يعمل ذكر الله على توفير الهدوء وتقريب الشخص من الله ، مما يساعد في مواجهة تحديات الحياة.
يُعتبر ذكر الله تعالى من أهم العبادات التي حثّ عليها الإسلام، ويمثل جزءًا أساسيًا من العقيدة الإسلامية. فالذكر ليس مجرد كلمات تُتلى بل هو نوع من التعبد والتقرب إلى الله تعالى الذي يطهر القلوب ويبدد هموم النفوس. لقد جعل الله منها وسيلة لراحة البال وسكينة القلوب، فهي تدل على إيمان العبد وتفانيه في طاعة ربه. في القرآن الكريم، نجد العديد من الآيات التي تتناول هذا الموضوع، منها ما جاء في سورة الرعد، حيث يقول تعالى: 'ألا بذكر الله تطمئن القلوب'، فهذه الآية تلخص أهمية الذكر وتبين كيف يمكن له أن يُضفي طمأنينة وسكونًا على النفوس. إن الذكر يُساعد على تعزيز السكينة في الأوقات الصعبة، فحينما تصطدم الحياة بالإنسان بمشاكل وعقبات، يمكن للكلمات التي تُخرج من القلب على شكل ذكر لله أن تُخفف من وقع هذه الضغوط وتُعزز الإيمان بالقدر والخير. تتمثل قوة الذكر أيضًا في قدرته على تغيير حالة الفرد النفسية. فعندما ينشغل الشخص بهموم الحياة ومتاعبها، قد يشعر بالقلق والتوتر. في مثل هذه اللحظات، يكون ذكر الله هو السلاح الأمثل لضبط مشاعر الخوف وعدم الأمان. فقد ورد في سورة البقرة، الآية 152، 'فاذكروني أذكركم'، تشير هذه الآية إلى وعد الله بتذكر عباده الذين يذكرونه، وهو وعد يعكس رحمة الله ورأفته بخلقه. من خلال هذا الرباط الروحي الذي يتشكل أثناء الذكر، يصبح المؤمن في حالة من الأمان والاطمئنان، حيث يحس بأن الله معه في كل خطوة يخطوها. الذكر لا يقتصر فقط على أوقات معينة أو مناسبات خاصة، ولكنه يجب أن يتواجد في جميع مناحي الحياة. إنه ممارسة يومية تُدخل السعادة إلى القلوب وتُضفي جمالًا على الحياة. إن تكرار أسماء الله وصفاته في قلوينا لا يعزز فقط الرابط الروحي بيننا وبين خالقنا، بل يحول أيضًا طريقة تفكيرنا ويجعلها موجهة نحو الإيجابية والتفاؤل. إن المؤمن القريب من الله من خلال الذكر المستمر يكتسب قوة معنوية تساعده على مواجهة الصعوبات. كما أن الذكر يمكن أن يصبح عونًا كبيرًا للإنسان في تحسين حالته النفسية. فالأبحاث أثبتت دور التأمل والهدوء في تقليل مستوى التوتر والقلق، ووفقًا للإسلام، نجد أن الذكر هو الشكل النبيل للتأمل. حينما يركز الفرد على أذكار معينة أو يتلو القرآن، فإنه يسير في مسار الهدوء والتأمل، مما يساعد على تقليل التوتر وزيادة الرضا الذاتي. لا يمكن إغفال دور الذكر في تعزيز المشاعر الإيجابية. فالإنسان عموماً يعاني من الطغيان السلبي الذي قد يصطرف من الأفكار أو الضغوط الخارجية. بواسطة الذكر، يتمكن الفرد من إعادة توجيه تفكيره وتخليص نفسه من الأعباء المزعجة. إنه يُذكّرنا بنعم الله علينا، وبحكمته ورحمته، وكيف أن الحياة مليئة بالخير أيضًا. عندما نظل على تذكّر الله، نبدأ في رؤية الحسنات أكثر من السلبيات، مما ينمّي شعورًا متجددًا بالحب والامتنان. وفي سياق آخر، يُعتبر ذكر الله وسيلة من وسائل التعبير عن الشكر عندما ينظر المؤمن إلى نعم الله التي لا تُعد ولا تُحصى. فكلما ذكرنا الله، كلما تذكّرنا النعم التي منَّ بها علينا، مما يُشعرنا بالامتنان والسعادة. قد يتمثل الشكر في تجنب الشكوى والامتعاض واستبدال ذلك بعبارات خالصة لله مثل: 'الحمد لله على كل حال'، مما يمنحنا السعادة والطمأنينة النفسية. في ختام القول، يُعد ذكر الله تعالى وسيلة قوية لا تقتصر فائدتها على تحسين علاقة الفرد بالله فحسب، بل تمتد لتشمل تعزيز الصحة النفسية، وتحسين جودة الحياة، والارتقاء بالروحانية. إنه الثمرة التي تُجدّد الإيمان وتبعث الأمل في النفوس، وهو بمثابة الجلسة التي تجمع العبد مع ربه، تُساعده في استشعار النعم وتقدير الحياة. لذا، يجب على المسلم الحرص على تعميم الذكر ليشمل كافة جوانب حياته، فكلما ذكر الله، كلما عاش في سعادة وسكينة.
في يوم من الأيام ، شعر رجل بثقل في قلبه. تذكر آيات القرآن وقرر الانخراط في الذكر. نتيجة لذلك ، كل صباح ومساء ، تأكد من تذكر الله. بعد بعض الوقت ، شعر بسلام أكبر وبدأت جميع همومه وأحزانه في التلاشي. وجد مكانه في قلب الله وتغيرت حياته.