الدعوات التي تُقدم بدون لغة منطوقة مقبولة ، حيث أن الله يهتم بالنوايا والمشاعر الداخلية للأفراد.
بالصلاة والدعاء، يعبر المسلم عن إيمانه وحبه لله، حيث يُعد التواصل مع الله عنصراً أساسياً في حياة المؤمن. فالصلاة ليست مجرد أداء طقوس دينية بل هي تعبير صادق عن العلاقة بين العبد وربه. في القرآن الكريم، يُعتبر الدعاء وسيلة فعّالة للتواصل مع الله، حيث يُمكن للمؤمنين الدعاء في أي وقت وفي أي مكان. هذه الميزة تُعطي للمؤمنين القوة والحرية في استجابة الله لدعواتهم، وهذا ما يُعبر عنه في الآية الكريمة في سورة غافر: "وقال ربك ادعوني أستجب لكم". تشير هذه الآية إلى أنه ينبغي على المؤمنين أن يُمارسوا الدعاء كجزء من حياتهم اليومية. تحتل الصلاة مكانة بارزة في الإسلام، فهي ركن من أركان الدين ولها أهمية عظيمة في حياة المسلمين. إن عبادة الصلاة تنقل المؤمن من حالة الغفلة إلى حالة الوعي والتفكر في رب العالمين، حيث يقف العبد أمام الله خاشعًا ومتضرعًا. ويقول الله في سورة البقرة، الآية 186: "وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أستجيب دعوة الداع إذا دعاني". هذه الآية تُظهر قرب الله من عباده، وتؤكد على استجابته لدعواتهم، مما يُعكس أنه يجب على المؤمنين ألا يشعروا بالوحدة أو العزلة، بل عليهم أن يدعوا الله في أي وقت يشعرون فيه بالحاجة. إذا نظرنا إلى طبيعة الدعاء، سنجد أنه ليس محصوراً بلغة معينة أو شكل مُحدد. فالله سبحانه وتعالى يدرك ما يدور في قلوبنا، ويفهم نوايانا، حتى في الأوقات التي نواجه فيها صعوبة في التعبير عن مشاعرنا بالكلمات. هذا ما يمنح الدعاء بعداً روحياً عميقاً، حيث يُمكن للمؤمن أن يُدرك أن الله يُجيب دعاءه، حتى وإن لم يتم التعبير عنه بشكل واضح. لهذا، فإن الدعاء بنية خالصة وصادقة يُعتبر عنصراً أساسياً في قبول الدعاء. في عالم مليء بالمتغيرات والمواقف الصعبة، يصبح الدعاء ملاذاً ومأوى للمؤمن. فلا توجد أوقات محددة للدعاء، بل يجب أن يُمارس كل يوم، سواء في السراء أو الضراء. إن النفس البشرية تميل إلى التعلق بالأمور المادية، لكن اللجوء إلى الله بالدعاء يعيد إحياء الروح ويعزز الإيمان. ففي كل مرة نتوجه فيها بالدعاء، نحن نعبر عن اعترافنا بقدرة الله وعظمته، ونعبر عن حاجتنا إليه في جميع جوانب حياتنا. علاوة على ذلك، يجب أن يُدرك المؤمن أن الدعاء ليس مجرد طلب حظّ أو ميزة دنيوية، بل هو اتصال مباشر مع خالق الكون. وهو وسيلة للتعبير عن الشكر والامتنان لما نحن فيه. فالدعاء يُعتبر أيضاً وسيلة لتقوية العلاقة مع الله، حيث يُعزز الإيمان ويُقوي الروح. قد تستغرق الاستجابة للدعوات بعض الوقت، لكن الإيمان بأن الله سميعٌ عليمٌ ويتفهم كل شيء هو الأساس الذي يجب أن نبني عليه علاقتنا بالله. من الواجب على المسلم أن يكون صابراً ومؤمناً بالإجابة، حيث أن الله يُجيب الدعاء بمختلف الأشكال؛ إما بتحقيق الطلب، أو بتأخير الاستجابة لحكمة معينة، أو بدفع بلاءٍ عنه. لذلك، علينا أن نُخلص النيّة في دعواتنا، وأن نجعلها نابعة من القلب. هذا الإخلاص يُعطي للدعاء قوة، كما أنه يُظهر مدى إيماننا ووثوقنا بالله. إجمالاً، يظهر من خلال الآيات القرآنية وأحاديث النبي محمد صلى الله عليه وسلم أن الدعاء هو أحد أبرز وسائل التواصل مع الله، وهو عبادة شاملة لا تتطلب شروطاً معقدة. بل هي متاحة للجميع، وفي كل زمان ومكان. يجب علينا جميعاً أن نستفيد من هذه النعمة العظيمة، وأن نتوجه إلى الله في كل احتياجاتنا. فالصلاة والدعاء هما سلاحا المؤمنين، ويجب علينا أن نستخدمهما لنقترب من الله سبحانه وتعالى ولنسعى لتحقيق الأمان والسكينة في حياتنا.
في يوم من الأيام ، شعر حامد بعدم الرضا في قلبه ولم يعرف كيف يتحدث إلى ربه. تذكر آيات القرآن وقرر أن يعبر عن كل ما يشعر به في الداخل إلى الله. حتى لو لم يستطع لسانه ، كانت مشاعره حقيقية ، وكان الله يفهم صداقته. بعد فترة ، شعر حامد بالسلام الغريب وهدأت قلبه.