عادة ما يتذكر الناس الله في الشدائد لأنهم يحتاجون إلى دعمه وراحته في ذلك الوقت.
إن القرآن الكريم هو الكتاب المقدس للمسلمين، ويعتبر دون شك من أعظم الكتب التي تحمل رسائل هداية وتعليم للبشرية بعمومها. لقد أنزل الله القرآن على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم ليكون دليلاً ونوراً يضيء طريق المؤمنين في الحياة. يحتوي القرآن على الكثير من الإرشادات والقيم التي تتطرق إلى سلوك الإنسان في مختلف الظروف، سواء كانت الأوقات مريحة أو صعبة. فالقرآن يمثل دليلاً مهماً لحياة المؤمنين، حيث يدعوهم للتواصل الدائم مع الله سبحانه وتعالى ويشدد على أهمية الثبات والذكر في أوقات الشدائد. الأمر الذي يجعل من المؤمن إنسانًا قويًا ومرنًا في مواجهة تحديات الحياة. عندما نتناول الحاجة إلى الارتباط بالله، نجد أن الكثير من الناس يعانون من مشاعر القلق والخوف خاصة عندما تواجههم المحن أو التحديات. في مثل هذه الأوقات، يبحث الإنسان عن العون والراحة، وهنا يأتي دور الإيمان وأهمية الذكر. فالذكر هو السلاح الذي يمكن المؤمن من مواجهة الصعوبات واستعادة توازنه النفسي. يقول الله تعالى في سورة البقرة، الآية 186: "وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّْي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِي إِذَا دَعَانِ". تشير هذه الآية الكريمة إلى قرب الله من عباده واهتمامه بمشاعرهم، وهذا يظهر بشكل واضح في الأوقات العصيبة. في تلك الأوقات، يشعر الناس غالبًا بالحاجة الملحة للتواصل مع الله، وذلك يعود إلى طبيعتهم الفطرية الساعية إلى العون والنصرة. إن القرب الإلهي يضفي شعورًا مريحًا بالطمأنينة على النفوس، كما يعزز من إدراك الإنسان بأنه ليس وحده في مواجهة صعوبات الحياة. بتذكر الله، يجد المؤمن عزاءً نفسيًا يتجاوز الألم والضغط الذي يمر به. فمن دواعي تذكير الله في أوقات الشدة هو خلق سكينة داخل النفس. فقد ورد في سورة الزمر، الآية 53: "يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنتُمْ اتَّقُوا رَبَّكُمْ"، حيث دعا الله عباده إلى التحلي بالتقوى والصبر والثقة في حكمته ورحمته، حتى في أصعب الأوقات. إن الرسالة هنا واضحة؛ ينبغي على الإنسان أن يبقى ملتزمًا بذكر الله في جميع أحواله، سواء في لحظات الفرح والازدهار، أو في أوقات الكرب والمحنة. فالارتباط مع الله هو أكثر من مجرد عبادة، بل هو نمط حياة. إن التواصل المستمر مع الخالق يضمن تعزيز الإيمان، مما يساعد المؤمن على تحسين نوعية حياته. فالمؤمنون الذين يتذكرون الله في الفترات السعيدة يستحقون ولاءً أكبر لله، كما يبنون قاعدة متينة من الإيمان التي تساعدهم على مواجهة المصاعب لاحقًا. هذا النوع من الذكر يعمق الروح المعنوية للمؤمن ويزيد من قدرته على الصمود أمام التحديات. إن القرآن الكريم يعكس بوضوح العلاقة المتبادلة بين الله وعباده من خلال آياته، ونجد أن هذه العلاقة تتجلى بشكل خاص في أوقات الأزمات. فالذكر ليس فقط واجبًا دينيًا، بل هو أسلوب حياة يحقق السعادة والسكينة. يجب على المؤمنين أن يستذكروا أهمية التواصل المستمر مع الله سبحانه وتعالى، سواء في اللحظات السعيدة أو الصعبة. من الأمور المهمة التي يجب على المؤمنين فهمها هي أن الصبر والإيمان هما رفقاء إنسانية في مواجهة المصاعب. فذلك يساعدهم على تجاوز القلق والخوف، والوصول إلى حالة من السكينة والسلام الداخلي. إن المؤمن الذي يكرس وقتًا لذكر الله ويجعل من التوكل عليه أسلوب حياته، سيجد دائمًا نتائج إيجابية في حياته. حيث أن الأمل والثقة يمكن أن تتغلب على الظروف القاسية. عندما يتوجه الإنسان إلى الله في لحظات صعبة، يجد أن الفرج قريب ودعاؤه مستجاب. لذا، فإن التواصل مع الله هو سلاح المؤمن الحقيقي في جميع الأحوال. إنه يساعده على التغلب على الصعوبات ويمنحه البصيرة والهدوء الداخلي. كما أن ذكر الله في الأوقات السعيدة يعزز من الشعور بالامتنان والرفعة الروحية، مما يؤدي إلى حياة مليئة بالسلام. في الختام، يجب على الجميع أن يدركوا أن الحياة مليئة بالتحديات، لكن القرب من الله وذكره قد يمثل نقطة قوتهم في مواجهة الظروف الصعبة. لذلك، فلنحرص دائمًا على ذكر الله في كل الأوقات، ولنستمد قوتنا من إيماننا به ورحمته. إن الالتزام بذكر الله سيلم بعزيمة المؤمن في كل الأوقات، ويساعده على الحياة برؤية مفعمة بالأمل والسكينة.
في يوم من الأيام ، كان رجل يتأمل في حياته ولاحظ أنه يتذكر الله فقط في الأوقات الصعبة. قرر أن يكون شاكرا لله في أيامه الجيدة أيضًا. منذ ذلك اليوم فصاعدًا ، في اللحظات السعيدة والصعبة ، كانت ذكرى الله تبقى متجددة ومهمة بالنسبة له ، مما يوفر له سلاماً كبيراً.