لماذا لا ينبغي علينا الارتباط بالدنيا؟

الدنيا زائلة ولا تحتوي على قيمة حقيقية. ينبغي للمرء أن يركز على الآخرة ورضا الله.

إجابة القرآن

لماذا لا ينبغي علينا الارتباط بالدنيا؟

إنّ القرآن الكريم يُعَدُّ الكتابَ المقدَّس الذي يوجِّه الإنسان نحو الحقائق العميقة التي تتعلق بالحياة والموت وما وراءهما. وقد تم تصوير العالم في القرآن الكريم على أنه خادع وزائل، حيث تُذكَّرنا العديد من الآيات بأن الحياة الدنيوية لا تعدو كونها فترة قصيرة وعابرة. في سورة آل عمران، الآية 185، ذكر الله تعالى: 'كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ۖ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۗ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ ۚ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ'. تُعَبر هذه الآية بشكل واضح عن حقيقة فناء الحياة الدنيا، وتشدد على أن ما ينتظر المسلم في الآخرة سيكون له قيمة أكبر وأكثر ديمومة. عندما نحلل الآية، نجد أنها تُبرز أهمية عدم الانغماس في متاع الدنيا والتوجه نحو الآخرة. ذكر الموت كشيء حتمي يُذَكِّر كل فرد بأن لكل بداية نهاية. ملحوظتين أساسيتين تُستخلصان من هذه الآية: الأولى أن المسلم مدعو دائمًا إلى الاستعداد ليوم القيامة، هذا اليوم الذي يُوَفَّى الجميع فيه أعمالهم. تلك الأعمال التي تُحدِّد مصيرهم إما إلى الجنة أو إلى النار. والثانية هي أهمية رفع الوعي عن المشتركات الدنيوية التي قد تُلهينا عن تأمل الآخرة. وفي سياقٍ مشابه، نجد في سورة النحل، الآية 96، جاء القول الإلهي: 'مَا عِندَکُمْ يَنفَدُ ۖ وَمَا عِندَ اللَّهِ بَاقٍ ۗ وَلَنَجْزِيَنَّ الَّذِينَ صَبَرُوا أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ'. يُبرز هذا النص التأكيد على أن ما نملكه من متاع ومال ومنافع سيكون له نهاية، بينما ما عند الله من جزاء للأعمال الصالحة هو ما يدوم ويبقى. هذا النداء الإلهي يدعو المؤمنين إلى التفكير في مدى التعلق بما هو زائل، ويسلط الضوء على أهمية الصبر في مواجهة تقلبات الحياة. فالصبر هو أحد الصفات التي يمتدحها الله تعالى، وهو مفتاح للحصول على الأجر العظيم في الآخرة. ومن المتطلبات الأساسية للصبر هو القدرة على تجاهل الزمن الراهن والتركيز على النتائج المستقبلية. فالصبر يتطلب تفانيًا ويحتاج إلى تربية الروح والعقل على تحمّل الأعباء والأثقال التي قد تصادفهم في هذه الحياة. إن التعلق بالدنيا يعمي الإنسان عن الهدف الروحي الحقيقي الذي يُفترض به أن يركز عليه. وهذا الهدف مرتبط بعبادة الله وأداء الأعمال الصالحة. لذا ينبغي للمؤمن أن يعمل بجد لتحقيق هذا الهدف، مما سيساعد على ارتقاء الروح ويحقق السلام الداخلي. ومن المؤكد أن الأعمال الصالحة هي المفتاح لكل ما يسعى إليه الإنسان من سعادة وفلاح. علاوة على ذلك، يُعتبر التركيز على الآخرة والرضا الإلهي الحل الوحيد للوصول إلى السعادة الحقيقية. فالحياة التي يسعى فيها الإنسان لجمع المال أو التفاخر بالمناصب إنما هي حياة مُتدنية، تنتهي بمفارقة الحياة. السعادة الحقيقية لا تنبع من تجمع الأشياء المادية، بل تأتي من القناعة والإيمان، والعمل بإخلاص لإرضاء الله. بالتالي، يُبدِّي المؤمن قيمة تكون الروحانية والعبادة على أي شيء دنيوي، ويعتبرها الطريق الأوحد إلى تحقيق السعادة الأبدية. إذن يجب أن يكون معيارنا في حياتنا هو كيف يمكننا تقربنا من الله من خلال الأعمال الصالحة، فهذه الأعمال هي التي ستبقى معنا في الآخرة. وهذا ما أكّده رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال: 'إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى'. في النهاية، يتعين علينا أن نتذكر دائمًا روايات القرآن الكريم التي تساعدنا على التغلب على تحديات الحياة وتضليلاتها. بالنظر إلى كلام الله وتطبيقه في حياتنا اليومية، نُعزز من إحساسنا بالقيمة الحقيقية لما نعيشه. ونتعاون أيضاً مع المجتمع في نشر هذا الفهم، حتى نُعِدَّ أنفسنا ليوم الحساب، ونكون من الذين زُحزحوا عن النار وأدخلوا الجنة. هذا هو الأمل، وهذه هي الغاية القصوى التي نسعى إليها جميعًا. ينبغي أن نبذل قصارى جهدنا ونتوكل على الله سبحانه وتعالى، ونسأل الله أن يثبتنا على الحق ويرزقنا الجنة.

الآيات ذات الصلة

قصة قصيرة

في يوم من الأيام ، ذهب رجل إلى السوق وواجه جاذبية الدنيا. لكن في قلبه ، حثته صوت ليبتعد عن أي شيء لأن كل هذه الجماليات ستزول في النهاية. تذكر آيات القرآن وقرر أن يكرس نفسه للعبادة والتقرب إلى الله. ومن ذلك اليوم فصاعدًا ، ركز أكثر على الآخرة ورضا الله أكثر من أي شيء آخر.

الأسئلة ذات الصلة