يعتبر الإنسان أفضل المخلوقات لقدرته على العقل والاختيار، وقد خلق لعبادة الله.
في القرآن الكريم، نجد إشارات كثيرة تبرز مكانة الإنسان الرفيعة وكرامته التي تميزه عن سائر المخلوقات. يشير الله سبحانه وتعالى في سورة الإسراء، الآية 70، إلى عظمة خلق الإنسان وفضله فيقول: "ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلاً". هذه الآية الكريمة تعكس بجلاء الكرامة الإنسانية وحقوق الإنسان حيث يتجلى فضل الله على البشر من خلال العطاء والنعمة التي أنعم بها عليهم. يتضح من هذه الكلمات أن الله قد خصّ بني آدم بميزات فطرية تجعلهم في مرتبة سامية تجعلهم أفضل من سائر الكائنات الأخرى. إن للإسلام نظرته الفريدة تجاه الإنسان، حيث يعتبر الإنسان هو عنوان الكمال في مخلوقات الله، بفطرته السليمة وقدرته على التوجيه والإصلاح. فالعقل الذي وهبه الله للإنسان يجعله قادراً على التفكر والتأمل في آيات الله، مما يعينه على اتخاذ القرارات الصائبة والتمييز بين الخير والشر. من بين النعم العظيمة التي وهبها الله للبشر القدرة على الاختيار والإرادة. حيث إن هذه القدرة تتطلب من الإنسان الوعي الكامل بع مسؤولياته تجاه نفسه وتجاه المجتمع والبيئة. وبفضل هذه النعمة، يمكن للبشر أن يسيروا على الطريق المستقيم ويحققوا أهدافهم السامية، على الرغم من التحديات التي يواجهونها. بالإضافة إلى ذلك، يعتبر العبادة من أهم المهام التي خلق الله من أجلها الإنسان. فإن العبادة لا تقتصر على أداء الشعائر الدينية فحسب، بل تشمل كل ما يعبر عن التقدير والخشوع لله تعالى. وهذا يدل على عظيم أهمية الإنسان في الخلق ومشاركته الفعالة في رسالة الحياة. الإنسان، وبفضل ما منح له من كرامة، يقع على عاتقه مسؤوليات كبيرة. وثمة حاجة إلى التذكير بأن هذه المسؤوليات تتطلب منه حسن استخدام قدراته من جهة وبارتقاء سلوكه من جهة أخرى. فهو يشكل الأداة التي يبني بها مجتمع متكامل ومتوازن. إن التفاعل بين الأفراد والمجتمعات يبرز مكانة الإنسان الحقيقية، فتسهم العلاقات الإنسانية في الموت من فضائل العطاء والإيثار، وتدعم التآزر والتعاون بين الأفراد. فعندما يتجاوز الإنسان حدود أنانيته ويتجه إلى العمل المشترك، فإنه يسهم في نشر الخير والمحبة، مما يزيد من كرامته وفعاليته في المجتمع. علاوة على ذلك، فالصراعات الاجتماعية والمشكلات التي تواجه البشرية عبر العصور تبرز ضرورة الالتزام بالقيم الإنسانية النبيلة. فإن قضايا مثل العدالة والمساواة وحقوق الإنسان هي مقومات أساسية تقوم عليها المجتمعات الحديثة. لذا، يجب على الأفراد التمسك بهذه القيم لتحقيق التكامل والانسجام ضمن المجتمعات. وقد أكد الإسلام على ضرورة الحفاظ على كرامة الإنسان من خلال العديد من التعاليم. فالإسلام يدعونا إلى التعامل بلطف ورحمة مع كل ما خلق الله، كما يحث على احترام حقوق الآخرين. إن الحفاظ على هذه المبادئ يعزز من مكانة الإنسان وكرامته في المجتمع. بالإضافة إلى تحسين العلاقات بين الأفراد، يجب أن نبذل جهودًا كبيرة لتحسين صورة الإنسان في عيون الآخرين. فالعمل على تطوير الذات والتعلم المستمر يساعد على بناء شخصية إيجابية ويعزز من ثقة الأفراد بأنفسهم. يمكن للفرد من خلال تطوير مهاراته ومواهبه أن يكون قدوة للآخرين ويترك تأثيراً إيجابياً في محيطه. ختاماً، يجب أن نتذكر أن تكريم الله للبشر ليس مجرد تعبير عن الفخر والسمو، بل هو دعوة واضحة للإنسان كي يتحلى بالفضيلة ويعمل على إصلاح نفسه والمجتمع بشكل مستمر. يجب على الفرد أن يسعى دائماً لتحقيق الكمال في سلوكه وتعزيز العلاقات الإنسانية النبيلة، حتى يبقى كرامته محفوظة ويكون له دور فعال في بناء مجتمعه وترك أثر إيجابي في حياة الآخرين. وفي ضوء هذه التعاليم، يمكن أن نعتبر أنفسنا مسؤولين أمام الله وأمام مجتمعاتنا عن الاستخدام الأمثل للكرامة التي منحنا إياها، وأن نكون قدوة حسنة تُعبر عن النبل الإنساني.
ذات يوم ، كان إنسان يتجول في الغابة بحثًا عن المعرفة والحكمة. قابل عالماً وسأله: 'ما الذي يجعل الإنسان أفضل المخلوقات؟' ابتسم العالم وأجاب: 'يمكن للبشر ، بعقولهم وإرادتهم ، اختيار الطرق الصحيحة والتوجه نحو الله. هذه السمة تميزهم عن باقي المخلوقات.' لمست هذه الكلمات قلب الرجل ، وقرر استخدام هذه الموهبة بحكمة وتعليم الآخرين.