقوبات من الله، بل هي اختبارات ليقين إيماننا وقوة صبرنا. يقول الله تعالى في سورة البقرة: "وأما الذين صبروا فيكون لهم أجر غير محسوب". إن الصبر والثقة في إرادة الله هو ما يعزز من قدرتنا على مواجهة التحديات. إن الحياة مليئة بالتحديات والمصاعب، وقد تكون بعض هذه التحديات قاسية وصعبة. ومع ذلك، يذكرنا القرآن بأن هذه الاختبارات ليست عبثية، بل جزء من خطة الله لنا وقد تؤدي إلى نتائج إيجابية في النهاية. وفقًا للقرآن، فإن تحقيق الصبر والإيمان يساعدنا على استجماع قلوبنا ومواجهة المحن. كما أن الإيمان بالقدر يعزز من قدراتنا النفسية والاجتماعية. كما أوضحنا، القدر هو جزء من الإيمان بالغيب، وهو أحد أركان الإيمان الستة في الإسلام. نستطيع القول بأن إدراكنا لمفهوم القدر والقضاء ينعكس على سلوكنا وأخلاقنا. فعندما نؤمن أن كل شيء بيد الله، نكون أقل قلقًا حيال ما قد يحدث في المستقبل، وأكثر تركيزًا على العمل بجد وطلب الخير. إيماننا بأن الله هو المدبر للأحداث هو ما يحررنا من مشاعر اليأس والقلق. يجب علينا أن نعتقد أن ما يحدث يكون لصالحنا، حتى في الأوقات الصعبة. إن التصديق بأن الله يخطط لأفضل لنا يساعد على إشاعة السكينة والطمأنينة في قلوبنا. في الختام، يعد فهم مفهوم القدر والقضاء من الأمراء المهمة في حياة المسلم. إنه علم يحمل في طياته العبر والدروس القيمة. إن الإيمان بأن الله هو الحاكم المطلق لكل شيء يجب أن يدفعنا إلى تعزيز ثقتنا في الله، ويدعونا للأخلاق الفاضلة، والصبر في فترة الشدة. إن ما نمر به من اختبارات ومصاعب قد يبدو صعبًا في البداية، لكن بالإيمان القوي والرجاء، يمكننا تجاوزها نحو مستقبل أفضل بإذن الله. ولذا، يجب علينا أن نكون دائمًا ممتنين لما كتبه الله لنا، ومتأكدين من أن لديه الحكمة والقدرة لجعل حياتنا مفعمة بالخير. وهذا هو جوهر إيماننا ومعتقداتنا الدينية.
في يوم من الأيام ، كان هناك رجل يدعى حسين يشعر بالحزن الشديد بسبب صراعه المالي. قدم شكوى إلى الله وطلب منه أن يخفف عنه. سرعان ما أدرك أن ما يحدث له هو جزء من قدره، ويجب عليه قبول القضاء الإلهي. بدأ في ممارسة الصبر والدعاء، وبعد فترة لاحظ تغييرات إيجابية في حياته. من خلال الإيمان بالقدر الإلهي، وجد سلامًا وأملًا أكبر.