يعتمد النجاح الحقيقي على إرادة الله، وأحيانًا قد لا يصل الأشخاص إلى ما يريدون على الرغم من جهودهم.
يقدم القرآن الكريم رؤى متنوعة حول النجاح والفشل، حيث يتناول هذا الموضوع بشكل معمق ويقدم توجيهات قيمة للمؤمنين. فالنجاح والفشل ليسا مجرد نتائج لمجهودات الأفراد، بل يرتبطان بشكل وثيق بإرادة الله ومشيئته. في هذا السياق، تظهر أهمية فهم العلاقة بين الأفعال البشرية وقدرة الله على التحكم في مصير هذه الأفعال. واحدة من أبرز الآيات التي تسلط الضوء على هذه الفكرة هي من سورة الأنعام، حيث يقول الله تعالى: 'وَإِن يُصِبْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ ۖ وَإِن يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلَا رَادَّ لِفَضْلِهِ' (سورة الأنعام، الآية 17). هذه الآية تعكس بوضوح أن الله هو الخالق والمسيطر على جميع الأمور في الكون، وإذا أراد شيئًا كان. لذا، فإن العمل الجاد والسعي لتحقيق الأهداف يجب أن يقترن بالإيمان بأن الله وحده هو القادر على تغيير الأمور وفق إرادته. لذا، قد نجد أن الأشخاص الذين يبذلون قصارى جهدهم قد لا يصلون في بعض الأحيان إلى ما يسعون إليه، وهذا يكون وفقًا لحكم الله ومشيئته. إلى جانب ذلك، نجد أيضًا في سورة البقرة آية 286، حيث يقول الله: 'لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا'. هذه الآية توضح حكمة الله في توزيع المسؤوليات، حيث لا يتم تحميل أي شخص فوق طاقته. وهذا يعني أن الله يعرف قدرات كل فرد وملاءمتها مع ما يُطلب منه. بالتالي، يمكن أن يجتهد شخص ما ويبذل الجهد الكبير، ولكن دون أن يحقق النجاح المرجو، وهذا يتطلب التأمل في كيفية نظرنا إلى النجاح والفشل. إن الفهم العميق لنجاح الفرد يتجاوز مجرد الإنجازات المادية. إن النجاح الحقيقي هو في تحقيق رضا الله والهدوء الداخلي. في بعض الأحيان، قد لا يصل المرء إلى ما يسعى إليه على الصعيد الدنيوي، لكنه في المقابل قد يجد سعادة وأمانة في قلوبهم عند رضا الله. مثل هؤلاء الأشخاص قد لا يكونون من أعظم الناجحين في المقاييس الاجتماعية، لكنهم يعيشون بسلام ورضا داخلي. إن النجاح ليس فقط برمز المال والسلطة، بل هو أيضًا بشعور السكينة والاطمئنان. لذلك، يجب أن نعيد تقييم مفهوم النجاح وفقًا لقيمنا الروحية، ونتعلم كيف يمكننا تحقيق التوازن بين أهدافنا الدنيوية والروحانية. عندما نتطلع نحو النجاح، يجب أن نتذكر المقاصد النبيلة التي يجب أن تأتي في المقام الأول، وأن العمل على تحقيق تلك الأهداف يجب أن يكون موجهًا بإرادة الله. أكثر من ذلك، نجد أن هناك أهمية لترتيب الأولويات في الحياة. إن وضع الله ورضاه في المقدمة يؤدي إلى سلام داخلي كبير ويُسهم في تحسين نوعية الحياة. في هذا السياق، يمكن أن يكون الفشل في تحقيق أهداف معينة نقطة انطلاق لتحقيق نجاحات أخرى قد تكون أكثر ملاءمة لأهدافنا الروحية. عندما نفشل في تحقيق ما نرغب به، يجب أن نعتبر ذلك جزءًا من التجربة البشرية والدروس التي نتعلمها من الحياة. فما من إنسان يسلم من الفشل، لكن كيف نتعامل معه هو الذي يحدد مسار حياتنا. إذ يمكن أن يكون الفشل خطوة نحو النجاح، والشعور بالإحباط يمكن أن يؤدي بنا إلى البحث عن مسارات جديدة ومختلفة. لذا، على الأفراد أن يتحلوا بالصبر والإيمان، وألا يفقدوا الأمل عندما لا تسير الأمور كما يشتهون. يجب أن يتذكروا أن هناك حكمًا الله خفية قد لا يرونها في تلك اللحظة، ولكن ربما تكون خيرًا لهم في النهاية. قد تأتي البركات في صيغة مختلفة تمامًا عما هو متوقع. في الختام، من الضروري أن يفهم الناس أن النجاح الحقيقي لا يُقاس بما يمتلكونه من ثروات أو شهرة، بل بما يجلبون من سعادة وسلام داخلي. ففي النهاية، يجب أن نعمل بجد وننتظر توجيه الله وإرادته، وأن نقوم بالاجتهاد لتحقيق الأهداف مع الإيمان بأن الله هو الذي يدبر الأمور. عندما يدرك الفرد هذه الحقيقة، فإنه يستطيع أن يحقق النجاح الحقيقي بحذائه، ويعيش حياة مليئة بالرضا والسعادة.
في يوم من الأيام، كان هناك شاب يدعى أمير يعمل بجد لتحقيق النجاح في حياته. كان يعمل لساعات طويلة ولكنه لم ير أي نتائج. في يوم من الأيام، ذهب إلى المسجد وأثناء الصلاة أدرك أن النجاح الحقيقي قد يكمن في إرادة الله. قرر أن يكرس المزيد من الوقت للصلاة والتواصل مع الله ليكتشف ما هو مخطط له. بعد بعض الوقت، لاحظ أنه على الرغم من عدم وصوله إلى النجاح المادي، إلا أنه كان يشعر بالسلام والسعادة في قلبه.