علامات نهاية الزمان في القرآن تشمل التحريفات الدينية وغفلة الناس عن يوم القيامة.
تعتبر علامات نهاية الزمان من المواضيع الشائكة التي تثير اهتمام الكثير من الباحثين والمفكرين، وهي تحمل الكثير من الدلالات والمعاني العميقة. في القرآن الكريم، نجد إشارات غير مباشرة تتناول موضوع نهاية الزمان، حيث تم وصف هذه العلامات ببعض الاستعارات وبأسلوب تصويري يجسد حجم تأثيرها على البشرية. إن هذه العلامات لا تعد مجرد تنبؤات، بل هي تحذيرات هدفها توجيه الناس نحو الوعي والإيمان. وفي هذا السياق، نجد في سورة المائدة – الآية 54 – تحذيراً واضحاً موجهًا للمؤمنين حيث يقول: "يا أيها الذين آمنوا، من يرتد منكم عن دينه فسيأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه...". إذ تشير هذه الآية إلى أن تغير العقائد وتحريف القيم الدينية سيكون من السمات المحورية في نهاية الزمان. في هذه الفقرة، نستشعر الخطر الذي يحيط بالأمة إذا ما ابتعدت عن قيمها الدينية، وبالتالي فإن هذه الإشارة تدعونا إلى ضرورة المحافظة على الإيمان وألا نغفل عن واجبنا في نشر قيم الحق والعدل. في سياق مشابه، نجد في سورة الأنبياء – الآية 1، قول الله تعالى: "اقترب للناس حسابهم وهم في غفلة معرضون". هنا، يلفت القرآن تركيز المسلم إلى أن البشر يعيشون حالة من الغفلة، مشغولين بمشاغل دنياهم دون التفكير في الآخرة. إن هذه الغفلة تعد علامة من علامات اقتراب يوم القيامة، وهو تنبيه يتوجب على الجميع أخذه بعين الاعتبار لأن الانشغال بالماديات قد يؤدي إلى ضياع الفرص الروحية والعمل الصالح. أما في سورة محمد – الآية 38، نجد تحذيراً آخر قد لفت الانتباه: "وإن لا تنصروه فقد نصره الله". هنا، يظهر أن الأشخاص الذين لا يسيرون في طريق الإيمان سيواجهون صعوبات وعقوبات في الزمن القريب. وهذا يشير إلى أن السلبية في العمل وعدم اتخاذ مواقف إيجابية في سبيل الدعوة إلى الخير قد تكون لها عواقب وخيمة على الأفراد والمجتمعات. تتجلى علامات نهاية الزمان في القرآن الكريم في توجهها نحو الدواعي الأخلاقية والإيمانية. فالاستعداد ليوم الحساب يتطلب منا الكثير من التركيز على الأخلاق والتفكير في أفعالنا وسلوكياتنا. إن علامات نهاية الزمان تدفعنا للتأمل في سلوكيات الفرد والمجتمع. الأيام تتسارع، والإنسان يعيش حياته بين الغفلة والانشغال، لذلك يجب على كل فرد استغلال أوقاته في ما ينفعه من علم وفعل صالح. في خضم هذا السياق، ينبغي علينا إعادة تقييم أولوياتنا، والعمل على تعزيز روابطنا الإيمانية والإخائية. إذا نظرنا حولنا في عصرنا الحالي، نلاحظ أن الكثير من القيم قد بدأت في التآكل، وأصبحت بعض السلوكيات المحرّمة تُقبل بشكل طبيعي. وهذا يعد تعبيراً عن علامات نهاية الزمان، حيث إن التحولات السلوكية والاجتماعية تشير إلى تغير في موازين الحق والباطل. لنأخذ على سبيل المثال ما يحدث اليوم من تناقضات اجتماعية وثقافية. إن الابتعاد عن تعاليم الدين وإدخال مفاهيم غريبة يعد من العلامات. وفي هذا السياق، يمكن القول أن الاستهلاك المبالغ فيه والانغماس في الترف والتقنيات الحديثة قد عمق من غفلة الناس. هذه الأحداث تنبهنا إلى ضرورة العودة الجادة والصادقة إلى الفكر الديني، ومراجعة سلوكياتنا وكلماتنا وأفعالنا، لنتمكن من النجاة من مصائر محتملة. من المهم أيضاً أن ننظر إلى دورنا كبشر في مواجهة هذه التحديات. كيف يمكننا كأفراد ومجتمع أن نقوم بالتغيير والإصلاح في ظل هذه العلامات؟ إن الانخراط في الأعمال الخيرية، وتعزيز العلاقة مع الله، والدعوة إلى الخير، والسعي للتسامح والتعايش السلمي بين الأديان والثقافات المتنوعة كلها وسائل قد تساعد في التصدي لتلك الظواهر التي تعكس قرب نهاية الزمان. إن الانتباه لهذه العلامات يمثل دعوة للتغيير الفعّال الذي يحتاجه الإنسان اليوم. حان الوقت لنسأل أنفسنا، كيف يمكننا كأفراد وكأمة أن نكون عوامل تغيير لنشر السلام والإيمان في جميع أنحاء العالم؟ يجب علينا العمل الجماعي والتحلي بالصبر والإصرار حتى نستطيع مواجهة المتغيرات الصعبة في مجتمعاتنا. وفي ختام هذا الحديث، نجد أن علامات نهاية الزمان في القرآن الكريم لا تقتصر على كونها مجرد تنبؤات، بل تحمل دعوات للمراجعة والتفكر والعودة إلى القيم الأصيلة. هي دعوة للجميع للتركيز على الإيمان والأخلاق والوعي بالمسؤولية الفردية والجماعية. ليكن كل منا وعليماً بواجبه نحو نفسه قبل أن يأتي يوم الحساب، والوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك. لنلتجئ سوياً إلى القرآن الكريم وما أرشد إليه من تعاليم، ولنجعل من هذه الكلمات دليلاً لنا على الطريق الصحيح.
في يوم من الأيام في السوق، كان محمد جالسًا يتأمل في عواقب أفعاله. تذكر آيات القرآن وشعر أنه بحاجة إلى إيلاء المزيد من الاهتمام لعلامات نهاية الزمان. نظر حوله ورأى العديد من الناس مشغولين في حياتهم اليومية، مُهملين ذكر الله. قرر محمد أن يركز على الصلاة والقرآن بانتظام، مُذكرًا الآخرين بأهميته. اكتشف أنه عندما اعتنق هذه الممارسات، وضع نفسه على الطريق الصحيح، وتغيرت حياته بجوهر روحي عميق.