لخروج من الغفلة يجب أن نتذكر الله ونقوي علاقتنا معه. قراءة القرآن وصداقات مع الأفراد المؤمنين فعالة أيضاً.
الغفلة هي واحدة من الظواهر النفسية والاجتماعية التي تعكس حالة من قلة الانتباه والتركيز على الأشياء الأساسية في الحياة. في عصورنا الحديثة، أصبحت الغفلة ظاهرة شائعة تؤثر على الأفراد والمجتمعات بشكل ملحوظ. يحدث ذلك في ظل التحديات اليومية وسيل المعلومات المتزايد التي نواجهها، مما يجعل من الضروري فهم الغفلة وأثرها على حياة الفرد والمجتمع بشكل عام. تعتبر الغفلة تحديًا كبيرًا للإنسان، حيث أنها يمكن أن تؤثر بشكل سلبي على الروحانية والعلاقة مع الله. عندما يغفل الإنسان عن ذكر الله ومناجاته، فإنه يبتعد عن مساره الروحي ويتشتت بين مشاغل الحياة اليومية، مما يؤثر سلبًا على نفسيته وعافيته الروحية. إن الحاجة إلى تحقيق التوازن بين الحياة العصرية والروحانية أمر بالغ الأهمية، خصوصًا في ظل الانشغالات الكثيرة والضغوط اليومية. القرآن الكريم يعد المصدر الأساسي الذي يضيء لنا الطريق ويعزز من قدرتنا على مواجهة الغفلة والإهمال. يذكرنا القرآن بأهمية اليقظة والتنبه في كل مناحي حياتنا. ففي سورة الأنعام، الآية 153، يُشير الله تعالى إلى ضرورة اتباع الصراط المستقيم الذي يقود إلى الخير والرشاد. "وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ". هذه الآية تحمل في طياتها دعوة واضحة للإيفاء بمسؤولياتنا الدينية والروحية دون أي انشغال عن ذلك. للتخلص من الغفلة، ينبغي علينا توجيه قلوبنا نحو الله. يجب أن يتضمن ذلك ممارسة العبادة بانتظام وتعزيز العلاقة مع الخالق عبر الذكر والدعاء. فتكرار اسم الله تعالى ومناجاته يساعدنا على استعادة الوعي واليقظة. من الضروري أيضًا تحديد أوقات خاصة لتلاوة القرآن والتأمل في آياته، حيث أن ذلك يُعد من أسرع الطرق لمقاومة الغفلة. كما في قوله تعالى في سورة يوسف، الآية 108، "قُلْ هَذِهِۦ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ". هنا يظهر دور الفهم العميق للدعوة إلى الله والمشاركة بالعطاء في نشر الخير. الصداقات من العوامل المهمة التي تلعب دورًا في مقاومة الغفلة. فاختيار الأصدقاء الصالحين يؤثر بشكل كبير على حياتنا الروحية والسلوكية. الأشخاص الذين يحيطون بنا يمكنهم أن يكونوا مصدر تحفيز أو تشتت، لذا يجب أن نكون واعين في اختيار رفاقنا. جاء في الحديث الشريف "المرء على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل"، وهذا يظهر أهمية الاصطفاء في الصداقات لنتمكن من بناء علاقات صحية تطور من صلتنا بالله. عند الحديث عن الغفلة، يجب أن نلتفت إلى مدى تأثيرها على العلاقات الاجتماعية. عدم الانتباه يمكن أن يؤدي إلى مشكلات في التواصل والتفاعل مع الآخرين، مما قد يسبب تدهورًا في العلاقات الشخصية والاجتماعية. لذلك، يجب أن نكون منتبهين وواعين لتجنب الأغفال في العلاقات التي تربطنا بالناس، والعمل على تعميق هذه العلاقات في ضوء قيم الإسلام. خيبة الأمل والإحباط ليست إلا تجلٍ للغفلة التي قد تصيب الفرد. إنه من الضروري أن ندرك أن الغفلة ليست مجرد حالة بسيطة من النسيان، بل يمكن أن تكون خيارًا بإرادتنا. لذلك، يجب علينا أن نثقف أنفسنا حول أهمية اليقظة والإدراك الكامل لما يجري حولنا، ونعمل على تحقيق التوازن بين الدنيا والآخرة. علاوة على ذلك، تحقيق الأهداف الإيمانية يتطلب من كل فرد أن يُعزز من قدرته على مقاومة التشتت والغفلة. الإسلامية تعلمنا أهمية العبادة والعمل، حيث يسعى الإسلام إلى تحقيق العدل والتوازن بين الروح والجسد. هذه الممارسة تعزز من الصلة الدائمة مع الله، وتجعلنا نجد السعادة في كل لحظة من حياتنا. وفي نهاية المطاف، يجب أن يكون هدف الإنسان هو تقوية علاقته بالله ورؤية آياته في حياته. التحلي بروح اليقظة والتفكر الدائم في المعاني الحقيقية للحياة يساعدنا على التوجه نحو الله ويدعو للمحافظة على العلاقات الإنسانية الصحيحة. التغلب على الغفلة يتطلب جهدًا واعيًا مدروسًا يُعزز من الروحانية ويشجع على التواصل الدائم مع الخالق. إن فضل الله ونعمه تحيط بنا، ولكننا بحاجة إلى اليقظة للكشف عنها والاستفادة منها في حياتنا اليومية.
في يوم من الأيام، شعر شاب يدعى أراس بالغفلة في مسار حياته. قرر أن يستعين برأي رجل حكيم ليغلب على غفلته. قال له الشيخ: 'يا بني، لا تنسَ ذكر الله والدعاء معه، وأيضاً احتفظ بهؤلاء الذين يقتربون منك بقلوب مخلصة.' أستمع أراس إلى هذه النصيحة، فتغيرت حياته.