تُعزَّز الكرامة النفسية الدينية من خلال التعرف على الذات واحترام كرامة الإنسان.
تشير الكرامة النفسية الدينية إلى مفهوم راسخ يُعزز الإيمان والثقة بالنفس، وهو مفهوم ذي جذور عميقة في القيم الدينية. إن هذه القيم تمثل دعامة أساسية في حياة الفرد المؤمن وتساعده على فهم ذاته وإدراك مكانته في المجتمع وعلاقته بالله. يتمحور هذا الموضوع حول الجوانب الروحية والأخلاقية التي تعزز من تقدير الذات وتحفز الإنسان على السعي نحو تحسين شخصيته. إن القرآن الكريم، الكتاب المقدس للمسلمين، يولي أهمية كبيرة لكرامة الإنسان، ويبرز العلاقة الوثيقة بين الإيمان واحترام الذات. تشير الآيات القرآنية إلى أهمية الاحترام المتبادل بين الأفراد، وكيف أن كل شخص يتمتع بكرامة مُكتسبة من خلقه في أحسن تقويم. في سورة المائدة، الآية 32، نجد التأكيد الواضح على قيمة الحياة البشرية، حيث يقول الله تعالى: 'مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا'. تعكس هذه الآية وجود قيمة جوهرية لكل إنسان، حيث تفرض علينا جميعًا احترام هذه الحياة والحفاظ عليها. إن فهم هذه الرسالة العميقة يُلزمنا بإعادة التفكير في مفهومنا عن الإخوة الإنسانية، وكيف أن كل إنسان، بغض النظر عن خلفيته الاجتماعية أو العرقية أو الثقافية، يستحق الاحترام والتقدير. يعزز هذا الفهم أيضًا من تقدير الذات ويحدث تأثيرًا إيجابيًا على النفس. عند الحديث عن كرامة النفس، لا بد من التطرق إلى سورة الحجرات، الآية 13، والتي تذكر: 'يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا...'. هذه الآية تنبهنا إلى أن الفروق بين البشر ليست أسبابًا للتمييز أو التقليل من قيمة الآخر. بل، هي دعوة إلى التعارف والتفاهم، مما يعكس التنوع ويُثري المجتمع. جميعنا أمام الله متساوون، والأهم هو ما يتحلى به الإنسان من تقوى وأخلاق ترفع من قدره. كما يبرز مفهوم الكرامة النفسية الدينية قوة الإيمان في تعزيز تقدير الذات. يعتبر الإيمان بالله أساسًا للاحترام الذاتي، حيث أن معرفة الفرد بقيمته كإنسان وتصوره كخلق مُميز من قبل الله يمكن أن يكون مصدر إلهام وتحفيز. عندما يشعر الإنسان بنقص في كرامته، يكون من المفيد له أن يستمد القوة من تذكر هذه الآيات القرآنية والتواصل مع الله من خلال الدعاء والصلاة. إن العلاقة بين العبد وربه تؤثر بشكل كبير على شعور الإنسان تجاه نفسه. فكلما اقترب المسلم من الله وامتثل لأوامره، ازدادت كرامته النفسية وارتقى تقديره لذاته. كذلك، فإنه من الضروري أن نكون على وعي بمدى تأثير الأفعال والأقوال على أنفسنا والآخرين. فعند تجنب الخطأ والسعي نحو تحسين النفس والعمل على خدمة الآخرين، فإن ذلك يُعزز من شعورنا بالكرامة. تنمي روح الخدمة والعطاء الثقة بالنفس وتساعد في البناء الذاتي. فعندما نشارك في الأعمال الخيرية أو نساعد من حولنا، نشعر بأننا نُسهم في شيء أكبر من أنفسنا مما يُعزز من كرامتنا النفسية. في النهاية، يحتاج الإنسان إلى فهم عميق لقيمته الحقيقية التي تستمد من إيمانه ومن السلوك القيم. إنه ليس مجرد كائن بشري يعيش في هذه الدنيا، بل هو جزء من خلق الله الذي يتمتع بحياة مُقدسة. نحتاج جميعًا إلى تعزيز الكرامة النفسية الدينية من خلال تمسكنا بالقيم الإسلامية، والتعامل بإنسانية مع الآخرين، والسعي نحو التحسن الذاتي. إن احترام الذات وزيادة الكرامة النفسية ليست مجرد مبادئ نظرية، بل هي حقوق لكل إنسان. علينا أن نجسد هذه القيم في حياتنا اليومية، ونسعى ليكون الإيمان رائدًا في كل ما نقوم به. فعندما نعيش وفقًا لهذه القيم، سنحقق نوعًا من السلام الداخلي الذي ننشده جميعًا، ونجعل العالم من حولنا مكانًا أفضل.
في يوم من الأيام ، قررت زيارة صديق دائمًا مايمنحني الإلهام. عندما وصلت إليه ، سألني لماذا أبدو قلقة جدًا. قلت له إنني أشعر بنقص الثقة بالنفس. فقال لي بهدوء: "تعلم أن تحب نفسك وتستند إلى الله." ذكرني بالآيات القرآنية وأوضح أنه عندما تحترم كرامتك الخاصة ، ستجد نفسك أقوى. بعد ذلك اليوم ، أوليت المزيد من الاهتمام لنفسي وكنت أعمل على بناء علاقة أفضل مع الله.