هل من الصحيح التساؤل عن حكمة الله؟

إن التساؤل عن حكمة الله غير صحيح. يجب علينا أن نثق في حكمته وأن نصبر في مواجهة التحديات.

إجابة القرآن

هل من الصحيح التساؤل عن حكمة الله؟

إن الإيمان بالله الخالق والمربي وحده هو أساس جميع القيم والمبادئ التي ينظم بها الإنسان حياته. فالإيمان ليس مجرد كلمات تُقال، بل هو شعور عميق يرافق الإنسان في كل أموره. في القرآن الكريم، هناك تأكيد قوي على أهمية الإيمان والخضوع لحكمة الله. من المعروف أن الإيمان يمس جميع جوانب حياة المسلم، ويعطيه القوة في مواجهة التحديات. في سورة البقرة، الآية 286، يقول الله عز وجل: 'لا يكلف الله نفسًا إلا وسعها.' تشير هذه الآية إلى أن جميع الأحداث في حياة الإنسان تحت إشراف إلهي وبما يتماشى مع حكمته. ليس هناك شيء في حياة الإنسان يحدث دون تخطيط مسبق من الله، وكل ما يمر به الإنسان هو جزء من حكمته وإرادته. إن هذه الآية تتحدث عن عدم تحميل الإنسان أكثر من طاقته، وهو ما يمنح الأمل والراحة في أوقات الأزمات. كذلك، نجد في سورة آل عمران، الآية 54، قوله تعالى: 'ومكروا ومكر الله والله خير الماكرين.' توضح هذه الآية بجلاء أنه بينما يمكن للبشر أن يضعوا خططًا، فإن خطة الله هي الأفضل على الإطلاق. فالبشر قد يخططون ويعملون، لكن النتيجة النهائية تكون دائمًا في يد الله، وما من شيء يحدث إلا بإرادته. هذا التذكير يجلب الهدوء النفسي للمؤمن، إذ يعلم أن كل ما يحدث هو وفق حكمة إلهية عظيمة. إن التساؤل عن حكمته ليس فقط غير مناسب ولكنه أيضًا غير صحيح، حيث لا يمكن للبشر أن يفهموا حكمته تمامًا. فالأحداث التي قد تبدو صعبة أو محزنة قد تحمل معانٍ أعمق، وقد تكون سببًا لخير عظيم في المستقبل. الأسئلة والتحديات في الحياة هي جزء من اختبار البشرية، وواجبنا هو الإيمان بالله والصبر في مواجهة الصعوبات. كما أن رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم قال في حديث: 'المؤمن هو من يقنع بقضاء الله في جميع الظروف.' هذا يدل على أن الخضوع لإرادة الله هو علامة على الإيمان الحقيقي. فحين يثق المرء بالله ويتقبل قضاءه، فإنه يظهر إيمانه العميق وثقته في حكمة الله ورحمته. وعلى هذا النحو، فإن الإيمان بالله يمثل العنصر الأساس الذي يبني عليه المسلم علاقته مع نفسه ومع الآخرين. في أوقات الفرح، يشكر الإنسان الله على النعم، وفي أوقات الشدة، يجد في الإيمان مصدرًا للصبر والقوة. إن المؤمن يعلم أن الابتلاءات هي جزء من حياته وأنها لم تأتي إلا لتزيد من إيمانه وثقته بالله، وبالتالي فهو يعيش حياة مليئة بالرضا والسلام الداخلي. يجب على المسلم أن يتذكر دائمًا أن الله سبحانه وتعالى هو عالم بكل شيء، وأن حكمته تشمل جميع جوانب الحياة. لذلك، فإن الأمل في رحمته والدعاء له بالتوجيه يعتبر من أعظم وسائل دعم الإيمان. ولذا، في كل خطوة يخطوها الإنسان، يجب أن يعلم أن الله معه، وأنه سوف يرعاه ويقوده إلى ما فيه الخير. في النهاية، يبقى الإيمان وثيق الارتباط بحكمة الله، ولا ينبغي لأحد أن يتجاوز حدوده في محاولة لفهم التدابير الإلهية. فالإنسان ضعيف، ولكن الله قوي وحكيم. إن القبول بقضاء الله والرضا به هو السبيل الوحيد للتخلص من مشاعر التوتر والقلق، ويؤدي إلى حياة مليئة بالإيمان والسلام النفسي. من هنا ندرك أن الإيمان بحكمة الله وإرادته هو المفتاح لفتح أبواب السعادة والراحة النفسية، فهو يعد المرشد الذي ينير دروب الحياة الصعبة ويدعو المرء إلى الصبر والإصرار في مواجهتها. فلنتقبل قضاء الله، ولنبنِ إيماننا على الثقة بحكمته، ونسلم أمرنا له في كل ما نمر به من تحديات.

الآيات ذات الصلة

قصة قصيرة

في يوم من الأيام ، واجه رجل يدعى حسين صعوبات في حياته وتساءل لماذا جاءت هذه المشاكل في طريقه. شعر بالإحباط حتى جاء يوم بدأ فيه بتلاوة القرآن وواجه الآية التي تقول: 'لا يكلف الله نفسا إلا وسعها.' جلبت له هذه الآية السلام والأمل. أدرك حسين أن الله عادل وأن حكمته تتجاوز فهم الإنسان. قرر أن يكون صابرًا على تحدياته وأن يبذل قصارى جهده داخل قدرته.

الأسئلة ذات الصلة