يمكن أن ينبع الشعور بالابتعاد عن الله من الإهمال والذنوب والانشغالات الدنيوية. يمكن أن تساعد التوبة والحفاظ على صلة مستمرة مع الله في تقليل هذا الشعور.
إن الشعور بالابتعاد عن الله هو تجربة إنسانية شائعة يعاني منها الكثير من الناس في مختلف مراحل حياتهم. هذا الشعور يمكن أن ينشأ لأسباب متعددة، ويعد موضوعًا مهمًا في الحياة الروحية لكل مسلم. في هذا المقال، سنستكشف أبعاد هذا الشعور، الأسباب التي تؤدي إليه، وسبل التغلب عليه، مع الاستناد إلى آيات من القرآن الكريم وأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم. أولاً، لنتناول أسباب شعور الإنسان بالابتعاد عن الله. من أبرز الأسباب هو إهمال ذكر الله وعدم الالتزام بالعبادات الروتينية مثل الصلاة وقراءة القرآن. هذه العبادات تعتبر ضرورية للحفاظ على العلاقة مع الله وتعزيز الروحانية. يقول الله تعالى في سورة الأنفال، الآية 28: 'واعلموا أن أموالك وأولادكم فتنة وأن الله عنده أجر عظيم.' هذه الآية تبرز كيف أن انغماس الشخص في ملذات الحياة اليومية قد يؤدي به إلى نسيان الله تعالى. فالأموال والأولاد تعتبر فتنة، وقد تجعل الإنسان يغفل عن روحه الحقيقية وعلاقته بخالقه. علاوة على ذلك، يمكن أن نواجه أوقاتًا من الشدة والمشاكل، حيث نشعر أن الله بعيد عنا. يتسبب هذا الشعور الأزمة في التفكير السلبي عن الله، وقد نتخيل أن دعواتنا لا تُستجاب. لكن في الحقيقة، الله قريب دائمًا من عباده، ويستجيب لدعواتهم. يقول الله في سورة البقرة، الآية 186: 'وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ.' هذه الآية توضح قرب الله من عباده وتؤكد أن الدعاء يُستجاب، حتى وإن لم تكن الاستجابة كما نريد. من الأمور التي قد تعزز شعور الابتعاد عن الله أيضاً هي تعلقنا بالآخرين أو الانشغالات الدنيوية التي قد تأخذنا بعيدًا عن العبادة والتفكر في الذات. يمكن أن تكون الصداقات أو العلاقات الاجتماعية أحيانًا مشتتة للذهن، مما يؤدي إلى تصغير مكانة الله في قلوبنا. بذلك، يصبح من الضروري أن نحدد أولوياتنا ونجعل الله في المرتبة الأولى في كل ما نقوم به. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تكون الذنوب والمعاصي سببًا قويًا في شعورنا بالابتعاد عن الله. فعندما نخطئ، نشعر بالذنب والندم، مما قد يؤدي إلى عزلة النفس عن الله. لكن من المهم أن نعيد التفكير في معنى التوبة والعودة إلى الله. التوبة ليست حلولاً فحسب، بل هي عودة حقيقية إلى الله وتحسين العلاقة معه. الإسلام يقدم لنا طرقًا متعددة للتوبة مثل الاستغفار والندم على الأخطاء، وهذا بالإضافة إلى العمل الصالح لتعويض ما فات. لكي نتغلب على شعور الابتعاد عن الله، هناك عدة خطوات يمكن اتباعها لتعزيز العلاقة به. أولًا، يجب علينا تحديد أوقات خاصة للصلاة والدعاء، فالصلاة هي من أهم الأركان التي تساعدنا على التقرب إلى الله. من الجيد أيضًا تخصيص وقت لقراءة القرآن وفهم معانيه، حيث أن القرآن هو كتاب هداية ويعد وسيلة فعالة للتقرب من الله. ثانيًا، يمكننا أن نشارك في الأنشطة الخيرية ومساعدة الآخرين. العمل الصالح يزيد من إيماننا ويعزز شعور القرب من الله، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم: 'أفضل الأعمال أن تدخل السرور على قلب أخيك المسلم.' ثالثًا، من الأفضل التواصل مع الأشخاص الذين يقربوننا من الله، والابتعاد عن الأشخاص الذين يلهوننا بالدنيا. الصداقات الجيدة قوية وقادرة على تعزيز إيماننا. كما أن التجمعات الروحية والدروس التي تتعلق بالحديث عن الدين والعبادة يمكن أن تكون محفزًا قويًا لتعزيز علاقتنا مع الله. في الختام، يجب أن ندرك أن الشعور بالابتعاد عن الله هو شعور طبيعي قد يمر به الإنسان في حياته. لكن الأهم هو كيف نستجيب لهذا الشعور. بدلاً من الاستسلام له، ينبغي علينا البحث عن الطرق التي تساعدنا على الاقتراب من الله. بالتأمل في الآيات القرآنية وتطبيقها في حياتنا اليومية، نكون قادرين على تقوية صلتنا بربنا والتغلب على شعور الابتعاد. فالعودة إلى الله هي السبيل للنهاية السعيدة، وهي الطريق الذي يقودنا للاطمئنان والسلام الداخلي.
في يوم من الأيام ، تفكر عادل في وضعه وأدرك أنه كان مهملًا في ذكر الله. قرر أن يخصص وقتًا أكبر للصلاة والدعاء في حياته. بمرور الوقت ، لاحظ أن السلام قد استقر في قلبه ، وأنه يشعر بالقرب من الله أكثر من أي وقت مضى.