وفقًا للقرآن ، فإن هدف الحياة هو عبادة الله والحفاظ على حياة متوازنة تشمل المعرفة والعمل.
في القرآن الكريم، يُحدد هدف الحياة البشرية بوضوح شديد، حيث أنه يأتي كمرتكز أساسي يُرشد الأفراد إلى معاني وجودهم في هذا الكون. واحدة من الآيات الرئيسية التي تتناول هذا الموضوع هي سورة الذاريات، الآية 56: "وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ". هذه الآية تُبين لنا أن الهدف الرئيسي من الحياة الإنسانية هو خدمة الله وعبادته. العبادة تهدف إلى تقريب الإنسان من الله، وأداء الأعمال الصالحة، واتباع أوامره تعالى. ففي هذه السياق، تُعتبر العبادة ليست مجرد طقوس أو شعائر دينية فحسب، بل هي أسلوب حياة وتعامل مع الخالق والإحسان إلى الناس.\n\nوعندما نتأمل في النصوص القرآنية، نجد أن الحياة الدنيوية ذات أهمية كبيرة جنبًا إلى جنب مع الحياة الروحية، ويعلمنا القرآن الكريم أن نبحث عن أعمال خيرية ونؤسس مجتمعًا صحيًا في هذا العالم. يقول الله تعالى في سورة البقرة (الآية 177) "لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وَجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ، وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ، وَأَعْطَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ، وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَوَةَ، وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا، وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ، أُولَـئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا، وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ". هذه الآية تؤكد على أن البر والخير لا يقتصران فقط على العبادة بل يمتدّان ليشملوا الجوانب الاجتماعية والإحسان للناس.\n\nعلاوة على ذلك، نجد أن القرآن الكريم يحتوي على دعوات عديدة لتعزيز قيم العلم والعمل. حيث يشير في سورة الأنعام (الآية 151) إلى أن النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) يُؤمر بأن يقول: "إن الاستفادة من المعرفة والحكمة في جميع جوانب الحياة أمر أساسي". هذه الآية تشير إلى أهمية السعي وراء المعرفة، وهو دعوة للإنسان للعمل على تطوير نفسه وتوسيع معارفه.\n\nوعندما نتحدث عن الهدف من الحياة وفقًا للقرآن، نجد أن هذا الهدف يتجاوز العبادة ليشمل السعي نحو حياة مليئة بالمعرفة والعمل. فالسعي وراء المعرفة يعطي الإنسان القدرة على فهم العالم من حوله ويساعده في اتخاذ القرارات الصائبة في حياته. كما أن العمل من أجل الإبداع ينمي الجانب الروحي والعملي للإنسان، ويعزز من قدرته على العبادة والتفكير في خلق الله وعجائب هذا الكون.\n\nيمكن القول إن هدف الحياة في القرآن هو خلق وجود متوازن، يكرم الله والمجتمع في آن واحد. وفي هذا السياق، يلعب الإيمان بالله والعمل الصالح دورًا في بناء شخصية الإنسان، حيث يُعزز الإيمان من القدرة على تحمل المشاق ويدفع الإنسان نحو تحقيق الشغف والإبداع.\n\nمن المهم أيضاً الإشارة إلى أن السعادة الحقيقية لا تنفصل أبدًا عن علاقتنا بالله وخلقه. فعندما يغرس الإنسان حب الله في قلبه، تصبح الحياة مليئة بالسكينة وراحة البال. فالسعادة ليست بحثًا عن متع زائلة، بل هي حالة من الأمان الداخلي المرتبط بالإيمان والعمل الطيب. ولهذا، نجد أن علماء النفس يؤكدون على أن الأشخاص الذين يعيشون في تواصل مستمر مع القيم الروحية والدينية يعيشون حياة أكثر سعادة ورضا.\n\nوفي الختام، يمكننا أن نستنتج أن الهدف من الحياة البشرية وفقًا للقرآن الكريم هو عبادة الله، وهذا يتطلب من الإنسان أن يسعى ليكون جزءًا فعالًا في مجتمعه وأن يتعلم ويعمل. إن تحقيق التوازن بين الحياة الروحية والدنيوية هو المفتاح للنجاح والسعادة. لتحقيق هذا التوازن، يجب على المسلم أن يدمج العبادة في كل جوانب حياته، مما يؤدي إلى تحسين ظروف المجتمع وتعزيز القيم الإنسانية النبيلة التي تُحبذها التعاليم الإسلامية. ومن هنا، نُدرك أن رسالة القرآن الكريم تدعو إلى تكامل الأبعاد الحياتية المختلفة بألوانها المتعددة، لتكون حياة الإنسان مليئة بالمعاني القيمة والأعمال الجليلة التي تعود بالنفع على الفرد والمجتمع.
في يوم من الأيام ، كان هناك رجل في قرية يعمل بجد. كان دائمًا يتذكر واجباته تجاه الله وكان يسعى ليكون جيدًا في جميع مهامه. بسبب عبادته ، شعر بالسلام والبركات في حياته. بدأ جيرانه في اتباع مثاله وبدأوا في عيش حياة أفضل.