لتحرير النفس من الاعتماد على البشر ، يجب الاعتماد فقط على الله وتجنب الاعتماد غير الصحيح من خلال الصبر والصلاة.
تعتبر موضوع الاعتماد على الله من أهم القيم التي يتعلمها المسلمون من القرآن الكريم. ففي حياتنا اليومية، نواجه الكثير من التحديات والمواقف الصعبة التي قد تجعلنا في حاجة إلى دعم الآخرين. لكن، وفي كثير من الأحيان، يمكن أن تكون هذه الاعتمادات على الآخرين مضرة وتؤدي بنا إلى مواقف غير مرغوبة. يبدأ الدرس من سورة آل عمران، حيث قال الله تعالى في الآية 175: "إنما الشيطان يخوف أولياءه فلا تخشوهم واخشوني إن كنتم مؤمنين". هذه الآية تعد تذكيرًا قويًا لنا بأن الخوف من الآخرين، وخاصة من أولياء الشيطان، يمكن أن يعوق مسيرتنا في الإيمان. إذاً، من الضروري أن نعتمد على الله سبحانه وتعالى، فهو الوحيد القادر على حمايتنا ودعمنا في كل موقف. الإيمان بالله هو المبدأ الأساسي الذي يجب أن نسير عليه. قد نجد أحيانًا أننا نركز على كسب حب الناس ورضاهم، لكن ذلك يمكن أن يقودنا إلى الضياع في دوامة من القلق والتوتر. بدلاً من ذلك، يجب أن نضع حب الله في مقدمة قلوبنا. هذا الحب يجب أن يتفوق على أي حب آخر، كما جاء في سورة التوبة، الآية 24: "قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها وتجارات تخشون كسادها ومساكن ترضونها أحب إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بأمره والله لا يهدي القوم الفاسقين". ينبهنا الله أن حب الله ورسوله هو الخيار الأول في قلوب المؤمنين، وأن أي شيء آخر لا يجب أن يتجاوز ذلك. كما ينصحنا الله في سورة البقرة، الآية 153: "يا أيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة إن الله مع الصابرين". مما يدل على أهمية الدعاء والصلاة كمصادر قوية للإيمان والتصميم في مواجهة التحديات. الصبر والصلاة يمنحاننا القوة الداخلية والثبات النفسي، مما يجعلنا قادرين على مواجهة الصعوبات دون الحاجة إلى الاعتماد المفرط على الآخرين. للإيمان بالله فوائد عديدة؛ فهو يمنحنا الأمل والسكينة في قلوبنا. عندما نثق بالله، نشعر بالاطمئنان بأن كل شيء سيكون على ما يرام، بغض النظر عن الصعوبات. إذًا، كيف يمكننا تعزيز إيماننا وثقتنا بالله؟ أولاً، يجب أن نحافظ على الصلاة والعبادة كجزء من حياتنا اليومية. هذه الأعمال تقربنا من الله وتزيد من إيماننا. ثانيًا، تأمل في آيات القرآن وأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم. المعرفة تعزز فهمنا للقرآن وتساعدنا على تطبيق تعاليمه في حياتنا اليومية. كلما زاد فهمنا، كلما زادت ثقتنا بالله وعززت قدراتنا على مواجهة التحديات. ثالثًا، يجب أن نتذكر دائمًا أن الاعتماد على الله هو السبيل الصحيح. في الأوقات الصعبة، لا تجعل همومك ومشاكلك تغلب عليك. بدلاً من ذلك، ارفع يديك بالدعاء، وكن مؤمنًا بأن الله سيستجيب لدعائك. إن الله لا يخذل عباده المؤمنين الذين يثقون به. وأخيرًا، العزيمة والتصميم هما ما يجعلانا نترك الاعتماد على الآخرين ونتوجه بالكلية إلى الله. كلما كانت عزيمتنا قوية، كلما استطعنا تجاوز جميع الصعوبات. يجب أن نضع نصب أعيننا أن الله هو الرازق، المتحكم في كل شيء، وأن الإخلاص في العمل والنية هو ما سيقودنا إلى النجاح في حياتنا. وفي النهاية، إن اعتمادنا على الله هو ما يمنحنا القوة والثقة اللازمة للتغلب على الحياة. لا تدع المخاوف من البشر تعيق مسيرتك، بل اعلم أن الله تعالى هو الحامي والمدبر في جميع شؤونك. بالإيمان، القوة، والعزيمة، نستطيع العيش بحرية وسلام بعيدة عن الضغوط والقلق الذي قد ينتج عن الاعتماد على الآخرين. فلنجعل حب الله في مقدمة قلوبنا ولنعتمد عليه في كل أمور حياتنا.
في قديم الزمان ، كان هناك رجل يسمى حسن يعاني من اعتماد عميق على من حوله. كان يسعى دائمًا لإرضاء الآخرين وينسى نفسه. في يوم من الأيام ، بتشجيع من صديق ، اتجه إلى القرآن واكتشف آية تبرز أهمية الاعتماد فقط على الله. قرر حسن أن يبذل جهدًا للتحرر من الاعتماد الخاطئ والتركيز أكثر على نفسه وعلاقته بالله. بعد بعض الوقت ، شعر بشعور أكبر من الحرية والسلام ، وربما الأهم من ذلك ، تعلم الاعتماد على الله وحده في الأوقات الصعبة.