يمكن أن يظهر الدعاء المقبول من خلال شعور بالسلام والتغيرات الإيجابية في الحياة.
في القرآن الكريم، نجد الكثير من الآيات التي تشير إلى كيفية قبول الصلاة والدعاء، وما هي العلامات التي تدل على قبولها. يُعتبر هذا الموضوع من القضايا المهمة التي تشغل بال المؤمنين، حيث يرغب كل إنسان في أن تكون صلاته ودعواته مقبولة عند الله. إن فهم العلامات التي تشير إلى القبول من شأنه أن يعزز من الروحانية ويزيد من الإيمان. من بين العلامات الأساسية التي تُشير إلى قبول الصلاة، هو الشعور بالسلام والطمأنينة في قلب الفرد. عندما يقوم الشخص بالصلاة ويتوجه إلى الله، يجب أن يشعر بارتياح نفسي وبسلام داخلي. في سورة البقرة، الآية 186، يقول الله تعالى: "وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ". هذه الآية تسلط الضوء على قرب الله من عباده، وبيّنت أن الله يستجيب لدعواتهم، مما يعزز الشعور بالقرب من الله وأثره الإيجابي على النفس. عندما يقول الله إنه قريب، يجب على العبد أن يتذكر أنه ليس وحده، وإنما هناك من يراقب دعواته ويستمع لها. هذا القرب يعتبر من أبرز علامات قبول الدعاء، حيث يؤكد أن الله قريب من قلوب عباده وأنه لا يتجاهل صلواتهم. في حالة حدوث موقف ما، حيث يشعر الفرد بمسحة من الطمأنينة بعد الدعاء، فهذا قد يُعتبر نقطة انطلاق لإيمان أعمق بأن دعائه قد قُبل. جانب آخر يؤكد على قبول الدعاء هو الموقف الذي يتعامل به الفرد مع الدعاء، وجديته في طلب العون الإلهي. تأتي سورة الأنفال، الآية 53 لتحذر: "ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَدْ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَكَانُوا بِهَا يَسْتَهْزِئُونَ". تشير هذه الآية إلى أن كذب الإنسان وإعراضه عن آيات الله قد يؤديان إلى عدم استجابة الدعاء. إذا كان الشخص يدعو بإخلاص وبنية صادقة، فمن المرجح أن يستجيب الله لدعائه. تمثل النية الجادة في الدعاء علامة بارزة على قبول الصلاة. ينبغي على الفرد أن يستعد للدعاء بتركيز وأن يخلص نيته لله، إذ إن العمل القلبي له دور كبير في القبول. الالتزام بآداب الدعاء، كدعاء الله بأسمائه الحسنى، والخشوع في الصلاة، والتضرع لله بصدق، كلها علامات تشير إلى حاجة العبد للمساعدة الإلهية ورغبته الصادقة في القبول. إضافة إلى ذلك، يمكننا أن نرى بعض العلامات الخارجية التي قد تعكس استجابة دعوات الفرد. نتحدث هنا عن التغيرات الإيجابية والتحولات في حياته، والتي تُظهر بركة الله ورحمته. عندما يتغير حال الفرد للأفضل بعد الدعاء، كأن ينجح في عمله أو يحقق ما يتمناه، فإن ذلك يعد مؤشرًا آخر على قبول دعوته. من المهم أيضًا أن نتذكر أن حكم القبول ليس دائمًا مرتبطًا بمستوى الاستجابة السريعة، فقد يستجيب الله في وقت لاحق أو قد يُصرف عن الشخص ما هو أعظم من الدعاء. في بعض الأحيان، القدر المُحدد قد يكون أفضل مما يتصوره الشخص، أو قد تكون الاستجابة لا تتماشى مع رغبات الفرد، ولكنها تُقدّر بإرادة الله. كما يجب التأكيد على أهمية الصبر والثقة في الله، فرغم أن الإنسان قد لا يرى النتائج الفورية للدعاء، إلا أن الإيمان بأن الله يستجيب في الوقت المناسب هو ما يُعزز الروحانية. إن دعاء المخلصين والصالحين، قد يتطلب أحيانًا الانتظار، مما يجعلهم أكثر قربًا إلى الله. ختامًا، نصحى المؤمنين بأن ينظروا إلى صلاتهم ودعائهم بجدية وانتباه، وأن يشعروا برضا الله في قلوبهم. القرب من الله، الإخلاص في النية، والنية الصادقة في الدعاء، كلها عوامل ترفع من فرص قبول الصلاة وتجعل العبد يشعر بأثرها الإيجابي في حياته. إن العلاقة بين العبد وربه علاقة تفاعلية تتطلب الوعي، الصبر، والالتزام بالطاعات. إن إيماننا بأن الله قريب، واستجابته لدعواتنا، هو أساس حلمنا في القبول والشفاء. فكلما شعرنا بالطمأنينة والسلام في قلوبنا، كلما تيقنا بأن دعواتنا مستجابة وموشحة ببركة الله.
في يوم من الأيام ، ذهب عيسى مع أصدقائه إلى حديقة. هناك ، صلوا وطلبوا من الله تحقيق أمنياتهم. بعد فترة ، بدأ المطر يتساقط وتفتحت الزهور. قال عيسى لأصدقائه: "استجيب لدعواتنا! لقد أظهر لنا الله أن الدعاء دائماً ما يستجاب بأفضل طريقة."