يُعتبر العلم في القرآن هدية عظيمة ويجب أن يُستخدم في خدمة البشرية وتعزيز الإيمان.
العلم في الإسلام: نعمة وأمانة تُعتبر نعمة العلم في الإسلام من أبرز الهدايا الإلهية التي منحها الله عز وجل للإنسان. فقد كرم الله الإنسان بالعقل والنور الذي يضيء طريقه نحو الحق والخير. إذ تجعلنا هذه النعمة نحقق التقدم في مختلف مجالات الحياة، وتساعدنا على فهم الكون من حولنا، وتقديم حلول للتحديات التي تواجه المجتمع. فالقرآن الكريم والسنة النبوية يشددان على قيمة العلم ودوره في بناء الأمم. أهمية العلم ورفعة مكانته في الإسلام إن العلم في الإسلام يعد وسيلة للتقرب إلى الله تعالى. فكما ورد في الآية الكريمة في سورة المجادلة: "يَرْفَعُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ" [المجادلة: 11]. تُظهر هذه الآية العميقة أهمية العلم والباحثين في نظر الله، حيث تؤكد مكانتهم الرفيعة في المجتمع. فالذين يهتمون بالعلم ويستثمرون أوقاتهم في التعلم يتبوؤون مراتب عالية عند الله، وهذا يؤكد لنا أن الطلب على العلم ليس مجرد واجب بل هو عبادة يسمو بنا إلى مراقى الفلاح. إن مكانة العلماء في الإسلام تشكل نمط حياة يبتغيه الجميع، فهم يعتبرون مصابيح تهدي الآخرين. إن العلماء هم من يفتحون الأذهان ويزودون المجتمع بالمعرفة الثمينة. عندما ننظر إلى الآية في سورة الزمر، نجدها تشير إلى الذين يستمعون للعلم ويعملون به، فبالنسبة لهم، يكونون الأكثر فوزًا ونجاحًا في الآخرة. لذلك، فإن دور العلماء يتجاوز مجرد التعليم إلى التأثير الإيجابي في حياة الأفراد والمجتمعات. العلم وأثره في التنمية الإنسانية وهذا يظهر أهمية العلم في خدمة الإنسانية، إذ يُعزز ذلك من قيمة الإنسان في المجتمع. فالعلم ليس مجرد معلومات تُكتسب بل هو أمانة يتحملها الفرد منذ نعومة أظفاره حتى بلوغه. يجب أن نعي أن استخدام العلم بشكل صحيح يُعتبر من الأسس التي تساهم في تعزيز السلم الاجتماعي والاستقرار. تشير العديد من الدراسات إلى أن المجتمعات التي تحتضن التعليم والبحث العلمي تميل إلى تحقيق السلام والتقدم أكثر من غيرها. تطبيق العلم عمليًا يجب أن ندرك أن الاستخدام الصحيح للعلم هو عامل أساسي في تحقيق الفائدة. الفكر الإبداعي والعقلانية هما قضيتان لا يمكن تجاهلهما. يجب على العالم أن يسعى لتطبيق معرفته في مجالات الحياة المختلفة، مثل الطب والهندسة والتكنولوجيا والعلوم الاجتماعية. يعتبر الأطباء والعلماء من النماذج البارزة في هذا السياق، حيث يُسخرون معارفهم لإنقاذ الأرواح وتحسين نوعية الحياة للناس. الالتزام بالمهنة والعلم يمثل جزءًا مهمًا من واجبهم كمسلمين. فعندما يواجَه العلماء بالتحديات في مجتمعاتهم، يُظهرون كيف أن الإبداع والنقاش الفكري يمكن أن ينتج عنه حلول جذرية. مسؤولية العلم كأمانة إلهية على المرء، حين يمتلك علمًا، أن يدرك أنه يُحمل مسؤولية وأمانة عظيمة. فالعلم في الإسلام يُعتبر أمانة يجب استخدامها بطريقة صحيحة لتحقيق الأهداف النبيلة والمساهمة في بناء مجتمع متسامح ومزدهر. فالنوايا الخالصة عند طلب العلم تقود إلى توجيه المعرفة نحو تحقيق المصالح العامة. كما يُحث المسلمون على استخدام علمهم في التوجيه والإرشاد، ومشاركة المعرفة مع الآخرين، لذلك فإن التعليم يُعتبر من أحب الأعمال إلى الله. إن العلم ليس حكرًا على تخزين المعلومات، بل هو عملية دائمة تحتاج لتعلم مستمر وتجديد المعرفة. فالعالم يجب أن يكون مطلعًا على أحدث التطورات في مجاله. وهذا ما يجسد السعي الدائم لتحقيق التفكر والتنوير والوعي الذي أمرنا به الرسول صلى الله عليه وسلم. من خلال التعليم المستمر، يُمكن للفرد أن يتجاوز التحديات التي تواجهه في الحياة. ختامًا يتضح لنا من كل ما ذُكر أن العلم في الإسلام هو وسيلة للارتقاء الشخصي ولتحقيق الخير والمصلحة العامة. إن التربية المجتمعية على قيمة العلم تُساهم بشكل كبير في بناء عالم أكثر استنارة. لذا يجب على كل مسلم أن يسعى لاستغلال فُرَص العلم والبحث، وأن يدرك أن العلم أمانة ونعمة يجب أن تُحفظ وتُستعمل فيما يرضي الله. فالعلم هو بمثابة السفينة التي تحملنا عبر أمواج الحياة، ولندرك أن الهدي الرباني في طلب العلم هو السبيل الذي يحقق لنا الفلاح في الدنيا والآخرة. نسأل الله تعالى أن يوفقنا جميعًا في طلب العلم، وأن يجعلنا من الذين يتقربون إليه بالمعرفة والعمل الصالح. فلنجعل من العلم سبيلًا لتحقيق التغيير الإيجابي في المجتمع.
في يوم جميل ، ذهب عادل ، شاب شغوف بالعلم والمعرفة ، إلى مكتبة للبحث عن كتاب جديد عن العلم والمعرفة. أثناء البحث ، صادف آية في القرآن: 'يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات'. ألهمته هذه الآية لدرجة أنه قرر تكريس معرفته في خدمة البشرية. بعد ذلك ، بدأ في التدريس في مدرسة ومساعدة الآخرين في تعلمهم. شعر عادل أنه مع كل ما يشاركه من علم ، كان يقترب من الله.