قد يشعر الإنسان بالاشمئزاز من نفسه عندما يبتعد عن المبادئ الدينية والأخلاقية، مما يؤدي إلى مشاعر الذنب.
تعتبر مشاعر الاشمئزاز من الذات من التجارب النفسية التي تتصل بعمق بالإنسان، وتصاحبها مجموعة من الأفكار والمشاعر السلبية. فعندما يشعر الأفراد بهذا الاشمئزاز، قد يكون هناك أسباب متعددة وراء هذا الشعور. في هذا المقال، نسعى إلى استكشاف الأسباب الرئيسية التي تؤدي إلى شعور الإنسان بالاشمئزاز من نفسه، مع التركيز على القيم الأخلاقية والدينية التي يشدد عليها القرآن الكريم. أحد الأسباب الجوهرية التي تجعل الإنسان يشعر بالاشمئزاز من نفسه هو الابتعاد عن القيم الأخلاقية والدينية. فالإنسان بطبعه مخلوق لديه حساسية تجاه الخير والشر، وعندما يبتعد عن القيم التي تم تحديدها من خلال التعاليم الدينية، يبدأ هذا الابتعاد في خلق شعور بالذنب والندم. يدعو القرآن الكريم في آية من سورة البقرة (سورة البقرة، الآية 21) الإنسانية إلى الإيمان، حيث جاء فيها: "وإن تكونوا قبلاً رجلاً فكونوا قومًا تؤمنون". هذه الآية تسلط الضوء على أهمية الإيمان في حياة الإنسان وتأثيره على الشعور بالكرامة الذاتية. عندما يرتكب الأفراد ذنوبًا أو آثامًا، قد يشعرون بالندم الذي يمكن أن يتحول إلى اشمئزاز من النفس. فكلما زاد الإهمال لأوامر الله وتوجيهاته، تقلصت قدراتهم على التفاعل الإيجابي مع أنفسهم ومع الآخرين. يشير هذا النوع من الاضطراب العاطفي إلى خطورة الانحراف عن المسار الصحيح، ويُعزز فكرة ضرورة البحث عن عودة إلى القيم والمبادئ السليمة. علاوة على ذلك، فإن مشاعر الاشمئزاز قد تكون أيضًا نتيجة للأفكار السلبية التي يعززها الإنسان في عقله. إذا كان الشخص يحكم على ذاته بشكل قاسي، ويعاني من عدم الثقة بالنفس، فإنه يُحتمل أن يتطور لديه شعور قوي بالاشمئزاز من ذاته. فتلك الأفكار السلبية تُظهر آثارها السلبية في مختلف جوانب الحياة، مما ينعكس على الصحة النفسية والجسدية. ولذا، يُشدد القرآن على ضرورة التأمل الذاتي، حيث يقول: "إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم" (سورة الرعد، الآية 11). هذه الآية تُذكرنا بأن كل تغيير إيجابي يبدأ من داخل الذات، حيث يجب على الفرد أن يقوم بإجراء تقييم شامل لسلوكياته وأفكاره للتمكن من تحسين نفسه. في هذا الإطار، يمكن للأشخاص الذين يشعرون بالاشمئزاز من أنفسهم أن يستفيدوا من هذه اللحظات كفرص للتأمل والبحث عن تحسين الذات. فكلما أُتيحت للفرد فرصة لمراجعة سلوكياته وتقييمها ضمن إطار أخلاقي وديني، كان بإمكانه التعرف على نقاط ضعفه وأخطائه، مما يُتيح له الفرصة لإجراء تغييرات إيجابية. إن التغيير الذاتي يتطلب الصدق في الاعتراف بالخطأ، والشجاعة في اتخاذ الخطوات اللازمة لتحقيق التحسين. بالإضافة إلى ذلك، تعتبر أهمية مساعدة الآخرين عاملاً رئيسيًا في تحسين شعور الشخص تجاه نفسه. إن العمل الخيري ومساعدة المحتاجين يمكن أن تعزز من شعور الفرد بالكرامة والثقة بالنفس، وتساعد في تقليل مشاعر الاشمئزاز. يُوزن الأثر النفسي الناتج عن مساعدة الآخرين إيجابيًا، حيث يشعر الأفراد بالإيجابية عند رؤية تأثير أعمالهم الطيبة في حياة الآخرين. إن التواصل مع الآخرين، سواء من الأهل أو الأصدقاء، يمكن أن يكون له أيضًا أثر كبير على تحسين الشعور بالفرح والنجاح. فالدعم العاطفي والإيجابي من المحيطين يمكن أن يسهم في تقليل مشاعر الاشمئزاز وتعزيز الثقة بالنفس. في هذا السياق، يدعو الإسلام إلى أهمية الوحدة والترابط بين الأفراد، مما يعزز من الشعور بالانتماء والاحترام المتبادل. في الختام، يجب أن ندرك أن الشعور بالاشمئزاز من الذات ليس نهاية المطاف، بل هو بداية لفهم أعمق للذات والسعي باتجاه تحسينها. من خلال التركيز على القيم الروحية والدينية، والسعي نحو التفكير الإيجابي، يمكن للفرد أن يتجاوز مشاعر الاشمئزاز ويحقق السلام الداخلي. لذا، يمكن القول إن رحلة البحث عن الذات هي مهمة شاقة، لكنها تستحق الجهد، فمع كل خطوة نحو التحسين الذاتي، يقترب الفرد منها من السلام والرضا الداخلي.
كان هناك شخص يُدعى حسن يتأمل في حياته. شعر بالاشمئزاز من نفسه لكنه لم يعرف السبب. تذكر القرآن وقرر العودة إلى نفسه. تاب حسن عن آثامه وسعى للاقتراب أكثر من الله. بعد ذلك، شعر بمزيد من السلام والسعادة ولم يعد يشعر بالاشمئزاز من نفسه.