لماذا لا يجب أن نتفاخر بالنعم؟

التفاخر بالنعم يبعد الشخص عن الطريق الصحيح، ويجب التأكيد على الشكر والتواضع تجاه الله.

إجابة القرآن

لماذا لا يجب أن نتفاخر بالنعم؟

في عالم اليوم، يعاني الكثير من الأفراد من مشاعر الغطرسة والفخر بالنعم التي يمتلكونها، سواء كانت تلك النعم مادية مثل المال والممتلكات، أو معنوية مثل العلم والنجاح. وفي هذا السياق، يأتي القرآن الكريم ليذكّرنا بأهمية التواضع والشكر، محذراً من عواقب التفاخر. ففي العديد من الآيات، نُوصى بأن نكون شاكرين لنعم الله وأن نتجنب الكبر الذي قد يقودنا إلى الهلاك. من أبرز الآيات التي تبرز هذا المفهوم، هي الآية 18 من سورة النحل، التي تقول: "وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها إن الله لغفور رحيم." هذه الآية تدعو المؤمنين إلى التذكر الدائم لنعم الله الكثيرة التي أنعم بها عليهم، وتحثهم على أن يكونوا شاكرين، حيث أن الاستجابة لهذا النداء تعد علامة من علامات الإيمان الحقيقي. التفاخر بالنعم يمكن أن يؤدي إلى بُعد الشخص عن الطريق الصحيح، فالشخص الذي يتفاخر بما لديه من مال أو علم قد يظن أنه أفضل من الآخرين، في حين أن الحقيقة هي أن كل ما لديه هو فضل من الله. وعندما تُنسى هذه الحقيقة، يُصبح الإنسان عرضة للغرور والكبر، مما يزيد من فصله عن الله وعن الطريق المستقيم. ولذا، فإنه من الضروري أن نُرسخ في نفوسنا قيمة الشكر والتواضع، وأن نُعلم أنفسنا ألا نميز أنفسنا عن الآخرين بناءً على ما نملك. في سورة الزمر، الآية 67، يتحدث الله تعالى عن يوم القيامة ويُبين أن الناس سيفهمون عظمة الله وقوته، حيث سيكتشفون في ذلك اليوم أن كل النعم التي كانوا يتمتعون بها في هذه الحياة قد أتت من عند الله. وفي هذا السياق، فإن هذه الآية توضح أهمية الخضوع لله والاعتراف بعظمته، مما يفرض علينا أن نكون متواضعين في كل أمورنا. إن إدراك أن كل ما لدينا هو من الله يُعيد ترتيب أولوياتنا ويدفعنا نحو التوجه إلى الله بالشكر والتقدير. التواضع كقيمة إنسانية يُعتبر من الأساسيات الرئيسية في حياة كل مؤمن. فلا يستطيع الإنسان أن ينعم بسلام داخلي أو استقرار نفسي ما لم يكن مُتعاملاً بتواضع مع نفسه ومع الآخرين. فالشخص المتواضع يعرف حدوده ويراعي مشاعر الآخرين، ويدرك أن كل الأفراد لهم مواهبهم ونعمهم الخاصة. ومن جهة أخرى، يمكن أن يحمي تعزيز روح الشكر الشخص من الوقوع في فخ الغرور، مما يؤدي إلى اقترابه من الله وفهم أعمق لنعم الحياة. فالشخص الشاكر يدرك أن الحياة ليست مجرد تجمع للنعم، بل هي اختبار من الله ليُظهر من خلالها الشكر على ما منحنا إياه. ولذا، فإن الشكر والتواضع هما الدعائم الأساسية التي ينبغي أن يعتمد عليها المؤمن في حياته. وكما جاء في العديد من الأحاديث النبوية، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد دعا إلى شكر الله على النعم والتواضع أمام الناس. فقد أوصى بتوجيه الشكر حتى لأبسط النعم، مثل الماء والهواء، وهذا يعود بنا إلى مفهوم الرضا والقناعة. عندما نُحِب ما لدينا، نفتح أبواب السعادة ونغلق أبواب الحقد والغيرة. وعليه، فإنه من المهم أن نسعى جاهدين لتعزيز ثقافة الشكر والتواضع في حياتنا اليومية. يجب أن يكون ذلك من خلال تجاربنا الشخصية ومؤسساتنا التعليمية والتربوية. فإذا وتمكنّا من غرس هذا الفكر في نفوس الأجيال الناشئة، سنتمكن من بناء مجتمع يقدر قيم التواضع والامتنان، ويدعّم بذلك حب الله ومعرفة نعمه التي لا تُحصى. في نهاية المطاف، علينا أن نتذكر أن تواضعنا وشكرنا لله هما السبيل لتحقيق السعادة الحقيقية والنجاح في هذه الحياة. فكلما اقتربنا من الله زادت رضانا، وكلما جاهدنا لتحقيق هذه القيم الأصيلة، أصبحنا أكثر نجاحاً في الاختبار الذي وُضِعنا فيه. وبالتالي، فإن التفاخر والنرجسية لا مكان لهما في قلوب المؤمنين، فلنكن دوماً شاكرين ومتواضعين أمام الله وأمام خلقه.

الآيات ذات الصلة

قصة قصيرة

كان هناك رجل يُدعى محمد يفكر في ثروته وممتلكاته. كان دائمًا يفكر في مقدار الثروات التي يمتلكها وكيف يعرضها للآخرين. ولكن في يوم من الأيام، تذكر آية من القرآن تقول: "وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا". منذ ذلك اليوم، حاول أن يتقدم بشكر الله ويتجنب الغرور تجاه ممتلكاته. أدى هذا التغيير في فكره إلى تحقيق سلام داخلي أكبر وجعله يقيم علاقات أفضل مع عائلته وأصدقائه.

الأسئلة ذات الصلة