في الصعوبات ، يجب اللجوء إلى الصبر والدعاء وطلب العون من الله.
إن القرآن الكريم هو كتاب هداية ورحمة من الله سبحانه وتعالى، يحمل في طياته الكثير من الحكمة والمعاني العميقة التي توجه الإنسان في رحلة حياته. وقد أظهر لنا الله سبحانه وتعالى في آياته الكريمة طرقًا وأساليبًا متعددة للتعامل مع تحديات الحياة وصعوباتها. إن من أهم المبادئ التي يتناولها القرآن في هذا السياق هو الصبر والثبات، فالصبر يعد من القيم الإنسانية العليا التي تحثنا على مواجهة الصعوبات وعدم الاستسلام للخسائر أو المحن. في سورة البقرة، الآية 153، نجد توجيهًا مباشرًا من الله للمؤمنين، إذ جاء فيها: "يا أيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة إن الله مع الصابرين." هذه الآية تُعَدّ واحدة من الآيات الجوهرية التي تذكرنا بوجوب اللجوء إلى الله في محننا وطلب القوة منه لتحمل التحديات التي نواجهها. فالصبر يُظهر قوة الإيمان وثبات العزيمة، ويعتبر وسيلة للتقرب من الله. فالإنسان عندما يواجه المحن والصعوبات، يكون بحاجة إلى الدعم الروحي والنفسي، والذي يمكن الحصول عليه من خلال الصلاة والذكر، إذ أن هذه الأفعال تعزز من روح الإيمان وتمنحنا الطمأنينة في الأوقات العصيبة. علاوة على ذلك، نجد في الآية 286 من سورة البقرة تأكيدًا على أن الله لا يُكلف نفسًا إلا وسعها، حيث يقول تعالى: "لا يكلف الله نفسًا إلا وسعها." في هذه العبارة العميقة، يطمئن الله المؤمنين بأنه لا يُترك أحد بمفرده لمواجهة الصعوبات، بل يختبر الله عباده إلى الحد الذي يمنحهم القدرة على التحمل والتجاوز. لذا، يجب على المؤمنين أن يعرفوا أن الصعوبات التي يواجهونها ليست عبثية، بل هي امتحانات من الله تهدف إلى تقوية إيمانهم وتصحيح مسارهم. أيضًا، يتجلى لنا مفهوم الفتنة في سورة الأنفال، حيث يقول الله: "إنما أموالكم وأولادكم فتنة، والله عنده أجر عظيم." هذه الآية تحمل في طياتها رسالة قوية تذكرنا أنه يجب علينا أن نتذكر الله دائمًا، وأن نتجنب الانغماس في متاع الدنيا وفتنتها. فالأموال والأولاد قد تكون سببًا في الابتعاد عن الله، ومن هنا تأتي أهمية المحافظة على الهدوء والاتزان عند مواجهة التحديات والمصائب، وهذا يتطلب وعيًا دائمًا بأن الله هو الأمل والمصدر الحقيقي للطمأنينة. من جهة أخرى، لا يمكننا أن نتجاهل أهمية الدعاء والصلاة كأدوات حاسمة في مواجهة هذه التحديات. في هذا السياق، نجد في سورة غافر الآية 60 قول الله: "وقال ربكم ادعوني أستجب لكم." يعكس هذا الدعاء مشاعر الله الرحيمة نحو عباده، حيث يشجعنا على الاعتماد عليه في الأوقات الصعبة وطلب المساعدة منه بكل إخلاص. فهذا الدعاء يفتح لنا أبواب السماوات ويمهد لنا الطريق للحصول على الفرج والمساعدة من الله. كما أننا يجب أن نتحلّى بالإيجابية في مواجهة المصاعب، فإدراكنا بأن الصعوبات جزء لا يتجزأ من الحياة يساعدنا على تطوير رؤية متوازنة تجاه الأحداث. فكل تحدٍ نمر به يحمل في طياته درسًا قد لا يظهر لنا في البداية، لذا علينا أن نكون صبورين وننظر للأمور من منظور بعيد المدى. فالتحديات تمنحنا الفرصة للنمو والتطور كأفراد ومجتمعات. وفي الختام، فإنه من المهم أن نتذكر دائمًا أننا لسنا وحدنا في مواجهة تحديات الحياة، بل لدينا الله الذي وعد بأن يكون معنا في كل خطوة نخطوها. ومن خلال الصبر، الصلاة، والدعاء، يمكننا التغلب على معظم العقبات التي تعترض طريقنا. يجب أن نفتخر بإيماننا ونتمسك به عندما تشتد الأزمات، فكلما زادت المحن تعززت قدرتنا على التحمل والصمود. بإذن الله، فإن كل دعاء يوازي خطوة نحو الفرج، وكل صبر يزكي القلب ويزيدنا قرباً من الله.
في يوم من الأيام كان هناك رجل اسمه حسن عاش في حالة من الصعوبات والضيق. كان يشعر أن حياته تنهار. لكن يومًا ما قرر أن يعود إلى القرآن ويقرأ آياته. شعر حسن بشعور كبير من السلام عندما قرأ آية تتعلق بالصبر. تذكر حسن أنه يجب عليه التحلي بالصبر والدعاء لمساعدة الله. من ذلك اليوم فصاعدًا ، واجه حسن تحديات الحياة بنظرة إيجابية وطلب المساعدة من الله ، وأصبح أكثر نجاحًا في التعامل مع مشكلاته من أي وقت مضى.