شعور الفراغ ينجم عن إهمال الاتصال بالله والروحانيات.
إنَّ شعور الفراغ هو تجربة قد مرَّ بها العديد من الأشخاص عبر التاريخ، وهو شعور مؤلم يمكن أن يأتي في أوقات مختلفة من حياة الأفراد. يتمثل هذا الشعور في غياب الرضا الداخلي وفقدان مدلول أعمق للحياة. فالناس يعيشون في عالم مليء بالتحديات والصراعات، مما يجعلهم قد يشعرون بعدم الانتماء وفقدان الهوية الروحية. إنَّ العلامات التي تشير إلى شعور الفراغ يمكن أن تتنوع، فقد تظهر في عدم السعادة، الإحباط، أو حتى عدم القدرة على التعبير عن المشاعر والأفكار بوضوح. في القرآن الكريم، نجد أن الله سبحانه وتعالى قد عالج هذا الموضوع بعمق، وهذا يتضح من خلال العديد من الآيات التي تشير إلى الحالة الداخلية للإنسان. على سبيل المثال، في سورة الأعراف، الآية 179، يقول تعالى: "وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِّنَ الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ - أنَّ لَهُمْ قُلُوبًا لَّا يَفْقَهُونَ بِهَا وَ لَهُمْ أَعْيُنٌ لَّا يُبْصِرُونَ بِهَا وَ لَهُمْ آذَانٌ لَّا يَسْمَعُونَ بِهَا". تكشف هذه الآية عن حالة من الغفلة وعدم الوعي، حيث يمتلكون حواسًا لكنهم غافلون عن الحقائق الكبرى للحياة. إنَّ هذه الغفلة قد تكون نتيجة لإهمال العلاقة مع الله، وفقدان الوعي بالقيم الإنسانية والروحانية التي تضفي معنىً على الحياة. إن هذا الفراغ النفسي قد يتفاقم بسبب الضغوط الاجتماعية والاقتصادية التي يعيشها الناس في عصرنا الحديث. غالبًا ما يركز الأفراد على المعايير الدنيوية، مثل المال والمناصب الاجتماعية، وينسون البحث عن القيم الحقيقية التي تعيد لهم التوازن الداخلي. وفي هذا الإطار، يقول الله سبحانه وتعالى في سورة طه، الآية 124: "وَمَن أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا". تعكس هذه الآية أن تجاهل ذكر الله والروحانيات يؤدي إلى حياة مليئة بالتعاسة والصعوبات. للتغلب على شعور الفراغ، ينبغي للفرد أن يستعيد صلته بالله وأن يعيد فحص معاني الحياة وأهدافه. إنَّ العودة إلى الله وذكره في القلب تجسد عملية الترقية الروحية التي يحتاجها الأفراد لتحقيق السلام الداخلي. يجب على الإنسان أن يدرك أن لكل فرد قيمة فريدة، وأن لكل شخص هدفًا ومعنىً خاصًا في هذه الحياة. هذه القيم تعزز الإحساس بالانتماء والراحة النفسية. من الأمور المهمة أيضًا التي يجب فعلها هي الاهتمام بالمشاركة في الأنشطة التي تعمل على تعزيز الروحانية والتواصل مع الآخرين. فقد يكون العمل التطوعي أو الانخراط في جماعات دينية خيارين جيدين يمكن أن يساعدا الأفراد في استعادة شعورهم بال purpose و connexion مع المجتمع. إن التواصل مع الآخرين بكافة أشكاله، سواء كان عن طريق الحوار أو التعاون، يمكن أن يسهم في ملء الفراغ الذي يعاني منه الأفراد. كذلك، يمكن أن تكون الممارسات اليومية، مثل الصلاة وقراءة القرآن، خطوات أساسية لفتح القلب والعقل. هذه الممارسات تأتي كفرصة للاقتراب من الله تعالى وطلب الهداية. وعند التحول من حالة الغفلة إلى حالة الوعي، ستظهر للإنسان روضة من الأمل والطمأنينة. علينا أن نتذكر أن الحياة ليست مجرد دوامة من الأحداث اليومية، بل هي فرصة لنعيشها بعمق أكبر. الاحتياط من حالة الفراغ يتطلب وعيًا دائمًا باللحظة الحالية وبالقيم التي نعليها. الأفراد يجب أن يسعون لتطوير ذواتهم والبحث عن أدوات تعزز من روحهم وتحقق التوازن النفسي المطلوب. أخيرًا، من المهم أن نواصل التعلم، وأن نبحث عن الفهم العميق للحياة ومكانتنا فيها. إنَّ تأمل النصوص الدينية وتعاليمها يمكن أن تدفعنا نحو الاستقرار النفسي والروحي. التفاعل مع النصوص الدينية، وشرحها، واستخلاص الدروس منها بعد التأمل الجاد، يساعد على ملء الفراغ ويعيد الأمل لحياة الأفراد. في نهاية المقالة، يمكن القول إنّ الفراغ الذي يشعر به الأفراد هو نتيجة للإهمال في العلاقة مع الله، وفقدان الوعي بالقيم الروحية. ولكن بعودة صادقة إلى الله واعتماد الانفتاح على القيم المحورية، يستطيع الفرد ملء فراغه الروحي والعثور على السلام الداخلي المطلوب.
في يوم من الأيام، كان هناك شجرة جالسة بجانب نهر متدفق، تشعر بالتعب والفراغ. تذكرت الآيات القرآنية وقررت أن تملأ حياتها بذكر الله. بعد فترة، بدأت الشجرة تتفتح وأصبحت حياتها رائعة ومليئة بالمعنى. أدركت أن أي شخص يمكنه ملء فراغه بالحب والاتصال بالله.