الهدف من خلق الإنسان هو عبادة الله والوصول إلى الكمال في الحياة.
يُعتبر خلق الإنسان من المواضيع الجوهرية في القرآن الكريم، فقد تم تناول هذا الموضوع بشكل خاصٍ ودقيقٍ في العديد من السور والآيات. وفي هذا المقال، سنستعرض بعض الآيات التي توضح الهدف من خلق الإنسان وغاياته، ولنتعرف كيف يُشكل هذا في سياق الإيمان والممارسة الدينية. تتحدث سورة آل عمران، في آيتها 185، عن حقيقة الموت كجزء لا يتجزأ من حياة الإنسان، حيث تقول الآية: "وَكُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ". تشير هذه الآية إلى أن كل إنسان سيختبر الموت، وأن مصيرهم وعدهم بالجزاء في الحياة الآخرة. وهذا يدل على أن الحياة لا تنتهي بالموت، بل أن هناك مرحلة أخرى تتطلب من الإنسان أن يُظهر حسناته في الدنيا ليجني ثمراتها في الآخرة. الهدف من خلق الإنسان ليس مجرد الوجود، بل يُعتبر اختبارًا لمؤاخذته، حيث يُطلب منه السعي نحو تحسينات روحية وسلوكية لبلوغ مرتبة أعلى في الدار الآخرة. هذا يُبرز أهمية الجهد الذي يجب أن يبذله الإنسان في سبيل عمل الخير والابتعاد عن الشر. علاوةً على ذلك، فإن سورة الذاريات، في آيتها 56، تُقدم توضيحًا أعمق حول غرض خلق الجن والإنس. إذ تقول: "وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ"، مما يعني أن العبادة هي الهدف الأساس من خلق الكائنات. تبرز هذه الآية مفهوم العبادة في الإسلام، الذي لا يقتصر على أداء الشعائر، بل يمتد ليشمل كل الأفعال الحسنة والتوجهات الإيجابية التي يقوم بها الإنسان في حياته اليومية. العبادة، بهذا المعنى، يمكن أن تُفسّر على أنها السعي المستمر نحو تحقيق القيم الإنسانية، والأخلاق الحميدة، والعمل من أجل بناء مجتمع سعيد ومترابط. لذا، يُعتبر احترام المبادئ القيمية والأخلاقية جزءً لا يتجزأ من العبادة، مما يُعطي حياة الإنسان معنىً أعمق ويُعزز من خوفه وتقواه تجاه الله. من الأبعاد المهمة الأخرى في خلق الإنسان ما تذكره سورة التوبة، في آية 51، حيث تقول: "قُل لَن يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا". تعكس هذه الآية منطق الإيمان بالقضاء والقدر. فكل ما يحدث في حياة الإنسان يعتمد ويخضع لحكمة الله، لذلك فإن الإيمان بشكل صحيح يتطلب من الإنسان أن يتقبل كل ما قد يُكتب له. وبالتالي، يرسم هذا الفهم مسار الحياة بطريقة تقيه من الإحباط والفشل، ويشجعه على الثبات والاستمرارية. بالتأكيد، فإن خلق الإنسان يمثّل ضرورة للنمو والتحول نحو صفات أفضل. فالأشخاص الذين يدركون هذه الصفات الإنسانية ويركزون على تنميتها هم المفلحون في الدنيا والآخرة. إن الرغبة في تحقيق الكمال تستلزم العمل الدؤوب والتفاني في العبادة والسعي نحو المعرفة والتفكر في آيات الله. كما أنها تتطلب من الإنسان أن يكون قادراً على تجاوز التحديات والصبر في مواجهة الصعوبات، فإن العَزيمة والإيمان بالله سميزان هذا الشخص. في الختام، يعد فهم هدف خلق الإنسان والتوجيهات الإلهية المتعلقة به أمرًا ضرورياً لكل مسلم. فيدرك الفرد من خلال هذه الرسائل السامية قيمته الحقيقية في الوجود، ويستشعر المسؤولية المُلقاة على عاتقه من أجل العبادة، وكسب الرضا الإلهي. الحياة قصيرة، ويجب أن تُستغل في العمل الخير، حيث إن النجاح في هذا المضمار يقود الإنسان نحو القرب من الله تعالى، وهو الهدف الأسمى الذي يسعى إليه كل مؤمن. تلك القيم والمبادئ تشكل نهجاً حياة يُعزز من القيم الإيمانية والاجتماعية والإنسانية، وتقود إلى حياة كريمة تُثري المجتمع وتنشر الخير وتهدي النفوس للراحة. إن قراءة القرآن والتأمل في معانيه يُعتبران أفضل الطرق لفهم هذا الجانب من خلق الإنسان، وهذا يُعزز من إيماننا ويقوي عزمنا للعمل من أجل الوصول إلى الهدف الأسمى الذي خُلقنا من أجله.
في يوم من الأيام ، شعر عادل بالحاجة إلى هدف حياته. ذهب إلى حكيم وسأله: "يا أبي ، ما هو هدف الحياة؟" ابتسم الحكيم براءة وقال: "عزيزي ، خُلق الإنسان للعبادة والتقرب من الله ، وكلما سعى أكثر في هذا الطريق ، زاد فهمه لمعنى الحياة." تأثر عادل بكلماته وقرر تكريس كل جهوده للعبادة والخدمة. ومنذ ذلك اليوم شعر أن حياته تتغير ، واستقر السلام والرضا في قلبه.