لماذا يقع الإنسان في الغفلة؟

غفلة الإنسان تنشأ من الانشغال بشؤون الدنيا ووساوس الشيطان.

إجابة القرآن

لماذا يقع الإنسان في الغفلة؟

تعتبر الغفلة عن ذكر الله من الأمور التي تصيب الإنسان لأسباب متعددة، وقد ورد العديد من هذه الأسباب في القرآن الكريم. الحياة الدنيوية وما تتضمنه من ملذات وزينة من أبرز الأسباب التي تؤدي إلى وقوع الإنسان في الغفلة. إن انشغال الإنسان بالهموم الدنيوية وما يُحيط به من أشياء فانية، قد يؤدي إلى نسيان ذكر الله. لقد تناولت الآيات القرآنية هذا الموضوع بشكل واضح. ففي سورة إبراهيم، الآية الثانية والعشرون، يقول الله تعالى: "وَقَالَ الشَّيْطانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعَدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ..."، هذه الآية توضح أن الشيطان سيعترف يوم القيامة بأنه لم يُجبر الناس على طاعته، بل هم الذين استجابوا له بارادتهم، مما يعتبر تحذيراً للمؤمنين بضرورة الوعي لما يسعى إليه الشيطان من غواية. من جهة أخرى، يعتبر انشغال الإنسان بزينة الدنيا وتجاهل ذكر الآخرة سبباً آخر للغفلة. ففي الآية 185 من سورة آل عمران يقول الله تعالى: "كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ..."، وهذه الآية تذكر المؤمنين بأن كل شيء في هذه الحياة الدنيوية زائل، وأن الغرض من وجودهم في هذه الدنيا هو الاستعداد للآخرة. ينبغي على الإنسان أن يتذكر أنه سيفارق هذه الدنيا وما فيها ذات يوم، وعليه أن يبني حياته على أساس ذكر الله وطاعة أوامره. إن الغفلة عن ذكر الله لا تؤثر فقط على العلاقة بين الإنسان وخالقه، بل تؤثر أيضاً على حالته النفسية والاجتماعية. الجهل بالروحانيات وما يحيط بها، وقلة الخشوع أثناء الصلاة، والتشتت أثناء الذكر، كل ذلك يؤدي إلى ضعف النفس والإنسانية. لذا، يجب الإدراك أن الانشغال بأمور الدنيا بعيداً عن ذكر الله يعني الابتعاد عن التوجيهات الإلهية التي تحدد له ما هو صالح وما هو فاسد. لذا، فإن الخطوة الأولى للابتعاد عن الغفلة هي إعادة تقييم أولويات الإنسان. يجب على المسلم أن يتفطن إلى أن نسيان ذكر الله واتباع الهوى هو ما يقود إلى الغفلة، وهذا يؤثر سلباً على حالته النفسية وحياته بشكل عام. من المهم أن ندرك أن الذكر ليس مجرد كلمات تُقال، بل هو عملية تواصل حقيقية بين الإنسان وربه. يجب ألا نعتبر الذكر واجباً فحسب، بل نراه منهجاً نقوم بإدخاله في حياتنا اليومية. كما يضيء الذكر القلب وينعش الروح، ويعيد الإنسان إلى مساره الصحيح. لذا من الضروري أن يتخذ المؤمن من ذكر الله منهجاً في حياته، يبدأ يومه بالتسبيح والتهليل ويذكر الله في جميع أفعاله وأفكاره. فالذكر هو المنارة التي تقودنا إلى الطريق المستقيم وتحيينا من غفلتنا. على سبيل المثال، يمكننا أن ندخل الذكر في حياتنا من خلال الاستماع إلى تلاوة القرآن في مختلف الأوقات، وتخصيص أوقات محددة للدعاء والاستغفار. تكون هذه الأوقات فرصة للتخلي عن مشاغل الحياة، والتركيز على الذات والعلاقة الروحية. يجب أن ندرك أهمية ذكر الله، مما يسهم في تقليل تأثير وساوس الشيطان وسلبياتها. كلما كنا أقرب لله تعالى، كلما تجنبنا التشتت والغفلة. فلابد من العمل الجاد على تذكير النفس بآيات الله وأحاديث النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وعدم إغفال أهمية صلاة الجماعة وتلاوة القرآن. تسهم هذه العبادات في تعزيز الروح الإيمانية وتقوي العلاقة مع الله. وفي عالم اليوم الحديث، حيث يواجه الإنسان تحديات كثيرة وفتن متجددة، فإنه من الضروري أن يتسلح بالعلم والمعرفة. ففهم الدين بشكل صحيح يمكن أن يكون حلاً للعديد من القضايا التي قد تواجهنا. الجهل هو السبب في بعض المشكلات التي قد تقابلها، وهو مصدر للخلاف والانقسام بين الناس. لذا علينا جميعاً السعي للتعلم وطلب العلم النافع الذي يقربنا من الله. وفي النهاية، يجب أن نستغل الوقت الذي نملكه في هذه الحياة بعناية، ولنفكر في كيفية قضائه بما يرضي الله. المسلم الحقيقي هو من يحرص على استغلال كل لحظة في صالح الأعمال. فمن المهم أن نتوقف لحظة ونتأمل في كيفية استثمار وقتنا، ونسعى دائما لتحقيق مرضاة الله في كل تصرف وقرار. علاج الغفلة يكمن في الالتزام بذكر الله، فهو الطريق إلى الرضا والسلام الداخلي. إذا جعلنا ذكر الله أولوية في حياتنا، فإننا سنكون أكثر قدرة على مواجهة مغريات الدنيا والشعور بالسلام الداخلي. فلنجعل هذا الذكر رفيقنا في كل خطوة، ولنحرص على التواصل الدائم مع الله، لأن ذلك يعطينا القوة للتغلب على غفلتنا.

الآيات ذات الصلة

قصة قصيرة

في يوم من الأيام ، وقع رجل يدعى يونس في الغفلة ، وكرس معظم وقته للعمل والترفيه. ذات يوم التقى بعالم ديني الذي نصحه بذكر الله. يونس ، الذي كان يتفكر في آيات القرآن ، بدأ الصوم والصلاة ، مستأنفًا اتصاله بالله. أدرك أنه يحتاج إلى الحفاظ على التوازن في حياته والابتعاد عن خداع الشيطان.

الأسئلة ذات الصلة