يمكن قمع مشاعر الإنسان لأسباب متنوعة ، بما في ذلك الابتعاد عن ذكر الله وانعدام الشكر.
القرآن الكريم هو كتاب الله المعجز، الذي يشتمل على توجيهاتٍ ساميةٍ وقيمٍ عاليةٍ تهدف إلى تهذيب النفس البشرية وتوجيهها نحو الخيرات. يناقش القرآن الكريم جوانب مختلفة من مشاعر الإنسان وعواطفه العميقة، التي تعتبر جزءاً لا يتجزأ من إيجاد التوازن النفسي والاجتماعي في حياة الأفراد. فالمشاعر تمثل جانباً مهماً في الحياة الإنسانية، حيث تساهم بشكل كبير في تشكيل الشخصيات وبناء العلاقات وتحقيق السعادة أو التعاسة. في العديد من الآيات، يشير القرآن الكريم إلى أهمية الاعتراف بالمشاعر وعدم قمعها. يعتبر قمع المشاعر فعلاً غير صحي لأنه يؤدي إلى عواقب سلبية على النفس. فقد ذكر الله في سورة البقرة، الآية 74: "ثم قست قلوبهم كالحجارة"، مما يدل على أن قسوة القلوب وانعدام المشاعر يمكن أن تكون ناتجة عن الابتعاد عن الله وعدم تفاعل الفرد مع التعاليم الإلهية. عندما ينغمس الإنسان في مشاغل الحياة اليومية، قد يُغرس في قلبه شعورٌ بالغفلة، تؤدي به إلى فقدان مشاعر الرحمة والعطف. إن الابتعاد عن ذكر الله تعالى هو أحد الأسباب الرئيسية التي تساهم في تشدد المشاعر وكسرها. الشخص الذي يفقد الاتصال المستمر مع ربه قد يواجه صعوبة في الإحساس بمشاعر الآخرين، مما يجعله في خطر بعيد عن الرحمة والتعاطف. بالإضافة إلى ذلك، تعد مشاعر الحب والامتنان من أهم المشاعر التي يجب أن يحيا بها الإنسان. في سورة الرحمن، جاء ذكر النعم الإلهية في آيتين متتاليتين: "فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ." وهذا يعكس أهمية الاعتراف بنعم الله علينا وكيف أن هذا الاعتراف يرسخ في قلوبنا مشاعر الشكر والامتنان. إن حفظ مشاعرنا حية يتطلب منا التواصل الدائم مع الله والتفكر في آياته وشكره على نعمه. عندما نتعلم كيفية التعبير عن مشاعرنا بشكل صحيح، نصبح أكثر قدرة على التعامل مع التحديات والصعوبات التي نواجهها في الحياة. العلم بأن الله يراقبنا يمكن أن يكون دافعاً للتغيير الإيجابي. إذ يقودنا إلى التفكير في مشاعرنا وكيف يمكن أن نكون أكثر تسامحاً ورأفة مع الآخرين. عند التعامل مع العواطف، من المهم أن نفكر في كيفية توجيه هذه المشاعر نحو الخير. الذكر والتفكر في أسماء الله وصفاته، يُعزز من قدرتنا على الاحساس بالسلام الداخلي. علينا أن نكون متفائلين ونتقبل مشاعر الفرح والحزن كجزء من كياننا. أن نكون إنسانيين يعني أن نتقبل جميع عواطفنا، نستجيب لمشاعرنا بوعي ونتعلم كيف نديرها وفقاً لما يرضي الله ويحقق السلام النفسي. يتوجب علينا أيضاً النظر إلى مفهوم الرحمة. فقد دعا القرآن إلى الرحمة كصفة أساسية للمؤمنين. إن فهمنا العميق لمشاعر الرحمة يُبرز أهمية العطاء والتعاون مع الآخرين. في سورة التوبة، يذكر الله تعالى: "إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ"، مما يشير إلى أن الذين يعتمدون على الله في كل جوانب حياتهم هم أولئك الذين ينجحون في حفظ مشاعرهم الحية والمتوازنة. هذه الاعتماد على الله يمنح السلام الداخلي ويعزز الإحساس بالأمان في عالم مليء بالتحديات. في النهاية، يجب أن نتذكر أن المشاعر جزء لا يتجزأ من كينونتنا البشرية. إذا لم نسمح لأنفسنا بالتعبير عن هذه المشاعر، قد نجد أنفسنا نخسر جزءاً من إنسانيتنا. لذا، من المهم أن نتواصل بعمق مع الله، ونسمح لأنفسنا بأن نُظهر مشاعرنا بصدق وأمانة. إن القرآن يشجعنا على أن نكون عاطفيين، رأتين، وذو قلوبٍ طيبة، مما يؤدي إلى مجتمعٍ صحيٍ ومحب. الحفاظ على مشاعرنا حية يتطلب جهداً مستمراً للتوثق من رابطنا بالله، واعترافنا بفضله علينا. لنستمر في توثيق هذا الرابط، ولنساعد بعضنا البعض في الانفتاح على مشاعرنا وعدم قمعها، حتى يثمر ذلك لمجتمع يعمه الحب والإخاء.
في يوم من الأيام ، كان هناك رجل يدعى أحمد يتجول في برد الشتاء ، يشعر بالبعيد عن مشاعره ويتساءل لماذا يشعر بالبرد. تذكر آيات القرآن وقرر ملء قلبه بذكر الله. بعد فترة ، تم إحياء مشاعره وعاد إلى الود والإنسانية.